ومن التعاريف السابقة يرى الباحث أن التقويم يتضمن مجموعة من العمليات المستمرة والمتتابعة والتى يمكن من خلالها تحديد الآتى :
1- ما أمكن تنفيذه من أهداف .
2- معرفة وبيان أوجه القصور والضعف لمعالجتنا علماً بأن أهداف التقويم لا تتفق عند حد معرفة مدى التقدم الذى أحرزه المتعلم فقط وإنما تتعداه إلى ما الذى يجب أن يقوم به المعلم من تعديلات فى الخبرات التى يقدمها إلى المتعلمين أو فى الطريقة التى تقدم بها تلك الخبرات . الأسس التى يجب توافرها فى التقويم : يذكر كمال درويش ومحمد الحماحمى وسهير المهندس (1996) أن هناك بعض الأسس الهامة التى يجب مراعاتها وتوافرها حتى يتحقق الهدف من عملية التقويم ، ومن أهم تلك الأسس ما يلى :
1- الإستمرارية : وذلك يعنى أن يكون التقويم عملية تقدير مستمر نظراً لأن العمليات الإدارية والتعليمية والتدريب الرياضى تعد عمليات إدارية وتربوية ديناميكية ومستمرة ، فالتقويم ليس هدفاً فى حد ذاته .
2- الشمولية : ويقصد بالشمولية الإهتمام بجميع أوجه أو عناصر موضوع التقويم وكذلك العوامل المؤثرة فى ذلك الموضوع ، أى الإهتمام بكل من الوسائل والغايات .
3- الديمقراطية : يجب أن يكون التقويم عملية يتعاون خلالها كل من له دور فى التأثير على العملية التربوية ويتأثر بها ، ولذا يجب أن يشارك فى عملية التقويم كل من يستطيع أن يدلى بأفكاره ، ولذلك يجب أن يسود التقويم روح الديمقراطية ، بمعنى أن تتوافر فيه حرية التفكير والإبتكار وفى إطار من العلاقات الإنسانية والتعاون بين القائمين بتلك العملية .
4- الأسلوب العلمى : يجب أن يتأسس التقويم على الأسلوب العلمى وذلك بمراعاة الأسس العلمية فى تخطيط برامج التقويم وإختيار الوسائل المناسبة والصادقة والتى تتميز بالثبات والموضوعية ، ولذا يجب أن يعتمد التقويم على المعايير Norms أو المستويات Standers أو المحكـات Criterias حتى يكون التقـويم موضوعياً Objective Evaluation . ( 10 : 298 ، 299 ) ومن هنا تظهر مدى أهمية التقويم فى النظام التربوى كجزء متكامل معه لارتباطه بكل من عمليتى تخطيط وتنفيذ المنهج . - أنواع التقويم : ويذكر فؤاد أبو حطب وآخرون (1997) أن كل أنواع التقويم وإجراءاته تهدف إلى التعرف على قيمة جدوى أو جدارة شئ ما ومع إفتراض صلاحية المقياس من حيث الصدق والثبات فإن البيانات التى تم تجميعها من المقياس تحول إلى نوع من الحكم ونوع التقويم المستخدمة يعتمد على القرارات التى تتبعه وتليه ، ومن هذه النظرية يجب ملاحظة التمييز بين أنواع التقويم :
1- التقويم المبدئى أو القبلى : إن التقويم المبدئى أو القبلى يتم قبل تقديم البرنامج التعليمى أو التدريسى بالفعل وذلك لتحديد نقطة البداية الصحيحة للتعليم أو التدريب وفيه يتم تحديد ما يتوافر من خصائص أو سمات ترتبط بموضوع التعلم أى أن هذا النوع من التقويم يقوم بدور تشخيصى هام ومن أمثلة ذلك ما يلى :
أ - تشخيص نقائص المتطلبات السابقة للبرنامج وقد يتطلب ذلك الأمر تعديل البرنامج حتى يمكن للدارس اكتساب هذه المتطلبات السابقة Perquisites ويعد هذا أحد مجالات التعليم أو التدريب التعويضى Compensatory Training .
ب- تشخيص مدى الاتقان القبلى لأهداف البرنامج فقد نجد أن بعض الدراسين يحرزون بالفعل جميع أهداف البرنامج أو عدد كبير منها وفى هذه الحالة فإنهم إما أن ينتقلون إلى مستوى كبير منها وفى هذه الحالة فإنهم إما أن ينتقلون إلى مستوى أعلى فى برنامج آخر أو تتمدد لهم نقطة بداية أخرى ملائمة .
