بداية، أحب أن أوضح أن الوطن العربي جزء من العالم الشرقي، وهذا الجزء
يتضمن اليابان والصين والهند وروسيا، أما العالم الغربي المقصود هنا هو
أمريكا الشمالية وأوروبا. لا شك في أن هناك فرق كبير بين الأنظمة التعليمية
في كلاً من هذه الدول، ولكني أود أن أركز على الأسلوب التعليمي وليس
الجودة التعليمية. أود ان أتجاهل الجودة التعليمية (كفاءة المدرسين،
إمكانيات المدارس والجامعات، إلخ..) لأن هذه العوامل تعتمد على وضع الدولة
أو حجم الميزانية المخصصة للجهات القائمة عليها. لكني أود أن أسلط الضوء
على الأسلوب التعليمي (كيفية التدريس، أهمية الحفظ، صعوبة المشوار العلمي،
مرونة المتطلبات العلمية، إلخ).
بإختصار، إليكم رأيي بالأسلوبين:
-
الأسلوب الشرقي يركز على الحفظ والفهم المكثف، وعادة يتحدى التلميذ ويطلب
منه بذل جهد كبير. بشكل عام، نتيجة هذا الأسلوب هو طلاب أذكياء لديهم قدرات
على حل المسائل الصعبة.
- الأسلوب الغربي يركز على الإبداع وفتح جميع
المجالات الدراسية أمام الطالب ومنها الرياضة والفن بهدف إنتاج طلاب قادرين
على تقديم حلول جديدة. بشكل عام، نتيجة هذا لاأسلوب هو طلاب مبدعين لديهم
قدرات تحليلية ممتازة.
أعلم بأني قد عممت الأسلوبين بشكل كبير، ولا
شك في أن هناك استثناءات، ولكن لنواصل التعميم لتسهيل فهم الموضوع. لدعم
هذا التحليل، إليكم بعض الملاحظات الاقتصادية:
- معظم الإبتكارات تأتي من العالم الغربي، فهم أول من يأتي بالفكرة ويقدمها للسوق.
- بالرغم من الإبتكار يبدأ في الغرب، إلا أن التنفيذ السليم (الأفضل جودة أو الأرخص) يتم في العالم الشرقي.
- معظم الأطباء والمهندسين من العالم الشرقي، ومعظم المخترعين والفنانين من العالم الغربي.
أعلم
بأن هناك الكثير من المشاعر والتذمر من قبل الشباب العربي، فالكل يشتكي من
رداءة نظامنا التعليمي، لكني بصراحة لست متأكداً من صحة هذا القول. أعتقد
بأن معظم الطلاب المغتربين في الجزء الغربي من العالم قد لاحظوا تفوقهم على
زملاءهم الأجانب خصوصاً في مجال الرياضيات والفيزياء وبقية المواد
العلمية. أيضاً، العديد من الطلاب العرب يتفاجئ من سهولة المنهج التعليمي
عند مقارنة بالمنهج العربي. خلاصة القول، هو أن لكلا النظامين عيوب
ومميزات، وأعتقد بأنه يمكن تكون نظام تعليمي أفضل عندما يتم دمج مميزات كلا
النظامين.