مباراة هامة ومصيرية تلك التي تنتظر اليوم المنتخب الوطني ببانغي بجمهورية إفريقيا الوسطى أمام المنتخب المحلي في المباراة الثانية للمجموعة الثانية لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، مباراة ممنوع فيها الخطأ على رفاق الماجيك بوقرة، لأن التعثر الأول الذي سجلوه بالجزائر أمام تنزانيا يفرض عليهم العودة بنتيجة إيجابية من بانغي إن أرادوا البقاء في السباق من أجل تأشيرة الدورة المقبلة، والملاحظ من خلال الأجواء السائدة في الفريق حاليا خصوصا بعد الوصول إلى بانغي، حيث تبدو إرادة المجموعة كبيرة في تخطي المنافس والعودة بكامل الزاد إلى الديار . للإشارة فإن ثلاثي تحكيم أنغولي سيدير مباراة اليوم أمام جمهورية إفريقيا الوسطى ويتعلق الأمر بحكم الساحة هيلدر مارتينس الذي سيساعده مواطناه إيناتشيو كانديدو وميغل لوفمبو، في حين يتولى أنطونيو كاكسالا مهمة الحكم الرابع.
هل تنفع بركة بن شيخة؟
ويقول العارفون بشؤون الخضر أن الأجواء السائدة تبعث على التفاؤل لاسيما مفعول التغيير الحاصل في الفريق برحيل رابح سعدان ومجيء عبد الحق بن شيخة الذي ومنذ التحاقه بالعارضة الفنية وفي اللقاءات التي جمعته باللاعبين منذ انطلاق هذا التربص ترمي إلى تحسيسهم بقوة وثقل المسؤولية ودفعهم للتحلي بالإرادة من أجل الفوز وإعادة الاعتبار للفريق والمجموعة بعد الأشهر العجاف التي صام فيها الهجوم عن التهديف، والسؤال المطروح: هل سيأتي التغيير بالنتائج المرجوة ويكون الناخب الجديد فأل خير على الفريق أم الأوضاع ستظل معلقة؟
الفوز الخيار الوحيد للبقاء في السباق
والمؤكد أن المنتخب الوطني الذي تلقى ضربة قوية يوم تعثره أمام تنزانيا بالبليدة تنقل إلى بانغي من أجل التدارك، يعرف جيدا أن لا خيار أمامه لاستعادة هيبته المفقودة سوى الفوز والعودة بنقاط المباراة، وقد أكدها اللاعبون في أكثر من مناسبة في الأيام الأخيرة عندما قالوا أن منطق الحسابات يفرض عليهم اليوم التألق وعدم ترك أي فرصة للبروز لمنافسه اليوم طالما أن الخضر أقوى بكثير منه على الورق، لكن منطق الميدان قد يقول عكس ذلك تماما .
التعثر يعني نهاية الحلم
ورغم أن بن شيخة حاول في ندوته الأخيرة إخفاء الحقيقة وإبعاد الضغط أكثر عن اللاعبين لما أعلن أن المباراة فعلا صعبة، لكن غير مصيرية، إلا أن الجميع يعلم جيدا أن أي إخفاق يعني نهاية الحلم والعودة إلى نقطة الصفر، واللاعبون فهموا الدرس وهم الذين يعرفون جيدا ما ينتظرهم في المنافسة، والصراع على التأشيرة ينحصر في آخر المطاف بينهم والمغاربة، لكن قبل ذلك يجب إزاحة وسط إفريقيا وتنزانيا من السباق .
اختبار تاريخي لبن شيخة
لا شك أن الجميع عرف بن شيخة كلاعب، والجميع أيضا عرفه كمدرب لفريق هاو وأيضا عرفه كمدرب لفريق محترف بحجم النادي الإفريقي التونسي وأكثر من ذلك عرفه كمدرب لمنتخبي المحليين والأولمبي، لكن لا أحد يعرفه كمدرب وطني للمنتخب الأول، لأنه لم يسبق أن تولى هذه المهمة، والتي سيعرفها اليوم من خلال أول اختبار له في مشواره. اختبار يأتي في ظرف صعب وحساس تمر به التشكيلة الوطنية بعد تعثر مر رهن حظوظه في الذهاب إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، وفي زمن عجز فيه الهجوم على التسجيل بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر.
المدرب الجديد إذن مطالب برد الاعتبار للفريق وسد كل الثغرات التي تركها سابقه، والتحدي لا شك سيكون أكبر، طالما ان الرجل كما قالها في أول لقائه بالصحافة أنه يعشق التحديات والفوز ممكن جدا في قاموسه، فهل ستكون البداية مسكا أم العكس، الكل يتمنى له التوفيق، لأن الأمر يتعلق بالألوان الوطنية، لا بأي ناد من النوادي، ولا شك أن مفتاح الحل قد يكون في تلك الحرارة التي يتمتع بها والتي قد يوصلها إلى اللاعبين فوق الميدان