ضِدَّ الكلِماتِ المَيْتَة !
من جوفِ الليل ومن أعماقِ البحر
من صلبِ الحُزنِ الراسِخِ في الأعماقِ..
ومن حدقاتِ الأيتامْ
يتسلّلُ ضوءُ الفجر
يمتدّ لطيفاً بين فروعِ الأشجارْ
يتساقط بين أصابعِ طفلٍ يحلُمُ بالألوانْ
أمدّ العنقَ لأبحثَ عن أكمامِ الزهرِ
وعن أقواسِ النورِ وكفِ النارْ
أهيمُ فتختلطُ الأشياءُ ..
وتولدُ في المنفَى أعراسُ الشعر
من جوف الليل ومن أعماق البحرْ
تنتفضُ الريحُ مدويةً فوق الشطآنْ
يا ريحُ.. جميلٌ هذا الضربُ..
على جنباتِ الصخرْ
أحبُّ جمال الغضبِ الراعفِ
حين يدقّ جدارَ الليلِ
ويكسر بابَ الصمتْ !
اللونُ الأخضرُ..
يسرحُ فوق الربوةِ آمالاً تمتدْ !
اللونُ الأصفر ساجٍٍ
أتنهّدُ في ليل الأوجاعِِ ..
وأرسم بالألوانِِ فراشة حقلْ !
تتداعى الأشياءُ ..
تبوحُ بحزنٍ دام شهورْ
تنتفض الرّيح مدوّيةً فوق الشطآنْ!
فأداعبُ جلدَ الرملْ !
من هذا الضوءِ ومن باقاتِ الوردِ
سنصنعُ يا خفقاتِ القلبِ مرايانا
لنظلَّ مع الكلماتِ الهادرةِ المسموعهْ
في وهْج الشمسِ الفضيهْ !
لا.. لستُ مع الصوتِ المغلوبْ
إني في الصحوْ ..
في قلب الشوكِ أسير
بعزيمة رعدٍ يحبُلُ بالأمطارْ
اللون الأخضر يسرح فوق الربوة ..
آمالاً تمتدْ
بعزيمة جيل يزحفُ فوق الجمرْ
من جوف الليل ومن أعماقِ البحرْ
ضدّ الكلماتِ الميتهْ !
ضدَّ الأشياءِ البائرةِ المسروقهْ
وضدّ الشاعرِ ..
حين ينمّقُ بالكلماتِ موائدَ زيفْ!
ضد الأصواتِ المخنوقة
إني في الصحوْ
أتعلم من بسماتِ الطفلْ
وأرسم بالألوانِ فراشةَ حقل!
أتعلم كيف الحبُّ يعيشْ
أتعلمُ ..
أقبض جمراً..
أسحقُ صخراً ..
أكتبُ شعراً ضدّ الكلماتِ الميتهْ !