موضوعات أسرار النجاح والثقة بالنفس
كيفية الوصول للانسجام مع الطاقة الكونية من أجل حياة أفضل
إعداد / جمع : نزار محمد شديد
كيفية الوصول للانسجام مع الطاقة الكونية من أجل حياة أفضل ...!!!
يمكننا الوصول إلى الانسجام والتناغم مع الطاقة الكونية من خلال مجموعة ممارسات لحركات بَسْط ودوران بطيئة للأطراف بالمشاركة مع تنفس بطني عميق. فقد كان المستنير الصيني يستيقظ يومياً في الساعة الثالثة صباحاً، ليجلس في وضعية تأمل صامت حتى الفجر، ثم يقوم بتمارينه المفضلة التي تتضمن أيضا تدليك العينين والمناطق الأخرى من الجسم وتحريك اللسان في كل الاتجاهات داخل الفم لتحريض إفراز اللعاب المفيد المعروف بـ"العصارة الحلوة". مع الإهتمام إلى الأمور التالية :
1- ممارسة تمارين نظام المثلثات في رياضة اليوغا المكوَّن من ثمانية مثلثات، والتي ينشأ عنها أربعة وستون مسدساً ، كتمارين هامة للتوازن الجسدي والعقلي
2. عندما تصل أفكار ومشاعر وأعمال الإنسان درجة مستقرة من التوازن الداخلي والانسجام الفسيولوجي، يصل الإنسان إلى أفضل الحالات الحياتية الممكنة.
3. عندما يقع الشخص ضحية للمرض فإن أفضل طريقة للشفاء هي تسكين العقل وتهدئة المشاعر وإحداث الانسجام في الفعاليات البدنية، وخلق حالة توازن. تعيد هذه الطرق إلى الشخص الصحة المفقودة، كما تعيد إليه الحيوية وتضعه في حالة توازن مع قوى السماء والأرض.
4. الحركة والسكون قطبان نسبيان في وجود كلِّي واحد، وليستا ظاهرتين مستقلتين، كما هي حال الـينغ والـين، كونها أقطاب متكاملة في نفس الطاقة الكونية الأساسية
5- "القساوة والصلابة هما طريق الموت، أما اللين والطراوة فهما طريق الحياة." أهمية الحركات الانسيابية الناعمة.: "فالماء المنساب لا يصاب بالركود، وحواف الباب المتحرك لا يطالها صدأ، وهذا بفضل الحركة. نفس المبادئ تنطبق على الإنسان. إذا لم يتحرك البدن، لا ينساب الجوهر، وعندما لا ينساب الجوهر، تركد الطاقة." بقول النفَّري: "العلم المستقر هو الجهل المستقر."
6- كتاب الخيميائيين العباقرة : هو كتاب صيني قديم يتناول الانسجام بين السماء والإنسانية، وخاصة تنظيم فعاليات الإنسان مع دورات الطبيعة، وهو كتاب طريقة تهذيب الحياة الذي يشمل معلومات قيِّمة عن التغذية المتوازنة والتنفس العميق، بالإضافة إلى تمارين اليوغا الجنسية .
7- إكسير الحياة الحقيقي هو إكسير الطاقة الداخلية اللامادي ، والطريقة الوحيدة للحصول عليه هي الممارسة الشخصية المنهجية الصادقة، وليست عن طريق ابتلاع مركبات معدنية وسُمِّية خارجية ؛ والنتيجة هي إتاحة الفرصة للصحة وطول العمر لكل الناس، وليس فقط لطبقة معينة من الأثرياء والحكام.
8- اعتبر الدماغ والضفيرة الشمسية والقسم السفلي من البطن ، مراكز تحويل الطاقة الأساسية. وقد أمكن التمييز بين مفهومي طول العمر البدني والأبدية الروحية ، بحيث أصبح يعتقد بخلود البدن . من خلال الممارسة المنهجية لتخفيف المرض وإطالة الحياة، ولكن الهدف في النهاية يجب ألا يكون الخلود الجسماني، بل الأبدية الروحية التي لا يمكن أن تتم إلا بالانعتاق من البدن. إلا أنه يمكن للإنسان أن يحاول الوصول إلى الهدفين معاً لأن العنصر المشترك في كليهما هو الطاقة. لذا يمكن للإنسان، عبر تطوير التعامل مع الطاقة الداخلية، أن يعيش حياة مديدة، صحية وسعيدة في هذا العالم ، ويكتسب بنفس الوقت، الوقت الكافي والطاقة الملائمة من أجل حضور روحي أبدي في العالم الآخر بعد زوال البدن.