ج- تفاعل السمات المعالجات ومن أهم التطورات التى أحدثتها البرامج الجديدة الاعتراف بأنه لا توجد طريقة واحد هى الأفضل من غيرها فى تنظيم مادة التعليم أو تعليمها ولهذا تتوافر بدائل متعددة من الطرق والأساليب والاستراتيجيات والمحتوى بحيث تتهيأ مسارات بديلة لتحقيق نفس الأهداف .
2- التقويم التكوينى : ويشير فؤاد أبو حطب وآخرون نقلاً عن سكيرفن أن من الممارسات المعتادة أنه طالما يصل البرنامج إلى النهاية فإن كل شخص مرتبط به يقدم الأدلة على حاجته إلى التعديل ولذلك اقتراح تقويم المنهج أو البرنامج أثناء بنائه أو تجريبه وذلك بجمع البيانات الملائمة والتى يمكن الاعتماد عليها فى أى تعديل تدخله عليه . كما يشير فؤاد أبو حطب وآخرون نقلاً بلوم وآخرون أنه قد استخدم هذا المصطلح فى الأغراض العامة للتعليم وليس لبناء المناهج أو البرامج وتطويرها فحسب وأصبح معناه ( استخدام التقويم المنظم خلال مسار عملية التعليم أو التدريب بغرض تحسين هذه العمليات ، فإنه يصبح أكثر وظيفة فى تحسين المنظومة وتتلخص أهم أغراضه فيه :
أ - تقديم المعونة للمتعلم بحيث يصل به إلى مستوى الاتقان .
ب- تحسين عملية التعلم والتعليم والتدريب من خلال تحليل المتوالية الكلية للبرامج إلى وحدات أصغر يتم تعلمها بالمعدل المناسب لكل دارس وتقويمه للتأكد من الإتقان .
ج- مكافئة أو تعزيز الدارسين تعزيزاً إيجابياً على إحرازهم للإتقان أو اقترابهم منه .
د- التغذية الراجعة المعلوماتية التى تخبر الدارس بما تعلمه وبما لا يزال فى حاجه إلى تعلمه كما تخبر العناصر الأخرى فى منظومة البرنامج بأوجه القصور .
هـ تشخيص صعوبات التعليم وتحديد أسبابها فى ضوء التحليل البنائى للبرنامج فى علاقتها بأخطاء الدارس . و- توصيف الطرق العلاجية البديلة فى ضوء تشخيص مواضع الصعوبة فى التعليم وأسبابها . ( 7 : 12 ، 14 ) ويشير جابر عبد الحميد (1994) إلى أن التقويم التكوينى هو ذلك النوع من التقويم الذى يستخدم لأساس مراجعة المواد وتفتيح البرنامج ، وهو يستخدم فى مجال التربية البدنية والرياضة ليساعدنا فى تقدير التعديلات أو التحسينات على منظومة التعليم . فالتقويم التكوينى يمكننا من تقدير ما يجب أن تستمر فى تعليمه من وجهة نظر كل من التلميذ والمدرس وحتى يمكن التأكد من صلاحية المحتوى وهو يلعب بذلك دور التغذية المرتدة من منظور مدخل النظم فقد تكون المهارة الحركية المدرجة فى البرنامج صعبة أو فوق مستوى التلميذ . ويتم ذلك باستخدام أدوات قياس مثل جلسات ما بعد الأداء والاستبيان والاختبارات وتقدير الزميل فى العمل الزوجى وأنشطه اختبارات الذات .
3- التقويم التجميعى ( النهائى ) : يذكر فؤاد أبو حطب وآخرون (1997) أن التقويم التجميعى موجه نحو الحكم على مدى إحراز الدارس لنواتج التعلم فى البرنامج ككل أو فى جزء رئيسى فيه وذلك بهدف اتخاذ قرارات عملية قبل نقل الدارس إلى مستوى جديد أو تخرجه أو منحه شهادة أو إجازة ويمكن أن نلخص أغراض هذا النوع من التقويم فيما يلى :
1- الوظيفة الرئيسية للتقويم التجميعى هى الحكم ويشمل ذلك إعطاء الدرجات والتقديرات وما إلى ذلك .
