منذ الأزل لعبت الحيوانات البرية دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي وتلبية إحتياجات الإنسان المعيشية.. لذا كان من الضروري الأخذ بيد جهود حماية الحياة البرية وفي الوقت نفسه الوقوف بشدة ضد أي إخلال بتوازن النظام البيئي.
إن حماية الحيوانات البرية وصون مواطنها لم يكن مفهوماً جديداً على العمانيين.. فمحميات الحياة البرية كانت منتشرة على نطاق واسع في الجبال الشمالية التي أمكن خلالها المحافظة على الإنتاج الحيواني في أقسى ظروف الجفاف وحمايتها في الوقت نفسه من الصيد، ولا زالت هذه المحميات قائمة اليوم على طول جبال الحجر حيث يمنع فيها رعي الحيوانات المنزلية ويتم جمع الأعلاف يدويا.
ومن أبرز أنواع الحيوانات البرية المنتشرة في السلطنة:
* الغزال البري الجميل:
وتزن الغزالة البالغة منها ما بين 10 و15 كيلوغراما، أما الذكور فلها قرون سميكة، بينما نجد أن للإناث قروناً أرفع وأكثر إستقامة. وتتغذى الغزلان على الأعشاب والحشائش، مثلها مثل المها. تعيش الغزلان في قطعان ويمكن رؤية القطعان الكبيرة مباشرة بعد هطول الأمطار.
* الريم (غزال الرمل):
نوع أقل إنتشاراً ويفضل مناطق الرمال.. وخلافاً عن الغزال العربي، يقوم الريم بإنجاب توأمين بصورة منتظمة، وعلى غرار المها فهو يقطع مسافات طويلة بحثاً عن مراعي جديدة.
* أرنب الصحراء:
لونه رمادي رملي وفي الغالب لا يمكن رؤيته عندما يربض بلا حراك ليلاً ومنفرداً، ويعتمد في غذائه على البراعم الطازجة للأعشاب والحشائش وهو غالباً ما يكون غذاءاً للنسور المعششة.
ويوجد كذلك القنفذ الذي يظهر ليلاً، كما توجد مجموعة من الحيوانات القارضة في المنطقة ومنها العضل والجرز والجربوع، وتحفر هذه القوارض جحورها في جذوع الأشجار وبين الصخور.
وفي الجنوب حيث منحدرات الأحقاف التي تقع على الطرف الشرقي لجدة الحراسيس، يعيش الوعل أو (الطهر العربي) الذي يعتمد في غذائه على الحشائش والأعشاب، تساعده حوافره الدقيقة في الوصول لأعالي الجبال والهضاب والنتوءات الصخرية.
أما الوشق،
ذلك الحيوان البري آكل اللحوم، فينسجم مع البيئة الصحراوية بلونه الرملي الذي يشبه رمال المنطقة مما يساعده على التخفي، فضلاً عن ندرة ظهوره نهارا. ويتغذى على الأرانب والزواحف والطيور الموجودة بالمنطقة.
وتنتشر الثعالب ذات الألوان المختلفة في معظم أنحاء السلطنة، فمنها الثعلب الرملي الأبيض ذو الحجم الصغير والآذان والذيل الطويل، وهي ثعالب هادئة الطباع تتغذى على الحيوانات الصغيرة والقوارض، والثعلب الأحمر وهو أكبر حجماً من الثعالب البيضاء كما أنه يتركز وجوده في المناطق القريبة من مصادر المياه.
ومن الحيوانات البرية التي تعيش في البيئة العمانية أيضاً، الضبع المخطط والفأر الشوكي والقط الوحشي والقط الرملي والوبر الصخري وغيرها.. وزواحف عديدة كالسحالي والثعابين وغيرها.. وقد إنقرضت الأسود والفهود.. بينما تشبثت النمور بالحياة في أماكن قليلة في مسندم وفي جبل سمحان في ظفار.
وقد تحولت المناطق التي تتواجد فيها الحيوانات البرية الى مناطق جذب سياحي متزايد من ناحية، ومناطق ذات أهمية بيئية بالغة من ناحية أخرى.
ومن هذا المنطلق تم عام 1993م تمديد نطاق القانون الخاص بحظر صيد وقبض الحيوانات البرية والطيور ليشمل كافة الأنواع. الى ذلك فقد إنضمت السلطنة الى إتفاقية التنوع البيولوجي عام 1994م، الأمر الذي يعني وجود إلتزام دولي لحماية تنوع الحياة البرية العمانية بكافة أنواعها.
وهكذا نجد أن الحكومة قد أخذت بمبدأ ضمان حماية البيئة بكل مكوناتها وعناصرها في جميع الأماكن والمناطق في السلطنة وذلك من خلال سعيها المتواصل لإستكمال البنى التشريعية اللازمة للحفاظ على الحياة البرية والبحرية والبيئية بصفة عامة.