الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين عليه وعلى آله وصحبه أتم صلاة وأشرف تسليم وبعد… يعلم الكثير ما حل بإخواننا في غزة من ظلم وجور وعدوان من اليهود عليهم من الله ما يستحقون، ولعل أكثر الناس تابع القنوات الفضائية وكتاب الصحف والمجلات… والكثير تكلم وكتب من علماء وقاده وساسه وغيرهم… ولست أحد من هؤلاء لكني أحد أبناء الإسلام الذين ساءهم ما يحدث لإخواننا هناك… وفي الحقيقة ما أكتبه الآن لم أحضر له ولا أعتبره مقال في هذه القضية… ولكن أحد الأخوة طلب مني أن أكتب له رسالة جوال تتعلق بالقضية… فلم يدر بخلدي إلا أن أكتب شيء من الدروس التي يجب تعلمها من هذه الواقعة… وإلا فحق غزة أرض العزة والكرامة وحق القدس والمسجد الأقصى جليل لا يسعني أن أكتب فيه شيء الآن والله المستعان….
هذه بعض الدروس كتبتها على شكل نقاط سريعة لكي يسهل تذكرها.. وفي الحقيقة يحتاج كل درس منها إلى وقفات وتأملات…لكن هذا ما جادت به النفس المقصرة في هذه العجالة:
- أن الإنسان لا يدري متى حتفه وأين تكون منيته، لنعمل الآن فقد لا نعيش غدا
- أن الأيام دول فقد تنعم الآن وتأسى غداً… فلا تكترث كلها بتقدير الله عز وجل.
- الجسد الواحد يتمثل في مثل هذه المواقف، أهلنا في غزة لهم حق النصرة بأشكالها الممكنة المتنوعة.
- ثبات أخواننا هناك يعلمنا كيف يكون الإنسان ثابت على مبادئه وقيمة وأهدافه وأخلاقه.
- الصبر يحتاج إلى مكابدة ومجاهدة، فلا جزع عند المصائب ولا نيل المطالب إلا بالصبر والتصبر.
- مهما أصيب الإنسان من ابتلاءات… فهناك من هو أشقى منه وأسوء منه حال فليحمد الله ويدعوا لإخوانه.
- بذل الروح والنفس في سبيل الله ونصرة الدين بالطرق الممكنة التي تتعايش مع ظروف الحياة والحالة التي تمر بالإنسان والمجتمع في حينها.
- قد يخذلك من تظن أنه معك، فلا تركن إلى ما عند الناس ولا تأمل فيما بين أيديهم… لأن ما عند الله لا ينفد وهو الذي يعطي ويمنع.
- الإيمان بالله لا تظهر سماته أحياناً إلا في المحن… والثبات عزيز لا يقدر عليه أي أحد… لذلك وطن قلبك واجعله يتشرب الإيمان في أعماقه فهذا هو ذخرك وسندك في كل حين.
- ليس الضعف الحقيقي أن لا تمتلك القوى والمعدات والآليات، لكن الضعف الحقيقي يكون في ذات الإنسان من عدم القدرة على قول الحق وفعل الحق والثبات عليه.
- صور الأشلاء والدماء تعلمنا نعمة الأمن والاستقرار… يحتاج منا هذا أن نحمد الله بالقول والعمل وأن لا ينسينا هذا حق أخواننا علينا من الدعاء والإغاثة.
- الحق مهما جار عليه الظلم والظلمة، فأنه سيظهر بإذن الله ولو بعد حين.
والله أعلم… ومن غزة نتعلم الكثير… ومن الحياة نتعلم الدروس والعبر