2- يفيد فى اتخاذ القرارات العملية مثل الانتقال من مستوى لآخر .
3- تعتبر نتائجه نقطة بدء ملائمة لتعلم لاحق أى أن نتائجه قد تعتبر نوعاً من التقويم المبدئى لهذا التعلم الجديد كما قد يقوم بدور التقويم التكوينى وخاصة فى مواقف التعلم المستمر .
4- يقوم بدور التغذية الراجعة إلا أن ذلك يتطلب أن تكون معلومات هذا النوع من التقويم أكثر تفصيلاً ولا نعتمد على مجرد حكم كلى أو تقدير عام .
5- المقارنة بين المجموعات المختلفة والأفراد المختلفين فى نواتج التعلم وذلك لتقديم هذه النواتج فى ضوء مختلف الطرق والأساليب والاستراتيجيات والمواد ومختلف أنماط الدارسين والمدرسين . ويشير فؤاد أبو حطب وآخرون (1997) نقلاً عن استراند ويلسون أن التقويم النهائى أو التجميعى يستخدم الناتج التحصيلى للتلميذ كما أن من الاستخدامات الشائعة فى مناهج التربية البدنية والرياضية تقويم التلاميذ فى نهاية الوحدة الدراسية أو النشاط فقط .
- مجالات التقويم : يذكر فؤاد أبو حطب وآمال صادق (1996) نقلاً عن أحمد عودة أن المهتمين بالقياس والتقويم وفى مقدمتهم بلوم بضرورة تصنيف الأهداف التدريسية وذلك لتسهيل التعامل معها فقد توصل اجتماع لهم سنة 1956 فى جامعة شيكاغو عن إتفاق على تصنيف الأهداف إلى ثلاثة مجالات هى :
1- المعرفى Cognitive Domains .
2- الانفعالى Affective Domains .
3- النفس - حـركى Psychomotor Domains . تأتى أهمية التصنيف من صعوبة التعامل مع شخصية المتعلم المعقدة بصورة إجمالية مع أنها تعرف أن الشخصية كل متكامل ، وفيما يلى نستعرض مستويات كل مجال :
أولاً : المجال المعرفى : ويذكر بلوم أن هذا التصنيف مستويين رئيسيين هما المعرفة ، والقدرات والمهارات الذكائية كما صنفت القدرات الذكائية إلى خمسة مستويات وبذلك أصبح هرم بلوم يعرف بستة مستويات قاعدته المعرفة وهى :
- المستوى الأول : المعرفة Knowledge ويتلخص هذا المستوى فى قدرة الطالب على التذكر ( الاستدعاء والتعرف ) للمعلومات كما قدمت له أثناء عملية التعلم .
- المستوى الثانى : الاستيعاب Comprehension ويعتبر هذا المستوى أدنى درجات الفهم ومن أكثر المستويات الذكائية شيوعاً فى أهداف المدرسين . وهذا المستوى يضم داخله ثلاثة مستويات وهى :
أ - الترجمة .
ب- التفسير .
ج- الاستكمال .
- المستوى الثالث : التطبيق Application ويتشابه مستوى التطبيق والاستيعاب فى أن لكلاً منهما يتطلب استخدام المعلومات السابقة لحل المشكلة ولكنهما يختلفان فى كون مستوى التطبيق يظهر قدره الطالب على استخدام هذه المعلومات .
- المستوى الرابع : التحليل Analysis يتوقع أن يكون الطالب فى هذا المستوى قادراً على تحديد خطأ أو أخطاء منطقية فى معارف أو معلومات محددة .
- المستوى الخامس : التركيب Synthesis يتوقع أن يكون الطالب فى هذا المستوى قادراً على إنتاج فريد Vrique ومميز مثل كتابة قصة حول موضوع معين أو رسم خطه .
