واصل العربي مسيرة النجاح وحقق فوزاً هاماً ومثيراً على ضيفه السد بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت على استاد حمد الكبير، بينما استعاد قطر الصدارة عقب فوزه على الغرافة حامل اللقب بهدفين مقابل لاشئ على استاد ثاني بن جاسم في إطار المرحلة الرابعة من مسابقة دوري نجوم قطر لكرة القدم.
في المباراة الأولى افتتح العربي التسجيل عن طريق لاعبه الجزائري بوعلام خوخي في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، وتعادل الإيفواري الدولي عبد القادر كيتا للسد في الدقيقة 50، وسجل عمر إبراهيم هدف الحسم لأصحاب الأرض في الدقيقة 69.
وفي المباراة الثانية أحرز مارسينيو هدف التقدم لقطر في الدقيقة 33، وأضاف فضل عمر الهدف الثاني في الدقيقة 69.
بذلك استعاد قطر صدارة فرق المسابقة برصيد 12 نقطة بينما ارتفع رصيد العربي إلى المركز الثاني برصيد عشر نقاط متقدماً بفارق نقطة على فريق لخويا صاحب المركز الثالث.
العربي يؤكد تفوقه
دخل العربي مباراته أمام السد مفعماً بالثقة عقب فوزه الكبير على الغرافة حامل اللقب في الجولة الماضية بثلاثة أهداف مقابل هدف بينما بدا الإصرار واضحاً على لاعبي السد لتصحيح الأوضاع بعد الهزة الكبيرة التي تعرض لها بخسارته من الخور (3-1) في الجولة ذاتها.
وبدأت المباراة بهجوم مباغت من السد الذي كاد أن يتقدم في الدقيقة السابعة عن طريق علي حسن عفيف الذي ارتقى لكرة عرضية وسددها برأسه إلا أن حارس العربي رجب حمزة أخرج الكرة ببراعة لركلة ركنية.
وحاول العربي الرد عن طريق الاختراق من العمق عبر لاعب الوسط الأرجنتيني المتألق بيسكوليتشي إلا أن تألق دفاع السد الذي بدا في أفضل حالاته مع بداية اللقاء بقيادة محمد كاسولا قلب الدفاع، حال دون حدوث أي تهديد على مرمى الفريق الملقب بالزعيم، واعتمد السد في اختراقاته بشكل أساسي على نذير بلحاج من الجانب الأيسر الذي مال إليه الإيفواري الدولي عبد القادر كيتا فشكل الثنائي جبهة هجومية قوية، وسدد كيتا تصويبة أرضية زاحفة ارتدى لها حمزة قفاز الإجادة وأخرجها ببراعة إلى ركنية في الدقيقة 15.
وكان الرد مباغتاً من جانب العربي عندما هيأ أفضل لاعبي العربي وليد حمزة الكرة برأسه إلى بيسكوليتشي داخل منطقة الجزاء فسددها الأخير مباشرة إلا أنها ذهبت فوق العارضة لتضيع أخطر فرص العربي حتى الآن في الدقيقة 25.
ورويداً رويداً بدأ العربي يدخل في المباراة ويشكل تهديداً على مرمى السد بفضل تحركات الرباعي وليد حمزة وبيسكوليتشي وخالد جبر الدين والبحريني سلمان عيسى، وكاد عيسى أن يفتتح التسجيل من تسديدة قوية في الدقيقة 29 إلا أن الكرة ذهبت إلى خارج الملعب.
