منتخب الجزائر
ربما لم تحظ كرة القدم العربية بالعديد من المشاركات في بطولات كأس العالم على مدار تاريخها ولكن المنتخبات العربية حققت حضورا قويا في البطولة منذ عام 1982 وحتى بطولة كأس العالم الماضية عام 2006 بألمانيا قبل أن تسفر التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 عن أضعف حضور للكرة العربية في البطولة منذ نحو ثلاثة عقود.
وإذا كانت المشاركات العربية في المونديال قد بدأت مبكرا وبالتحديد منذ مشاركة المنتخب المصري في البطولة الثانية عام 1934 بإيطاليا ، فإن الكرة العربية لم تترك بصمتها الفعلية في المونديال إلى في بطولة 1982 بأسبانيا.
وتوالت المشاركات العربية بعد ذلك عن طريق فريقين على الأقل في كل بطولة لكأس العالم وارتفع العدد إلى ثلاثة منتخبات في بطولتي 1986 و1998 ولكنه تراجع مجددا إلى أضعف حضور في المونديال المقبل بجنوب أفريقيا رغم أن الفرصة كانت مواتية بالفعل أمام العديد من المنتخبات العربية لبلوغ النهائيات.
وشاركت مصر في مونديال 1934 قبل أن تغيب المنتخبات العربية عن البطولة على مدار 36 عاما لتعود بعدها من خلال المنتخب المغربي في مونديال 1970 بالمكسيك ثم المنتخب التونسي في مونديال 1978 بالأرجنتين.
وكان الخروج المبكر هو مصير المنتخبات الثلاثة حيث خسر المنتخب المصري 2/4 أمام نظيره المجري وخسرت المغرب أمام ألمانيا 1/2 وأمام بيرو صفر/3 وفازت 1/صفر على بلغاريا بينما فازت تونس على المكسيك 3/1 وخسرت من بولندا صفر/1 وتعادلت مع ألمانيا سلبيا.
أما أول بصمة حقيقية للكرة العربية فكانت في مونديال 1982 عندما شارك المنتخب الجزائري بنجومه العمالقة رابح ماجر والأخضر بلومي وعصاد وغيرهم ممن سطروا للكرة العربية تاريخا في بطولات كأس العالم وكان بوسعهم الوصول للدور الثاني لولا المؤامرة التي حاكتها ألمانيا والنمسا سويا للإطاحة بمحاربي الصحراء من المونديال الأسباني.
وفجر المنتخب الجزائري مفاجأة من العيار الثقيل في بداية مسيرته بالبطولة حيث تغلب على نظيره الألماني 2/1 ولكنه سقط في المباراة الثانية أمام نظيره النمساوي صفر/2 وعلى الرغم من فوزه في المباراة الثالثة على شيلي 3/2 لم يكن ذلك كافيا لعبوره الدور الأول بسبب نتيجة مباراة ألمانيا مع النمسا والتي أطاحت بالجزائريين من البطولة.
وفي نفس البطولة ، شارك المنتخب الكويتي ولكنه خرج صفر اليدين بعدما تعادل مع تشيكوسلوفاكيا 1/1 وخسر من فرنسا 1/4 ومن إنجلترا صفر/1 .
وشهد مونديال 1986 تأهل ثلاثة منتخبات إلى النهائيات للمرة الأولى حيث شارك في البطولة منتخبات المغرب والجزائر والعراق.
وحاول المنتخب الجزائري تكرار مفاجآت مونديال 1982 ولكنه فشل مجددا في عبور الدور الأول فخرج صفر اليدين بعدما تعادل مع أيرلندا 1/1 وخسر من البرازيل صفر/1 ومن أسبانيا صفر/3 .
وكان المنتخب المغربي هو أول الفرق العربية التي تنجح في كسر قاعدة الخروج المبكر حيث تأهل الفريق للدور الثاني بعدما تعادل سلبيا مع كل من بولندا وإنجلترا وفاز على البرتغال 3/1 ولكنه واجه اختبارا صعبا في الدور الثاني فخسر أمام ألمانيا صفر/1 وخرج من الدور الثاني.
أما المنتخب العراقي فنال ثلاث هزائم متتالية أمام باراجواي صفر/1 وبلجيكا 1/2 والمكسيك صفر/1 .
وفي مونديال 1990 بإيطاليا عاد المنتخب المصري للنهائيات بعد غياب دام 56 عاما والمثير أن مشاركته الأولى أيضا كانت في إيطاليا ولكنه لم يغير ساكنا حيث خرج من الدور الأول بعدما تعادل 1/1 مع هولندا ومع أيرلندا سلبيا وخسر صفر/1 أمام إنجلترا.
وشارك إلى جواره في نفس البطولة المنتخب الإماراتي الذي خسر أمام كولومبيا صفر/2 وأمام ألمانيا 1/5 وأمام يوغسلافيا 1/4 .