- المستوى السادس : التقويم Evaluation يتوقع أن يكون الطالب فى هذا المستوى قادراً على أن يصدر حكماً أو أن يثمن نواتج أو طرائق أو أفكار ويقدم الأدلة المقنعة لهذا الحكم باستخدام محكات داخلية أو خارجية . ( 8 : 107 – 115 )
ثانياً : المجال الانفعالى ( الوجدانى ) : يذكر فؤاد أبو حطب وآمال صادق (1996) نقلاً عن كراثول وآخرون أن هذا التصنيف يتكون من خمسة مستويات رئيسية مرتبة بصورة هرمية كما أن هناك مستويات فرعية لكل مستوى رئيسى وفيما يلى توضيح للمستويات الرئيسية مختصرة :
1- الاستقبال : وهو أدنى المستويات فى المجال الانفعالى ويتراوح ناتج التعلم هنا بين الوعى بوجود المثيرات إلى الانتباه الانتقائى لمثير معين من بين عدة مثيرات منافسة . كما يوجد ثلاثة مستويات فرعية لهذا المستوى هى :
أ - مستوى الوعى . ب- مستوى الرغبة فى الاستقبال . ج- مستوى تبلور الانتباه .
2- الاستجابة : يبدى الطالب فى هذا المستوى مشاركة فاعلة سواء كانت هذه المشاركة مطلوبة منه أى استجابة الطاعة أو تطوعية أى استجابة رغبة أو استجابة متعة أى الشعور بالرضا . وهناك ثلاثة مستويات فرعية ضمن هذا المستوى هى : أ - مستوى القبول أو الإذعان . ب- مستوى الرغبة فى الاستجابة . ج- مستوى الرضا عن الاستجابة .
3- التقييم : يظهر الفرد بهذا المستوى أن للسلوك قيمة بالنسبة له ويعبر عن ذلك بمواقف ثابتة فى سلوكه تدل على أنه ملتزم ذاتياً لأنه مقتنع بما يقوم به لذلك الأهداف بهذا المستوى تسمى أهداف الاتجاهات والقيم وفى هذا المستوى ثلاثة مستويات فرعية أيضاً هى : أ - مستوى تقبل القيمة . ب- مستوى تفضيل القيمة . ج- مستوى التمسك بالقيمة .
4- التنظيم : يبدأ الفرد بهذا المستوى بتكوين نظاماً قيماً لنفسه حيث يبدأ باكتساب مفهوم القيمة ثم يقارن القيم مع بعضها ويحدد العلاقات بينهما وهذا المستوى يضمن مستويين فرعيين هما : أ - مستوى إدخال القيمة . ب- مستوى بناء النظام القيمى .
5- الوسم بالقيمة أو التميز : يظهر هذا المستوى فردية الفرد ويصبح له شخصية متميزة ويكون ثابتاً فى مواقفه ويظهر تكاملاً فى اتجاهاته وقيمة وله مستويين هما : أ - مستوى التعميم . ب- مستوى التميز . ( 8 : 115 - 122 )
ثالثاً : المجال النفسى - حركى : Psychomotor Domain يذكر كمال عبد الحميد إسماعيل و محمد نصر الدين رضوان (1994) أن المجال النفسى– حركى يستخدم الملاحظة عند تقويم العمليات ، والاختبارات عند تقويم النواتج ، ويتوقف نجاح تقويم العمليات فى التربية الرياضية على ما يلى :
* قدرة المعلم على تحديد الأغراض التعليمية للدرس تحديداً دقيقاً .
* قدرة المعلم على الملاحظة وتحليل استجابات الطالب فى ضوء تلك الأغراض .
- تصنيف الأهداف التربوية فى المجال الحركى : يشير فؤاد أبو حطب وآمال صادق (1996) نقلاً عن بلوم إلى ميدان ثالث من الميادين التى تصنف إليها الأهداف التربوية إلى جانب الميدانين المعرفى والوجدانى وهو ما يسمى الميدان النفسى
- حركى Psychomotor والذى يتصل بنشاط معالجة الأشياء وتناولها والمهارات الحركية والعضلية والتآزر العضلى العصبى وقد نبه إلى صعوبة هذا الميدان وخاصة بسبب نقص الأهداف المتعلقة به سواء فى التعليم الثانوى أو الجامعى . وفى عام (1964) ذكر كراثواهل وآخرون أنه لا يوجد بالفعل إلا أمثلة قليلة فى تراث الأهداف تنتمى إلى هذا الميدان ومعظمها يرتبط بالخط والكتابة والكلام ومهارات المعمل والتربية البدنية والفنية والموسيقية والاقتصاد المنزلى والتعليم التجارى والصناعى والتكنولوجى بصفة عامة . وعلى الرغم من هذه الصعوبات يستشعر بعض العلماء أهمية الأهداف التربوية فى هذا الميدان ، وظهرت محاولات فردية لاقتراح تصنيفات لهذه الأهداف تعد جميعاً من قبيل الفروض العلمية التى تحتاج لمزيد من الاختبار ولا زال الميدان ينتظر ظهور تصنيف مدرسة بلوم ذاتها للأهداف التربوية فى الميدان المهارى الحركى . أولاً : تصنيف سمبسون (1966) للأهداف الحركية : يقوم هذا التصنيف على خمس فئات هى :
1- الإدراك : ويعد خطوة أولى جوهرية فى أداء النشاط الحركى ويقصد به عملية الوعى بالأشياء أو الخصائص أو العلاقات باستخدام أعضاء الحس .