وعاد السد للظهور مرة أخرى عن طريق لاعبه علي حسن عفيف الذي سدد كرة متقنة أخرجها ببراعة الحارس إلى ركلة ركنية في الدقيقة 38، وتعرض العربي ومدربه شاموسكا لضربة موجعة بخروج أفضل لاعبيه وليد حمزة بسبب الإصابة ونزول الشاب عمر إبراهيم في الدقيقة 41، والمثير أن الجبهة اليسرى في كلا الفريقين كانت هي الأفضل حيث نشط سلمان عيسى من جانب العربي بينما اعتمد السد على الدولي الجزائري نذير بلحاج، ومن إحدى هجمات أصحاب الأرض من الجانب الأيسر حصل العربي على ركلة ركنية، ارتقى لها الجزائري الشاب بوعلام خوخي وسددها برأسه رائعة ارتطمت بالعارضة وتهادت إلى داخل الشباك معلنة تقدم العربي بهدف رائع في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، الذي انتهى بتقدم خاطف ومثير لأصحاب الأرض.
الشوط الثاني
وافتتح السد الشوط الثاني بهجوم ضاغط بغية تعويض الهدف وانسل علي حسن عفيف من دفاع السد وانفرد تماماً بالمرمى إلا أن الخروج الموفق للحارس رجب حمزة حال دون تشكيل أي خطورة على مرماه.
ورغم التألق الكبير لحارس العربي إلا أنه أرسل الكرة بالخطأ إلى عبد القادر كيتا المتمركز على حدود منطقة الجزاء فمر الإيفواري بمهارة وثقة من مدافعي العربي وسدد كرة أرضية زاحفة استقرت في الشباك معلنة هدف التعادل للسد في الدقيقة 50 وسط ذهول لاعبي العربي، لتدخل المباراة في منعطف جديد بعد أن تساوت الكفتين مرة أخرى.
وواصل نذير بلحاج أحد أفضل صفقات السد في الموسم الجديد انطلاقاته الناجحة ومر بمهارة فائقة من الجانب الأيسر ورفع كرة متقنة إلى كيتا الذي استقبلها مباشرة ذهبت فوق العارضة في الدقيقة 53 وكان الرد سريعاً من جانب بديل العربي عمر إبراهيم الذي سدد كرة قوية ذهبت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة.
واحتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء للسد انبرى لها علي حسن عفيف وسددها بقوة أخرجها حمزة إلى ركلة ركنية في الدقيقة 60، ووضح تماماً أن رجب حمزة حارس العربي متألق في التصدي للتسديدات العالية أو المرتفعة بينما يفتقر للدقة في التعامل مع التصويبات الأرضية الزاحفة.
وتسيد الزعيم الشوط الثاني بشكل كامل بفضل الضغط المتواصل على لاعبي العربي في منتصف ملعبهم الأمر الذي أجبرهم على التمرير الخاطئ ومن إحدى هذه التمريرات المقطوعة استلم قائد السد وسام رزق الكرة ومررها رائعة لحسن الهيدوس فاستقبلها الأخير ببراعة وسددها خاطفة ارتقى لها الحارس حمزة مرة أخرى وأخرجها إلى ركنية في الدقيقة 68.
ووسط الهجمات المتواصلة للزعيم وصلت الكرة إلى بيسكوليتشي المتوغل من الجانب الأيسر فمر بسهولة من المدافعين وسددها أرضية أخرجها حارس السد سعد الشيب بالخطأ إلى المهاجم البديل عمر إبراهيم الذي تابعها إلى داخل المرمى محرزاً الهدف الثاني لأصحاب الأرض في الدقيقة 69 وسط ذهول الجميع خاصة أن الزعيم كان هو الأقرب للتقدم في أكثر من فرصة.
ودفع مدرب السد بالدولي القطري طلال البلوشي في الدقيقة 79 أملاً في تنشيط الأداء الهجومي للاعبيه، وفي الدقيقة 83 كاد المدافع كاسولا أن يدرك التعادل للضيوف عندما ارتقى لركلة ركنية وسددها رائعة ذهبت بجوار العارضة بسنتيمترات قليلة بعد أن انخلعت لها قلوب الجماهير الـ"عرباوية".
