راسة تؤكد أن الطعام يعمل على التعويض العاطفي
وجبات غذائية تخمد الإحباط وتحارب الاكتئاب عبر هرمونات مؤثرة بالدماغ
ينجذب
الناس عند شعورهم بالاكتئاب إلى الدهون المشبعة, وركزت أغلب الدراسات التي
حاولت شرح آلية "أكل التعويض العاطفي", أي الأكل لإخماد مشاعر الإحباط على
الجانب السيكولوجي لهذا السلوك, أما اليوم فقد أكدت دراسة جديدة أن لهذا
السلوك جذوراً بيولوجية مستقلة.
فأي
شخص يعزّي نفسه بالبيتزا أو كمية كبيرة من البوظة يعلم جيداً أن الغذاء
يمكن أن يكون مصدر راحة له. ولكن الخبراء لم يحددوا قبل اليوم سبباً
فيسيولوجيا لانجذابنا إلى الأطعمة الدهنية أو الحلويات عندما نكون مكتئبين.
الطعم
اللذيذ والذاكرة العذبة المرتبطان بهذا النوع من الأكل، يلعبان دوراً
بارزاً بالطبع, لكنهما جزء من السبب فقط. فبحسب دراسة جديدة أُجريت في
بلجيكا, يبدو أن هرمونات معينة تتواصل مباشرة مع أدمغتنا عند تناول تلك
الأطعمة بعيداً من أية مشاعر تخالج الشخص إزاء نكهة معينة.
دراسات
سابقة في هذا الإطار ركّزت فقط على تجربة الأكل نفسها وعاينت: الطعم,
والرائحة, والشكل, والمغذيات. ولكن هذه الدراسة أبعدت هذه المعايير بإطعام
المتطوعين خلالها بواسطة أنابيب موصولة إلى المعدة مباشرة. وتبين أنه حتى
بتلك الطريقة خففت الدهون المشبعة المشاعر السلبية أحياناً, وأبعدتها
تماماً أحياناً أخرى.
فالمتطوعون كانوا أكثر تفاؤلاً بعد سماع
موسيقى حزينة، ومشاهدة وجوه مكتئبة، عندما كانت أمعاؤهم ممتلئة بالدهون
المشبعة والحلويات, مقابل مشاعر إحباط عندما كانت أمعاؤهم ممتلئة بمأكولات
مالحة عادية.
هذا دليل على أن أكل التعويض العاطفي ناتج عن عملية
بيولوجية وليست فقط نفسية. والخبراء يقولون إن المسألة تتعلق بإنتاج المعدة
هرمونات معينة تؤثر في الدماغ مباشرة.
وبالفعل أكدت تلك النتائج,
وعبر جلسات مسح لأدمغة المتطوعين بالرنين المغناطيسي، حقيقة بينت أن الدهون
المشبعة تخمد أنشطة أجزاء الدماغ المرتبطة بالحزن التي تجاوبت مع الموسيقى
والصور المحبطة.