2- التأهب : وهو عملية تكيف إعدادى أو تهيؤ لأداء معين من النشاط أو الخبرة .
3- الاستجابة الموجهة : وتعد خطوة مبكرة نحو تنمية المهارة . ويتم التركيز هنا على القدرات التى تعد مكونات لمهارة أكبر ، ويقصد بالاستجابة الموجهة الفعل السلوكى الظاهر للفرد الذى يصدر بتوجيه المعلم وانتقاء الاستجابة يمكن تعريفه بأنه اتخاذ قرار حول أى الاستجابات يصدر لتحقيق المتطلبات الخاصة لأداء المهمة وهكذا فإن الفئة تتألف من فئتين فرعيتين هما :
أ - المحاكاه . ب- المحاولة والخطأ . 4- الميكانيزم ( الآلية أو التعود ) : وفيه تصبح الاستجابة المتعلقة متعددة ، وفى هذا المستوى يكتسب المتعلم مقداراً كافياً من الثقة ودرجة ملائمة من المهارة فى أداء النشاط . 5- الاستجابة الصريحة المعقدة : وفى هذا المستوى يمكن للمفحوص أن يؤدى نشاطاً حركياً يتصف بالتعقد والتركيب بسبب ما يتطلبه من نمط معقد للحركات وتتألف هذه الفئة من فئتين فرعيتين : أ - الثقة فى الأداء . ب- الأداء الأوتوماتيكى . ثانياً : تصنيف Dave ديف (1968) للأهداف المهارية الحركية : يعتمد تصنيف ديف المقترح على مفهوم التآزر ( Coordination ) الذى يسرى فى المدى الكلى للنمو الحركى ويرى أن هذا المفهوم يلعب نفس الدور الذى يقوم به مفهوم الاستيعاب فى المجال الوجدانى لأن جميع أنماط السلوك المتضمنة فى فئة السلوك الحركى تشمل أفعالاً عضلية وتتطلب تآزر عضلياً عصبياً وتشمل أنماط السلوك التى تنتمى إلى هذا الميدان الأفعال العضلية ( Muscular ) وتتطلب التآزر العضلى العصبى ( Neuromuscular ) وتسعى الأهداف التربوية فى هذا الميدان إلى تنمية الكفاءة فى أداء مثل هذه الأعمال وذلك بأحداث أفضل تأزر ممكن بين النشاط النفسى والعضلى وكذلك بين الأنشطة العضلية المختلفة التى تقوم بها أجزاء الجسم المختلفة أيضاً ومع زيادة هذا التآزر من جانب المتعلم فإن أفعاله تتعدل وتتحسن وتزداد سرعة أتوماتيكيه . وفى هذا يقترح ديف خمس فئات أساسية لتصنيفه يتألف كل منها من فئات فرعية ، وفيما يلى المعالم الرئيسية لهذا التصنيف :
1- المحاكاه : Initiation وتعد المحاكاه Initiation الفئة الأولى فى الترتيب الهرمى للسلوك الحركى فحين يتعرض المتعلم لفعل يمكن ملاحظته فإنه يبدأ فى إصدار محاكاه صريحة لهذا الفعل ، وتتألف هذه الفئة من : أ - الاندفاع : Impulsion وفيه تبدأ المحاكاه بنوع من "التسميع الداخلى" الجهاز العضلى يوجه دفع داخلى أو اندفاع لمحاكاه الفعل . ب- التكرار الصريح : Ouert Repetition وهذه الفئة تتبع الفئة السابقة وتتمثل فى نشاط تكرار الفعل والقدرة على ذلك إلا أن الأداء يعوزه التآزر أو التحكم العضلى – العصبى .
