وهذا النوع من الشعر السياسي الديني يمثّل:
الأدب والشعر السياسي الديني، والذي يحتوي على:
1 ـ شعر الشيعة: ويتمثّل بشعر الشاعر الكميت الأسدي.
2 ـ شعر الخوارج: ويتمثّل هذا النوع بشعر عمران بن حطّان الذي مدح ابن ملجم على ضربته لإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في محراب الكوفة.
3 ـ شعر المرجئة: وهم اُمويّون قالوا إنّنا نطيع الخليفة ولو كان فاسقاً ونرجئ أمره إلى الله فالله هو الذي يتولّى حسابه، ويمثّل هذا الجناح الأخطل المشهور بالخمريات، والحطيئة وجرير، إضافة إلى الفرزدق الذي كان يتردّد على البلاط الاُموي لسدّ ودفع التهمة ولكنّه في آخر عمره قرّر مصيره مع أهل البيت(عليهم السلام).
أوّلاً ـ شعر الشيعة
إنّ تاريخ الشيعة مليء بالثورات والانتفاضات على الحكّام الظالمين، حيث أخذ الطغاة يراقبونهم سرّاً وعلناً مع العلم أنّ الشيعة لم يتراجعوا عن مبدأهم.
لو تصفّحنا كتب الأدب العربي لرأينا أنّ فنون الأدب الشيعي قد مُلئت بها وبالأخص الشعر السياسي الديني; لأنّه أدب يلهب العاطفة ويهيجها نظراً لِما مرّ في تاريخ الشيعة من ثورات، خاصّةً واقعة الطفّ، حيث الدم اُريق، والحرمات انتهكت، والبيوت سُبيت ودُمّرت، والأجساد صُلبت.وعلق شوقي ضيف على الشعر العلوي قائلا( إذا اخذنا نقرأ اشعار شعراء الشيعة وجدناهم محزونين على ائمتهم الذين سفك دمهم الامويون , وقد تحولوا يبكونهم ويندبونهم بدموع لا ترقا ولا تجف وربما كان هذا الطابع أهم ما يميز الشعر الشيعي في هذا العصر فهو زفرات و دموع سخينة) ونتيجةً لهذا كلّه برز شعراء سياسيّون أمثال:
الكميت بن زيد الأسدي، ت سنة 126هـ.
السيّد الحميري، شاعر عاش في العصرين الاُموي والعبّاسي، توفّي سنة 173هـ.
اغراض الشعر العلوي
لقد كان الشعراء الذين مثلوا الحزب العلوي قد نظموا الشعر السياسي لاغراض مختلفة منها .
1. إظهار المحبة لال البيت(عليهم السلام)
2. الاحتجاج لحق الائمة في الخلافة : فهم يدللون على ان الخلافة حقهم وحدهم بادلة دينية وعقلية
3. ابراز الجوانب الدينية والانسانية في شخصية الائمة (المديح السياسي )
4. اظهار الحزن والتفجع على الشهداء من الآئمة (الرثاء السياسي)
5. التصدي لخصومهم (الهجاء السياسي )
6. الدعاية لمذهبهم وعقيدتهم التي يؤمنون بها .
الخصائص الفنية للشعر الشيعي (العلوي)
1. ظهور اسلوب الجدل والبرهنة إعتمادا على الحجج القوية والادلة البارعة
2. حرارة العاطفة وصدق الباعث .
3. إمتزاج العناصر السياسية بالعناصر الدينية في شعرهم .
4. يعد شعر الشيعة أدبا جديدأ .
5. تنوع الاسلوب بتنوع الموضوعات .
الكميت بن زيد :
وُلد الكُميت بن زيد الأسدي نحو سنة 60هـ في الكوفة، حيث كان شاعراً وخطيباً وحافظاً للقرآن وفقيهاً وفارساً،, والكميت فضلا عن كونه شاعرأ ,كان خطيبا نشا في الكوفة وتادب على ايدي علمائها واخذ من الاعراب اللغة العربية وعالج الشعر حتى نبغ فيه ويُعتبر شعره ثروة كبيرة، والذي بلغ 5289 بيتاً «إذ قال عنه أبو عكرمة الضبيّ: لولا شعر الكميت لم يكن للّغة ترجمان ولا للبيان لسان».
وأشهر قصائده الهاشميّات التي بلغت 563 بيتا قالها في بني هاشم لإثبات حقّهم السياسي والديني،أنّ الكميت الأسدي ـوهو أحد شعراء الشيعةـ كان يتعصّب للكوفة، وأوّل من جاهر بحبّ آل البيت(عليهم السلام) فــــي شعره والذي يعتبر وثيقة تاريخية. يقابله في هذا العصر أيضاً الشعرا فكان يحتجّ لهم ويدافع عنهم بقوّة طوال حياتـه حتّى قضى شهيد هذا العشق.
لقد احتوت قصائده الفخر والمدح والهجاء والرثاء والحماسة، واشتهر بقصيدته البائية ومن ألمعها:
طرِبت وما شوقاً إلى البيض أطربُ
ولا لَعِباً منّي وذو الشوق يلعبُ
بنـــــــــي هاشم رهط النبيّ فإنّني
بِهِمْ ولَهُمْ أرضى مراراً وأغضبُ
موضوعات شعر كميت
1. السياسية : وهي أهم الموضوعات لكميت ونستطيع ان نوجز مذهبه السياسي في فكرتين هما :
· إن الخلافة وراثية في بني هاشم واولادهم(أولاد علي وفاطمة)لانهم اقرب الناس الى الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)واحقهمفي وراثتهواجدرهم على نشر دينهوالحفاظ عليه
· إن بني أمية طغاة وقد سلبوا الخلافة , وعصوا الله, فهم كفار ولن يستقيم حال المسلمين الا بزوال ملكهم
2. المديح وقد خص به بني هاشم , ومدائحه فيهم كثيرة
3. العصبية العدنانية على القحطانية وهذه ايضا من اهم موضوعات كميت ولعله كان اسبق الشعراء الى تاثيرها حتى استطار لهبها مدة من الزمن .
خواص شعر الكميت .
* المحاججة والمجادلة بالشعر: وقد كان اسبق الشعراء فيها بتاييد الحق والتدليل علية بالقرآن والمنطق
* لم يبدأ هاشمياته بالبكاء على الاطلال بل كان يبدئها بحبه وتاكيد ولائه لال البيت(عليهم السلام) .
* كان شاعرا متدفقا طويل النفس :حيث امتازت الكثر من قصائده بطولها .
* كان كثير الحفظ للشعراء القداما : مما ترك فيه اثرأ عميقا في تجديده حتى اتهمه بعض النقاد بالسرقة كخلف الاحمر (وهو من الناهضين له )
ثانيأ- الشعر الاموي
لقد كان الشعر السياسي في العصر الجاهلي مدحاً سياسياً أو فخراً أو هجاءً، أمّا في هذا العصر فقد تحوّل الشعر السياسي من مجرّد مدح أو هجاء أو تأييد ديني إسلامي إلى شعر سياسي بمعناه الصحيح يدافع عن طائفته التي ينتمي إليها وبكلّ وسائل الدفاع. كما نشأ في هذا العصر فنّ اسمه النقائض جمع نقيضة، وهي قصيدة يردّ بها شاعر على قصيدة خصمه فينتقض معانيها وينسب الفخر لنفسه، ومن ابرز شعرائه ويمثّلهم: جرير والأخطل همام بن غالب (الفرزدق).