الشيخ سعدان.. ملك المواقف الصعبة
* مدرب مونديالي
سعدان أبرز مدربي الكرة الجزائرية
عبد العزيز محمد – mbc.net
يوما بعد الآخر يثبت رابح سعدان -المدير الفني للجزائر- أو كما يلقبونه بـ"شيخ المدربين"، أنه ملك المواقف الصعبة والأوقات الحرجة، حيث تجده دائما يقف في المكان المناسب لينقذ الكرة الجزائرية ويعيد لها بريقها.
فبعد سنوات من الغياب للكرة الجزائرية عن المستوى الإفريقي وكذلك الدولي، عاد سعدان لقيادة الخضر من جديد ليؤكد جدارته في الحصول على هذا المنصب، بعدما قاد المنتخب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 على حساب منتخب مصر بطل إفريقيا في النسختين الماضيتين.
ولم يحقق سعدان ذلك من فراغ، إنما أهله لهذا الإنجاز مسيرة تدريبية حافلة امتدت إلى نحو 30 عاما تقريبا، خاصة أن هذا الإنجاز المونديالي يعد الثاني في تاريخ شيخ المدربين، بعدما قاد الخضر للتأهل من قبل إلى مونديال 1986 في المكسيك.
ويعتبر هذا التأهل المونديالي هو الأغلى للخضر، خاصة أنه جسد حلم ملايين الجزائريين، ومكنهم من الثأر من المنتخب المصري الذي حرمهم المشاركة في مونديال إيطاليا 1990، فضلا عن ما صاحب هذا التأهل من تجاوزات إعلامية بين البلدين، حتى تطورت إلى مواقف سياسية.
وحقق سعدان، الذي تخرج في معهد العلوم والتكنولوجيا الرياضية ببن عكنون بالجزائر، والبالغ من العمر 63 عاما، نجاحات عدة في مشواره الرياضي سواء كلاعب أو مدرب.
وبرز شيخ المدربين كلاعب، حيث لعب في صفوف كل من فرق مولودية باتنة ومولودية قسنطينة وشبيبة الأبيار واتحاد البليد، ورين الفرنسي، لكنه اعتزل مبكرا بعد تعرضه لحادث، ليتحول بعدها إلى مجال التدريب بداية من عام 1976.
واستطاع سعدان بفضل قدراته وإمكاناته أن يصنع له اسما مميزا في عالم التدريب، على رغم بعض الصعوبات التي واجهها في مشواره الرياضي.
مدرب مونديالي
وتمكن سعدان بعد فترة قصيرة أن يضع نفسه كواحد من أبرز المدربين في الجزائر، لذلك لم يكن من باب الصدفة أن يتولى مهمة الإشراف على المنتخب الخضر أعوام 81 - 82 و 84 - 86 و99 و2003 - 2004 وأخيرا من 2007 وحتى اليوم.
وأشرف سعدان على المنتخب اليمني، ثم درب في السعودية وتونس والمغرب، حيث فاز باللقب الإفريقي مع الرجاء البيضاوي.
ويعتبر سعدان أول مدرب جزائري يؤهل منتخب بلاده للمونديال عام 1979، حين ساهم في تأهل الجزائر لنهائيات كأس العالم للشباب في اليابان.
ويتسم شيخ المدربين بشخصية قوية وهادئة؛ إذ يستغرب عدد من أصدقائه ومنافسيه قدرته الفذة على الحفاظ على هدوئه في المباريات الساخنة.
وعرف عن سعدان أنه رجل المهمات الصعبة والأوقات الحاسمة، حيث بلغت شهرته ذروتها حين عين مدربا للمنتخب الجزائري الذي كان يعاني بعض الصعوبات بسبب ابتعاده عن الواجهة الإفريقية وغيابه عن "الصف الأول" إفريقيا، خلال الأعوام الأخيرة لمصلحة منتخبات مثل: مصر وتونس والكاميرون وساحل العاج وغانا، خاصة بعد قيادته الخضر للتأهل لأمم إفريقيا بعد غياب مرتين متتاليتين، والصعود لمونديال 2010 بعد غياب 24 عاما.
ويذكر أن سعدان كان له الفضل أيضا في إعادة ترتيب أوراق المنتخب الجزائري بعد مونديال إسبانيا 82، حين أدهشت الجزائر العالم بفوزها الشهير على ألمانيا بطلة أوروبا آنذاك بهدفين مقابل هدف، وقاد شيخ المدربين بلاده وقتها إلى التأهل إلى مونديال المكسيك 1986، حين خاضت الجزائر مباراة لا تقل روعة أمام البرازيل وخسرتها بصعوبة شديدة بهدف نظيف.
وفي المرتين لم يخش سعدان من تولي مهمة قيادة منتخب "الخضر"، وهو يمر بأصعب ظروفه من أجل إصلاح ما دمره المدربون الأجانب، حتى كلل جهوده مؤخرا بالتأهل للمونديال للمرة الثانية في تاريخه.