ومنذ بطولة 1994 أصبح المنتخب السعودي هو الزائر العربي الدائم في النهائيات حيث أعلن الفريق عن نفسه بقوة في البطولات الأربع الماضية واستهل مسيرته في بطولات كأس العالم بشكل رائع عندما تأهل للدور الثاني في مونديال 1994 بالولايات المتحدة.
ونجح الفريق في استعادة توازنه سريعا بعد الهزيمة في المباراة الأولى أمام نظيره الهولندي 1/2 وتغلب على شقيقه المغربي 2/1 ثم على بلجيكا 1/صفر ولكنه خسر 1/3 في الدور الثاني (دور الستة عشر) أمام السويد.
وفي مونديال 1998 بفرنسا خسر الفريق أمام الدنمارك صفر/1 وأمام فرنسا صفر/4 ثم تعادل 2/2 مع جنوب أفريقيا وخرج من الدور الأول.
ولم يختلف الحال في البطولة التالية عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان حيث مني الفريق بهزيمة قاسية صفر/8 أمام المنتخب الألماني ثم خسر من الكاميرون صفر/1 ومن أيرلندا صفر/3 .
وفي مونديال 2006 خسر الفريق صفر/4 أمام أوكرانيا وصفر/1 أمام أسبانيا بعدما تعادل 2/2 في مباراته الأولى مع تونس.
وشهد مونديال 1994 مشاركة المنتخب المغربي للمرة الثالثة في تاريخه حيث خسر الفريق مبارياته الثلاث أمام بلجيكا صفر/1 وأمام كل من السعودية وهولندا بنتيجة واحدة 1/2 .
وخرج المنتخب المغربي (أسود الأطلسي) من الدور الأول للبطولة التالية بعدما تعادل مع النرويج 2/2 وخسر من البرازيل صفر/3 وفاز على اسكتلندا 3/صفر.
وكان المنتخب التونسي هو الفريق العربي الثالث الذي شارك في مونديال 1998 وتوالت مشاركاته في البطولتين التاليتين ولكنه خرج من الدور الأول في البطولات الثلاث.
وخسرت تونس أمام إنجلترا صفر/2 وأمام كولومبيا صفر/1 وتعادلت مع رومانيا 1/1 في مونديال 1998 ثم خسرت من روسيا صفر/2 وتعادلت مع بلجيكا سلبيا وخسرت من اليابان صفر/2 في مونديال 2002 وتعادلت مع السعودية 2/2 وخسرت من أسبانيا 1/3 ومن أوكرانيا صفر/1 في مونديال 2006 بألمانيا.
بذلك يكون منتخبا السعودية والمغرب هما الأكثر ظهورا في النهائيات حتى الآن برصيد 13 مباراة لكل منهما ويتفوق المنتخب المغربي على نظيره السعودي بعض الشيء حيث فاز الفريق المغربي في ثلاث مباريات وتعادل في مثلها مقابل سبع هزائم وسجل سبعة أهداف واهتزت شباكه 32 مرة مقابل فوزين وتعادلين وتسع هزائم للمنتخب السعودي الذي سجل تسعة أهداف واهتزت شباكه 32 مرة.
وكانت الغلبة للمنتخب السعودي عندما التقى المنتخبان في مونديال 1994 حيث فاز 2/1 بينما تعادل مع نظيره التونسي 2/2 عندما التقيا في مونديال 2006 .
ويأتي المنتخب التونسي في المركز الثالث برصيد 12 مباراة حقق خلالها فوزا وحيدا مقابل أربعة تعادلات وسبع هزائم.
بينما شارك المنتخب الجزائري في ست مباريات فاز في اثنتين وتعادل في واحدة وخسر ثلاث ولكنه سيزيد هذا الرصيد إلى تسع مباريات على الأقل عندما يشارك في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
ويحمل المنتخب الجزائري بمفرده لواء كرة القدم العربية في المونديال المقبل بعدما فشلت جميع المنتخبات العربية في التصفيات.
والمثير أن تأهل المنتخب الجزائري جاء على حساب فريق عربي آخر هو المنتخب المصري حيث ظلمتهما القرعة بالوقوع في مجموعة واحدة بالتصفيات لاسيما وأن المنتخب المصري الفائز بلقب أفريقيا في آخر ثلاث بطولات كان جديرا أيضا بالمشاركة في المونديال.
وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1982 التي يقل فيها عدد المنتخبات العربية في النهائيات إلى فريق وحيد كما أنها المرة الأولى منذ عام 1982 التي يخلو فيها المونديال من أحد المنتخبات العربية الأسيوية بعدما سقط المنتخب السعودي في الملحق الأسيوي الفاصل أمام شقيقه البحريني الذي فشل بدوره في التغلب على نظيره النيوزيلندي في ملحق تال بالتصفيات.
وكان المنتخب التونسي قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات ولكنه سقط في اللحظات الأخيرة من التصفيات تاركا بطاقة التأهل عن مجموعته بالتصفيات لصالح نظيره النيجيري.
لذلك ستكون آمال ملايين من العرب معلقة على المنتخب الجزائري أملا في أن ينجح محاربو الصحراء في تفجير مفاجأة جديدة بالنهائيات.