هـارون الرّشـيد
تو.809م
هارون الرشيد ابن محمّد المهدي ابن المنصور العباسي، أبو جعفر، خامس خلفاء الدّولة العباسية في العراق وأشهرهم.
يُعتَبر هارون الرّشيد ألمع إسمٍ لا في تاريخ الخلافة فحسب، بل في تاريخ الدّولة الإسلامية في العصور الوُسطى، ذلك أنّه الإسم الذي يرتبط بعظمة الدّولة واتّساع مساحتها وازدياد ثروتها، واتّساع نشاطها في ميادين السّلم والحرب.
ولاّهُ أبوه غزو الرّوم في القسطنطينية، فصالحته الملكة إيريني وافتدت مملكتها بسبعين ألف دينارٍ تبعث بها إلى خزينة الخليفة في كلّ عامٍ.
تولّى الخلافة بعد اغتيال أخيه الهادي واستمرّ إلى سنة 193 هـ/809م، فقام بأعبائها، وازدهرت الدولة في أيّامه. واتصلت المودّة بينه وبين ملك فرنسا كارلوس الكبير المُلقّب بشارلمان، فكانا يتهاديان التّحف.
كان الرّشيد عالمًا بالأدب وأخبار العرب، فَصيحًا، له شعر وله محاضرات مع علماء عصره. وكان يُحسنُ معاملتهم. وقد اجتمع على بابه العُلماء والشّعراء والفُقهاء والقرّاء والقُضاة والكتّاب والنّدماء والمغنّون. وكان حازمًا، كريمًا، متواضعًا، لم يُرَ خليفةٌ أجود منه. وهو أوّل خليفة لُقّبَ بالكرة والصّولجان.
لُقّب هارون الرّشيد بجبّار بني العبّاس، فكان كثير الغزوات، يحجّ سنة ويغزو سنة، وكان شجاعًا.
اقترن إسم الرّشيد بنكبة البرامكة، وهُم من أصلٍ فارسيٍ، وكانوا قد استولوا على شؤون الدّولة، فقلق من تحكّمهم، فأوقع بهم في ليلةٍ واحدةٍ. وقيل إنّه أراد أن يصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسّط.
وُلِدَ بالرّي من مشاهير بلاد الدّيلم، وكان والده واليًا عليها. وتوفّي في سناباذ من قرى طوس (ناصية بِخُراسان)، وبها دُفِن.