2- التناول أو المعالجة : Manipulation وتؤكد فئة التناول أو المعالجة على تنمية المهارة فى الاتجاهات الأرقى حث يتم أداء فعل مختار وتثبت الأداء خلال الممارسة الضرورية وتتألف من : أ - اتباع التعليمات : Interactions وفيها يكون المتعلم قادراً على أداء فعل معين للتعليمات وليس فقط اعتماد على الملاحظة . ب- الانتقاء : Selection وفيه يستطيع المتعلم التميز بين مجموعة من الأفعال من غيرها ويكون قادراً على انتقاء المطلوب ثم يبدأ فى اكتساب مهارة تناول أو معالجة ما تم اختياره . ج- التثبيت : Fixation فمع الممارسة الكافية للفعل المختار يتحرك المتعلم تدريجياً نحو تثبيت الفعل وعندئذ يصل الأداء إلى درجة من التحسن والجودة بمعنى أن الفعل يؤدى بدرجة أكبر من السهولة واليسر على الرغم من توافر مقدار معين من الشعور أو الوعى فالاستجابة لم تصل بعد إلى درجة الأتوماتيكية ولكنها على درجة جيدة من السرعة ، كما أن الأخطاء الساذجة والمحاولات العشوائية يتم اختزالها إلى الحد الأدنى .
3- الإحكام : Precision أما الفئة الثالثة فيسميها ديف الإحكام Precision وفيها تصل كفاءة الأداء إلى مستوى أعلى من التحسن فيتميز بالدقة والتناسب والضبط وتتألف هذه الفئة من : أ - الاسترجاع : Reproduction وفيه يكون المتعلم قادراً على استرجاع فعل معين بالمواصفات التى أشرنا إليها مع حضور المصدر الأصلى الذى يوجه سلوكه . ب- التحكم : Control وفيه يصل سلوك المتعلم إلى مستوى أرقى حيث يستقل عن المصدر الأصلى ، فلا يصبح محتاجاً إلى نموذج يسترجعه وإنما يتوافر عند نموذج على درجة كبيرة من الجودة وبالإضافة إلى ذلك فإن المتعلم يصير قادراً على تنظيم الفعل فمثلاً قد يزيد السرعة أو يخفضها عند الضرورة . وعادة ما يصاحب الأداء فى هذا المستوى قدراً كبيراً من الثقة Confidence واليقظة Vigilance .
4- التفضيل : وتشتمل فئة التفضيل Articulation فئتين فرعيتين هما : أ - التتابع : Sequence ويقصد به حدوث تأزر بين سلسلة من الأفعال وكذلك من خلال التتابع الملائم بينهما ففى كثير من المواقف العملية لا يؤدى المتعلم فعلاً واحداً وإنما يؤدى عدة أفعال تقوم بها أجزاء مختلفة من الجسم . ب- التوافق : Harmony وفيه تصل المتتابعة الحركية إلى درجة عالية من الاتساق الداخلى بين الأفعال المكونة لهما بحيث تؤدى بالتفصيل الملائم من حيث الزمن والسرعة وغيرهما من العوامل المرتبطة وهكذا يصل المتعلم إلى مستوى من الكفاية فى أداء عدد من الأفعال المرتبطة إرتباطاً متآنياً أو متتابعاً لإنتاج الاتفاق أو الاتساق الحركى المنشود .
5- التطبيع : Naturalization ويعد التطبيع Naturalization الفئة الأخيرة فى تصنيف ديف سوءا كان ذلك لفعل واحد أو سلسلة من الأفعال المفصلة وفى هذا المستوى يصل الأداء إلى درجة عالية من الكفاءة ويتم بأقل قدر من الشعور أو الوعى أو التحكم الإدارى . وتنقسم هذه الفئة إلى : أ - الأتوماتيكية : Automatism وفيها يصل الفعل إلى الروتينية إلى حد أن النتائج تصبح استجابة أوتوماتيكية أو تلقائية . ب- الاستبطان : Interiorization وفيه يصل الفعل الروتينى الأوتوماتيكى إلى الحد الذى يمكن أن يصدر فيه على نحو لا شعورى حتى أن المتعلم قد لا يعرف أن الفعل يؤدى إلا إذا عوق أو تعرض لاضطرابات شديدة وبعبارة أخرى تعتبر عادة أداء الفعل " طبيعة ثانية" للمتعلم .