أتم قطاع قنوات الجزيرة القطرية صفقة شراء قنوات (ART) مقابل 2 مليار ريال يتم بموجبها الحصول على كل الحقوق الكاملة التى كانت ممنوحة لقنوات راديو وتليفزيون العرب (ART) وكل البطولات التى كانت تنقل حصرياً على هذه القنوات دون المساس بالأصول الثابتة للشركة مثل المقرات والمنشآت وغيرها.
وعلم موقع أخبارك دوت نت من مصادر خاصة داخل قطاع قنوات (ART) أن العاملين بالشركة يعيشون هذه الأيام على أعصابهم خوفاً من الإطاحة بهم فى أكبر عملية لشراء القنوات العربية على مدار تاريخ الإعلام العربى على مر العصور.
وأكدت مصادر مسؤولة أنه سيتم خلال أيام الإعلان عن تفاصيل الصفقة بشكل رسمي من خلال مؤتمر صحفى عالمى، علماً بأن مباراة مصر والجزائر ستكون أول تفعيل عملى للصفقة بين الشركتين والتى ستبثها قناة الجزيرة حصرياً على قنواتها (بالإضافة للفضائية المصرية والنيل للرياضة) مقابل مليون دولار كما سبق وأن ذكر موقع أخبارك دوت نت منذ أسبوع
فقد تواصلت على مدار الشهور السابقة المفاوضات بين الجانبين، ووصلت الى مراحل متقدمة كانت أهم خطواتها، أمس، أي تأكيد توقيع العقد بين الطرفين وفق معلومات خاصة بـ«السفير».
تأتي الخطوة هذه بالتزامن مع العيد السادس لانطلاق قنوات «الجزيرة الرياضية» التي شهدت نمواً قياسياً مع باقة من إحدى عشرة قناة (أي على عدد لاعبي فريق كرة قدم)، علماً ان قنوات «الجزيرة الرياضية» ذيلت بشعار جديد اعتباراً من منتصف ليل السبت المنصرم.
يختصر أحد كبار المسؤولين في شبكة «راديو وتلفزيون العرب» الأسباب التي أوصلت إدارة المحطة الى بيع قنواتها الرياضية باستثناء تلك المختصة بتغطية الدوري السعودي بالقول: «عندما يتحول السباق بين القنوات إلى منافسة بين دولة وشركة فمن الطبيعي أن تستسلم الأخيرة وترفع العشرة، وعليه اختارت الـ «إي آر تي» الزمان والمكان المناسبين لاتخاذ خطوتها». طالباً عدم عدم ذكر اسمه.
وكشف المسؤول لـ«السفير» أن قيمة الصفقة تجاوزت المليار دولار ولامست المليار ونصف المليار، «وهو عرض لم يكن بمقدور رئيس مجلس الادارة الشيخ صالح كامل ونجله رفضه، خصوصاً أن الأيام المقبلة ستكون أصعب لجهة سباق الحصول على حقوق بث النشاطات الرياضية».
صعوبات في «أي آر تي»؟
وفي حين يعتبر المراقبون ان الخطوة تشي بمشاكل مادية صعبة تواجهها «أي آر تي»، استبعد المسؤول بشكل قاطع أن تكون الخطوة مقدمة لإقفال المحطة بأكملها كما أشيع، ملمحاً إلى أن «الجزيرة» ستستعين بما يلـــزمها من خبرات في الفريق الحـــالي العامل في «إي آر تي» وفق عـــقود جديدة مع احترام العــقود السابقة، على أن تصـــرف الآخرين مع بدء ولايتها الرسمية منتصف العام المقبل.
وكانت قد سبقت هذه الخطوة مؤشرات كثيرة، كان أولها خسارة «أي آر تي الرياضية» حقوق أهم البطولات العالمية كالدوري الانكليزي في كرة القدم وقبله الإيطالي ومن ثم دوري السلة الأميركي للمحترفين الـ «إن بي أي» فركزت على المناسبات العربية فقط، ثم وصل الحال الى التخلي عن رعاية مسابقة «دوري أبطال العرب» التي كان محي الدين صالح كامل رئيس قنوات الرياضة يمني النفس في تحويلها الى «شامبيونز ليغ» عربي، الا أن لا مبالاة أهم الدول وتركيزها أكثر على المشاركات الرسمية آسيوياً وأفريقياً جعله يتكبد خسائر كبيرة من دون أي مردود.
وبرغم ان «الجزيرة الرياضية» تملك تقريباً حقوق بث كل الأحداث الرياضية الهامة في العالم، بقيت «إي أر تي» تتغنى بامتلاكها حقوق كل بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم كركيزة لاستمرارها وبطولة كأس العالم في كرة القدم في مقدمها، هكذا فقد جاء خبر نيل «الجزيرة الرياضية» حقوق نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، إلى جانب البطولات الأفريقية المقبلة، بمثابة «النعي» الرسمي للـ «إي آر تي» أو المؤشر الفعلي الى أن ثمة أمراً «غير طبيعي»، خصوصاً أن الخطوة تمت بالاتفاق بين «الجزيرة» و«راديو وتلفزيون العرب»، حيث تم توقيع العقد يوم الرابع والعشرين من الشهر الفائت في باريس.
يذكر أن قناة «الجزيرة الرياضية» تمتلك حالياً حقوق بث مباريات الدوري الإسباني والإيطالي ودوري أبطال أوروبا وكأس أوروبا، إضافة إلى عدد من بطولات كرة القدم الأخرى التى تبثها بالاشتراك مع قنوات أخرى، فيما أفلتت منها حقوق الدوري الانكليزي لمصلحة «أبو ظبي الرياضية» في منتصف العام الجاري إثر شراكة مع «إي آر تي» كان الهدف منها الحد من سطوة «الجزيرة»، إلا انه من غير المتوقع ان تستمر هذه الحال طويلاً، خصوصاً أن «الجزيرة» تتجه الى مزيد من الخطوات لتحتكر مشاهدي الرياضة ليس في العالم العربي فحسب وانما في العالم.
تشفير اجباري
وكما كانت الحال مع «الجزيرة» الأم السياسية، تعكس «الجزيرة الرياضية» جزءاً من رسالة قطر التي تضخ أموالا طائلة في هذه القناة غير مكترثة إلى الربح المادي (ربما في الفترة التأسيسية فقط؟)، وهذا ما دفعها الى اعتماد بدل رمزي للحصول على قنواتها، وهي بالأساس لم تكن ترغب الدخول في عالم التشفير لولا واقع الحقوق الذي فُرض عليها ذلك حتى لا تؤثر على القنوات العالمية غير الناطقة باللغة العربية. وهذا هو الفارق الأهم بينها وبين الـ «إي آر تي» التي كانت السباقة الى فتح «بازارات» الاحتكار الرياضي والتشفير ولا يزال الجميع يذكر التصريح الشهير لصالح كامل عندما سأل إذا ما كان لا يحق للفقير أن يتابع كرة القدم فأجاب «إذا أردت أن تستمتع بشيء عليك أن تدفع ثمنه». فهل ستكمل «الجزيرة الرياضية» في سياستها المعتادة عندما تصبح ملكة بلا منازع على أنظار المشاهدين المحبين للبطولات، أم أنها ستتوجه إليهم مستعيرة كلمات كامل: «إن أردتم ان تستمتعوا فعليكم أن تدفعوا الثمن»؟
يذكر ان الجزيرة الرياضية لم يتبقى لها الا الدوري الانجليزي الذي في حوزة الشوتايم