9- تتضمن الطريقة للوصول إلى هذه المرحلة من الإنسجام والشعور بالأبدية الروحية ممارسة جِماعاً جنسياً طويلاً بدون قذف ذكري ، مع بلوغ إنعاظ متكرر عند المرأة، بحيث تحصل قطبية قوية بين الرجل والمرأة. وفي لحظة النشوة عند المرأة ، يحدث التحام بين طاقتي اليِنْ السالبة واليَنْغ الموجبة في نفس الوقت عند الذكر والأنثى، بما يُحدِث توازناً للطاقة الحيوية أو طاقة التشي ، بما يوازي صعود طاقة الـكونداليني kundalini المعروفة بهذا الإسم عند الهنود إلى المراكز العليا
10- كتابا كلاسيكيات تغيير الأوتار وكلاسيكيات التطهير النقي ، يتضمنان أساسيات التمطُّط والتليين التي تهيئ الجسم للتأمل أو لممارسة الفنون القتالية، حتى المراحل المتقدمة من الخيمياء الداخلية، بالإضافة إلى تحويل الجوهر والطاقة الجنسية إلى الحيوية الروحية.
11- أعلى درجات الوعي هي الوصول لمرحلة عدم تمييز أو تضادٍّ بين هذا وذاك، وعلى تجاوز التضادِّ بالوصول إلى القاسم المشترك بينهما. "من الأهمية بمكان أن نبحث عن الحركة داخل السكون، وعن السكون داخل الحركة، وأن نتحرك بنعومة وباستمرار إلى أن ندخل حالة السمو الروحي العليا."
12- "يتألف الجسم البشري من جوهر وطاقة وروح، وتسمى هذه بالكنوز الثلاثة، لأن الاستنارة والتلقائية تأتي منها. ولكن للأسف قلة قليلة فقط من الناس تدرك هذه الكنوز الثلاثة. يتركز الجوهر فقط من خلال الطاقة ، وينضبط كلا من الجوهر والطاقة فقط من خلال الروح. وإنعاش الطاقة هو حفظ للروح، وحفظ الروح يتم فقط من خلال إيقاف التفكير."
13- "عندما لا تنظر العينان، ولا تسمع الأذنان، ولا يتكلم اللسان، ولا يشم المنخران، ولا تتحرك الأطراف، عندئذٍ نقول إن الطاقات الخمسة قد عادت إلى المصدر. عندما يتحول الجوهر إلى طاقة، والطاقة إلى روح، وتذوب الروح في الفضاء، نسمي هذا بتجمع الأزهار الثلاثة على قمة الجبل."
14- عندما تزفر، تلامس السماء وتشعر بالانفتاح، وعندما تشهق تلامس الأرض وتشعر بالثبات. يرتبط الزفير بليونة التنين ، ويرتبط الشهيق بقوة النمر. من المهم جداً ألا يتغير مركز انتباهك وتركيزك وأنت تنتقل بين الشهيق والزفير، بين الحركة والسكون. اضبط التنفس حتى تصل لحالة التنفس دون تنفس ، أي تصير واحداً مع التنفس، وعندها يمكن للروح أن تتركز وللإكسير الداخلي أن يتكَّون."
15- ضرورة البحث عن الحقائق من خلال التجربة الشخصية، وليس التعصُّب لطريقة معينة ورفض كل الطرق والمناهج الأخرى .
16- " الحكمة الصينية المسماة بالتاو فريدة من نوعها ، لا ثنوية فيها. فلماذا يقسمها الجاهلون إلى عالٍ ومنخفض؟ عندما نكتشف أن مبادئ الحكماء هي نفسها سنجد أن التاوية والبوذية متشابهتان. إذا لم نفهم منهجاً معيناً، ولكن بنفس الوقت بحثنا في المناهج الأخرى، سننحو إلى التطرف، ونضيع حياتنا في خيالات وهمية."
- نُقِل عن ماو تسي تونغ قوله إن أهم هديتين قدَّمتْهما الصين للعالم هما المطبخ الصيني والطب الصيني! برغم تدخينه اليومي المفرط للسجائر وعدم الاهتمام الجيد بالغذاء، فقد عاش 92 عاماً من الصحة الممتازة): "عندما تتحكم الحكمة بالرغبة نعيش طويلاً، أما عندما تسيطر الرغبة على الحكمة نموت سريعاً."
17- التاو، بحسب النصوص الصينية، هو مسيرة حياتية يصلها الإنسان عن طريق العقل وليس البدن، وهو مصدر كل معرفة حقيقية. "كان هناك شيء لا شكل له، ولكنه كامل، وُجِد قبل السماء والأرض. وبما أني لا أعرف له اسماً فقد أطلقت عليه اسم التاو."
18- الطريقة التي يتحرك بها الجسم خلال رياضة التشي كونغ تشبه السباحة في الماء، والتنفس العميق البطني يشبه الحركة الدورية للأمواج. كذلك يعبِّر الماء عن العلاقة المتبادلة بين المادة والطاقة، بين السكون والحركة، وفي الخيمياء الداخلية: يتحول جوهر الين المائي المتركز في أسفل العجز ويسمو بواسطة هواء التنفس الذي يلعب دور المنفاخ من أجل تبخير هذا الماء وتنقيته وتحويله إلى طاقة ينغ . وهذه الطاقة ترتفع على مسار النخاع الشوكي، بقيادة العقل، إلى الرأس، حيث يتم تنقيتها أكثر لتغذي الروح. لتقوم الروح بتكثيف البخار من جديد وتبريده ليسيل من جديد على القناة الأمامية كطاقة ماء يتركز في حقل الإكسير السفلي أسفل السرَّة .
