تتواصل في الشارع السوداني شائعات تتحدث عن وصول مكالمات هاتفية إلى المواطنين من أرقام غريبة وغير مؤلوفة، تؤدي في حال الرد عليها إلى موت المتلقي على الفور، نتيجة إصابته بصعقة
كهربائية في الدماغ.
ورغم غرابة هذه الشائعة ونفيها كليا من الجهات المختصة، وكذلك استحالة حدوثها علميا إلا أنها تواصل انتشارها بسرعة، الامر الذي جعل من الهاتف الخلوي بمثابة الصديق المرعب للسودانيين.
وقد ساهمت بعض وسائل الإعلام السودانية في ترويج هذه الشائعة حين نشرت إحدى الصحف نبأ وفاة عدد من الأشخاص في ظروف غامضة بعد تلقيهم مكالمات هاتفية من مصادر مجهولة.
ونقلت مصادر اعلامية عن الصحافي السوداني فيصل محمد صالح قوله أن الشائعة بلغت ذروتها ،ولم يتبق شخص واحد في السودان لم يتلق رسالة من صديق او قريب او بعض افراد عائلته تحذره من تلقي هذا الاتصال الغامض.
وقال المهندس نادر الجيلاني نائب رئيس هيئة الاتصالات إن الشائعة مغرضة وغير معقولة لا علميا ولا منطقيا، مؤكدا أن معايير تقنية الهاتف الجوال بالبلاد تتطابق مع المواصفات الموصى بها دولياً.
بينما نقلت صحيفة "الأهرام اليوم" السودانية عن نائب المدير العام السابق لهيئة الاتصالات اللواء مهندس صديق ابراهيم مصطفى، أن ما حدث ابتزاز رخيص تمارسه بعض الشركات لجني أموال طائلة من خلال عملية تحريك الاتصال بين المشتركين نتيجة رواج الشائعة.
ويرى الدكتور اشرف ادهم استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة النيلين أن المجتمع السوداني اصبح أكثر استعدادا لتلقي الشائعات لأنه صار هشا نسبيا بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والامني وكذلك التحديات الحياتية والاقتصادية التي تواجهه.