أيام من الخوف
عشتُ فيكِ لحظات العمرٍ دوماً....
قَبِلتُ فيكٍ العيشَ بلا مأمن ....
ولا أعرف ماذا تريدن أنتِ.....
وماذا تريد الطيور في سماءك....
ومتى تتوقف عقارب الساعة في زمانك....
يبدو التنبؤ فيك صعباً....
يأتي الليل حين يشاء....
والفزع فيك في كل مكان.....
ليس فيك ثبات....
ليسً فيكٍ الآمان.....
كلنا فيكٍ غرباء.....
فيكٍ كل الانقلابات.....
أنتٍ لستٍ معطفًا يقيني بردً الشتاء.....
فيكٍ كل الأعاصير والأحزان.....
أنتِ جسر من الخيزران....
والاعتماد عليكٍ وهمٌ وسراب.....
قتلت ٍ فيَّ كل إبداع.....
تناثرت من أسطري كل المفردات....
فيكِ أصبحت رهينة الخوف والانتظار....
حسبتك من الأمهات.....
فوجدتُ فيكٍ كلً الشتات.....
فأنتٍ اللون الرمادي.....
وأنا أكره اللون الرمادي.....
فيكٍ تعلمت ُ حفظ أحلامي.....
لتصبح نصوص على أوراقي.....
أبهرتني فيكِ حريتي وعنفواني.....
كلما شاهدني الناس صباحاً.....
ظنوا أني ولدت قبل ثوانٍ.....
والآن تمطرين علي خوفاً....
تمطرين يا سمائي حزناً.....
نعم يا سمائي....
خائفة من حقيبة ارتحالي......
كنت أظن أني في المنفى لن أبالي....
أحرقي الوقت وأعصابي كما تشائي.....
اسكني تحت وسادتي فلن أبالي.....
فخوفي هو احتياجي.....
هذا هو الانقلاب الجذري في حياتي....
فهذه لحظات خوف عبثية.....
أعلم علم اليقين....
أن العيش فيك عمل تجريدي واضح...
أن ولادتي فيكٍ ليست مصادفة....
وموتي لن يكن مصادفة....
فكل جذور أشجار الزيتون فيكٍ باقية....
وستبقى روحي في عطرك خالدة.....
لطالما كنت عطري المفضل.....
كلما ٍزدتني إشراقاً....
كنت أزدادُ بك ٍ ارتحالاً.....
لا بد من انتهاء ا لرحلة.....
خمس وثلاثون عاماً وأنا على خشبة المسرح....
ونسيت بك ٍ كل الزمن.....
فأنت ٍ يا حبيبتي.....
دنيا نرجسية....
وأنا إنسانة رومانسية.....
أخبري أرضكِ أن قلبَ نيسان قادم....
فإيماني بأنني خُلٍقتُ أمانةُ....
لطالما علمت أن العيش فيكٍ متاهةُ....
فرحيل عنكٍ ليس استحالة......
18-11-2008خالدة غوشه