19- التاوية الأصلية هي فلسفة غير إلهية (وغير أصولية ) تستهدف فهم الطبيعة والكون وعلاقتهما بالإنسان. والحق أن التاوية هي ربما، التنظيم الوحيد في العالم حالياً الذي يهتم بالممارسة أكثر مما يهتم بالتعليم والتبشير. فمن أهم مبادئ التاويين أن يختبر الإنسان التاو، لا أن يتكلم عنه. فكما يقال : "التاو الذي يمكن ذكره ليس التاو الأزلي."
20- هناك مصدر أو طاقة إلهية بدئية وهي مصدر كل شيء مرئي وغير مرئي في هذا الكون. ويعتبر الكلام أهم تعبير عن الطاقة في الإنسان. من هنا يظهرالدور الكبير لترداد مقاطع صوتية معينة أو ما يدعى بالمانترا في الرياضات التيبتية. هذا وتولي الطرق التاوية أيضاً أهمية كبيرة للصوت أثناء ممارسة التمارين ،
21- تنقسم الثنائية الموجودة في الكون، بحسب التاوية ، إلى خمس طاقات هي : الخشب والنار والأرض والمعدن والماء، التي ينجم عن تداخلها وتجلِّياتها كل الظواهر الموجودة في الطبيعة.
كما وأن علينا معرفة كنه كل أشكال الطاقة التي تتخللنا والمحيطة بنا من خلال أن :
أ. الطاقة الأولية التي تأتي مع الإنسان عند ولادته وتُحفَظ بعد الولادة في الغدد الكظرية والخصيتين عند الرجل أو المبيضين عند المرأة، وتبقى كاحتياط يمكن استعمالها في حال نفاد الطاقة ما بعد الولادية الآتية من الغذاء والماء والهواء. لكن ما دامت هذه الطاقة الأولية محدودة، يَقصُر عمر الإنسان تبعاً للسرعة التي يستهلكها بها من غذاء سيِّئ، إلى أمراض مزمنة، إلى إرهاق مزمن وحياة سريعة، إلى سوء العادات الإدمانية والجنسية. وتُعتبَر الطاقة الأولية في النهاية ، القاعدة الأساسية للصحة الجيدة وطول العمر، لذا يشكِّل الحفاظ عليها جزئاً أساسياً من ممارسة رياضة التشي كونغ.
ب. الطاقة الحقيقية أو ما بعد الولادية التي تأتي من الهضم والتنفس والاستقلاب. تبدأ بالعمل عندما يُقطَع الحبل السري للطفل ويصرخ صرخته الأولى . يعمل التشي كونغ على تحسين قدرة الجسم في تكوين الطاقة ما بعد الولادية.
ت. الطاقة المغذية ، وهي التي تدور مع الدم داخل الأقنية لتغذي كامل الجسم.
ث. الطاقة الحامية ، وهي التي تتوزع على سطح الجسم لتحميه من تقلبات الطقس والإشعاعات والطاقات السلبية من الآخرين.
22- إكسير الحياة الذي يقع داخل الإنسان، وليس من خلال معادن وأعشاب ومختبر الخيميائي. تعتمد الخيمياء الداخلية على الاتحاد الثلاثي للكنوز الثلاثة: الجوهر والطاقة والروح، وكذلك يعمد ممارسوها إلى فترات صيام، لا يتناولون فيه أية مواد مطبوخة أو فواكه أو حبوب، بل فقط أعشاب طبية.
23- كان الاهتمام البوذي دائماً بالوصول إلى الاستنارة الروحية أو الحالة البوذاوية عن طريق الممارسة المكثفة للتأمل السكوني. وبعكس المدرسة التاوية فإن المدرسة البوذية اعتبرت البدن معيقاً للممارسة الروحية ولم تُعِرْ اهتماماً للصحة وطول العمر..
24- المدرسة الكونفوشية تقول : "لتطوير العقل لا بد من إزاحة الرغبات لتظهر الطاقة الأولية النقية للطبيعة." حيث "يقوم القادة الاجتماعيون والسياسيون بدورهم بشكل جيد، فقط بعد فترة من تأمل النفس لإزالة الجشع والعنف والتكبر والأمراض الأخرى للنفس." والحركة الكونفوشية الجديدة". كان أهم تعاليمها استعمال التطور الروحي لخدمة المجتمع وليس لخدمة الفرد، بعكس التاويين والبوذيين الذين كانوا سابقاً أو لاحقاً يتركون العائلة وينزوون في معبد أو جبل من أجل الاستنارة الفردية