رائحة رمضان تفوح بالافق
رائحة رمضان
قال تعالى
" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
البقرة - 183
انه يقترب نعم يقترب
ما أجمله ما أجمله ..
أشعر به
أكاد أشم رائحته
أكاد أسمع الآن صوته
كم أحب أن أرى حنين السماء وقت الغروب اليه
وكم أحب تلك اللحظات قبل السحور
وكم أحب فرحتي بفطوري .. وكم أحن اليك قرآني
الله ... الله
ترى ما الذى يرحل من خلالنا ويتركنا طوال الشهر؟
ويعود لينحشر في صدورنا بعد رحيله عنا
وهو يتألم ونحن مشغولون بفرحة العيد
فلا نرى نظرة الألم في عينيه
لابد أنه يعلم أننا نعود لما كنا عليه قبل أن يأتي الينا
لابد أنه يتعجب لماذا أشتقنا اذن اليه !
قلوبنا
لا زالت تطير و لا زالت تحلق
ترفرف كالفراش حول بصيص من النور
ظمآنة هي وطال جفاف حلقها
ولابد من شيء يرطب حلقها
لتصدح بالدعاء وكأنها تؤذن
نعم تؤذن فقد حان وقت الصلاة
وأي صلاة
لابد أن نتوقف لنصليها كما يحبها ربنا
ولابد أن نسقي قلوبنا لتتمكن من الصراخ
واطلاق أنين التوبة ..
ولتتمكن من الرفرفة من جديد
ولكن ليس قبل أن تضيء بذاتها ..
شد حيلك
لن أبكي على ما مر
ولن أحصي الدقائق والثواني
لكنني سأشمر وأحاول عبور النهر
لعلى أصل لشط آخر وبداية جديده
لن أستطيع جمع ما سقط مني من ثمار غاليه
فقد خسرتها تماما
نعم خسرت كل لحظة مرت في تفاهة ولهو
وخسرت كل لحظة أمضيتها في غيبة وثرثرة
وخسرت على يوم نمت فيه طويلا .. وضحكت فيه كثيرا
هرب مني عمرى
وأنفلتت الحسنات من بين أصابعي كالماء
يا للخسارة
يا للخساره
لكنني لا زلت أعبر وها أنا وسط النهر
أتطلع للجهة الأخرى حيث الأمان نعم الأمان
لابد أن أفر اليه لابد أن أفر لربي لابد أن أتوب
سأصلي نعم سأصلي باذن الله بقلبي وعقلي
سأحاول فهي معركة ولابد أن يبارزني عدوي
ربما سأسهو وربما سيفتر قلبي
لكنني سأظل باذن الله أحاول وأحاول ولن أيأس
ترى هل أمضي وحدي أم أشد بيد تؤنسني ؟
معراج القلوب
إنه رمضان ..
لا زلت يا فؤادي ضعيفا ...
لا ترفرف كما كنت ترفرف
حاول أن تسبح
حاول أن تبتسم فها هو رمضان يقترب
ولنعرج بجناحنا هناك ونترك النهر للحظات
ونسبح في فيض الرحمة
وسأسقيك من زاد القلوب هناك
انها فرصة يا فؤادي
انه البلسم وها هو الدواء
هيا الى معراج القلوب لنبدأ من جديد
هيا لنقوى على الطيران والتحليق
هيا لتنير يا فؤادي من جديد
هيا ... هيا
لنفر الى الله
رمضان
انه يقترب نعم يقترب
ما أجمله ما أجمله ..
أشعر به
أكاد أشم رائحته
أكاد أسمع الآن صوته
فهو الضيف الذى نشتاق اليه
حتى يأتينا وان أتى أتانا بخير
لكننا تركناه يرحل دون وداع يليق به
وربما أضعنا ما غرسه في قلوبنا من خير
ليتنا أنتبهنا لغراسه ورعيناه ليكبر فينا
ليتنا فعلنا
ليتنا ..
فرصة
هذه المرّة لابد أن نحسن استقباله
ونحسن جواره
لابد أن نقتبس من نوره
لابد أن نعلم جيدا أين يغرس زرعه
ولابد هذه المرة أن نقف طويلا لنودعه
لنصافحه ونشد على كفه الحنون
ليبتسم ولو مرة واحدة وهو مسافر
ليدور طوال العام وربما يعود ولا يجدنا
وبلغنا ويااكم شهره الكريم