يؤكد الخبراء أن التوبيخ وسيلة تربوية خاطئة و غير سليمة ، و هي لا تقل ضررا عن الضرب ، فالتوبيخ نوع من العنف يجب عدم اللجوء إليه و لو بدعوى التهذيب و التأديب ، لأنه يؤدي إلى القهر و إلى افتقاد الطفل الإحساس بالأمان . و يشعر الطفل الذي يتعرض للتوبيخ المستمر بأنه عاجز و يفقد الثقة في نفسه و في إمكاناته و قدراته و في كل من حوله و يخاف من الآخرين . إن الخوف في حد ذاته ينبوع العدوان الذي قد يتخذ صورا متعددة منها تعذيب الذات بل تتحول الشحنات العدوانية في داخله إلى عدوان صريح ، و مباشر و معظم أصحاب السلوك العنيف هم في الأصل ضحايا ظروف اجتماعية و تربوية مفرطة في الشدة و القسوة و سوء معاملة الأبناء . و ينصح خبراء التربية بتشجيع الأبناء على الحوار و المناقشة و اعتبارهم شركاء داخل الأسرة فيؤخذ رأيهم في المسائل المتعلقة بهم و في القرارات التي يتحتم على الأسرة اتخاذها بشأن بعض الأمور ، كذلك يجب أن تقوم تربية الأبناء على التسامح و التفاهم و ترسيخ مفهوم الثقة المتبادلة . كما يجب أن يعرف الآباء و الأمهات متى يخففوا عن أبنائهم الضغوط ، مؤكدة أن هناك عدة طرق تساعد عل نجاح الأبناء في الحياة ، منها تشجيعهم على الإستقلالية و إنماء قدراتهم الشخصية و منحهم الثقة بالنفس ، لأن معظم الآباء يتصورون أن أولادهم لابد أن يكونوا صورة طبق الأصل منهم في حين أنهم يجب أن يكونوا على أفضل صورة لأنفسهم .