ومع اقتراب المباراة من نهايتها انقض السد بكل صفوفه محاولاً إدراك التعادل ووصلت الكرة إلى المهاجم البديل عبد العزيز الأنصاري الذي سددها بقوة إلا أن حمزة عاد وتألق مجدداً وأخرجها ببراعة إلى ركنية، ثم عاد وتصدى الحارس المتألق لتسديدة صاروخية من وسام رزق في الوقت بدل الضائع، فعجز السد عن تعديل النتيجة وأطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية اللقاء وارتقاء العربي بالتالي إلى المركز الثاني برصيد عشر نقاط.
وقدم العربي بذلك أوراق اعتماده كأحد المرشحين بقوة للفوز بلقب الموسم الحالي خاصة أنه في مرحلتين متتاليتين استطاع الإطاحة بحامل اللقب الغرافة والوصيف السد، فبدا أنه يسير بثبات نحو الفوز باللقب الثامن في تاريخه، وكان الفريق توّج بآخر لقب للدوري في مسيرته موسم 1996/1997.
قطر يعمق جراح الغرافة
واستطاع الملك الـ"قطراوي" من تعميق جراح الغرافة وأسقطه على ملعبه ووسط جماهيره، وشهدت المباراة في بدايتها هجمات متبادلة من الجانبين وأضاع يونس محمود فرصة ذهبية لتقدم الفهود عندما فشل في متابعة كرة عائدة من حارس قطر إثر تصديه لتصويبة قوية جاءته من لاعب الوسط المغربي عثمان العساس.
وتمكن المحترف البرازيلي مارسينيو من أن يفتتح التسجيل للملك القطراوي في الدقيقة 33 عندما تابع التمريرة البينية التي جاءته من عبد الله الكواري وسددها بيمناه معلنا الهدف الأول للضيوف.
وانعدمت الخطورة على المرميين عقب ذلك فانتهى الشوط الأول بتقدم قطر بهدف دون رد.
ومع انطلاقة الشوط الثاني دفع كايو جونيور المدير الفني للغرافة بصانع الألعاب البرازيلي جونينيو بحثاً عن استعادة السيطرة على وسط الملعب والتي فقدها في الشوط الأول.
وكثف الفهود من هجماتهم بحثاً عن التعادل وكاد جونينيو أن يعود بفريقه إلى المباراة إلا أنه أخطأ الكرة داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 48، ثم ارتقى ميرغني الزين وسدد كرة برأسه ذهبت فوق العارضة بقليل في الدقيقة 49.
وتواصلت محاولات الغرافة لاستعادة التوازن في الوقت الذي انكمش فيه الضيوف مع الاعتماد على الهجمات المرتدة الخاطفة اعتماداً على انطلاقات مارسينيو المباغتة.
ومن إحدى هذه الانطلاقات السريعة لقطر كاد سوريا أن ينفرد بالحارس عبد العزيز علي إلا أن المدافع الدولي بلال محمد تدخل في وقت مناسب وأبعد الكرة بصعوبة إلى رمية تماس.
ورغم الهجمات المتتالية من جانب الغرافة فقد احتفظ الملك بخطورته وفي الدقيقة 69 وصلت الكرة إلى سوريا الذي مررها إلى عبد الله الكواري فهيأها الأخير إلى مرسينيو الذي لمح فضل عمر متقدماً بدون رقابة من الجانب الأيسر فمررها له، فلم يتوان عمر من تسديد الكرة بقوة في المرمى محرزاً الهدف الثاني لقطر لتزداد معاناة الغرافة الذي اقترب من تجرع كأس الهزيمة للمرة الثالثة على التوالي.
وحاول الغرافة إحراز هدف تقليص الفارق وصنع جونينيو أكثر من فرصة خطيرة إلا أن خروج كليمرسون وابتعاد يونس محمود عن مستواه أثر كثيراً على القدرات التهديفية لحامل اللقب فانتهت المباراة بفوز رائع لقطر خارج ملعبه استعاد به صدارة دوري نجوم قطر.