عندما أصيب المهاجم الإنجليزي واين روني بالتواء في الكاحل خلال مباراة مانشستر يونايتد الإنجليزي مع بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم ، أصيبت إنجلترا كلها بحالة من القلق الشديد.
وتسببت لإصابة أيضا خلال مباراة المنتخب الإنجليزي مع نظيره البرتغالي في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) في ضياع حلم اللاعب بالبطولة الأوروبية كما تسببت الإصابة التي تعرض لها خلال الاستعدادات لمونديال 2006 بألمانيا في صدمة أخرى له قبل المونديال.
ولذلك سادت حالة من الارتياح في كل أنحاء إنجلترا بعدما تأكد أن إصابة روني بسيطة ولن تمنعه من المشاركة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
وقال سير أليكس فيرجسون المدير الفني الاسكتلندي لفريق مانشستر يونايتد "يمكنكم الآن التوقف عن الدعاء".
وتبدو الرغبة العارمة لدى الجميع في بريطانيا بأن يتعافى روني سريعا ويشارك في المونديال أمرا طبيعيا بعد الأهداف الرائعة التي سجلها روني مع مانشستر في الموسم الحالي وأبهر بها الجميع.
ووجد روني مكانه أخيرا كما وصل لأفضل مستوى له في مسيرته الكروية حتى الآن بعدما عاش لسنوات طويلة في ظلال زميله السابق كريستيانو رونالدو الذي ترك مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد الأسباني في نهاية الموسم الماضي. وأصبح روني حاليا اللاعب الذي كان يتمناه الجميع.
وظهر روني بشكل رائع في الموسم الحالي ولكنه ظهر بمستوى رائع أيضا في الموسمين الماضيين. وربما زاد بريقه في الموسم الحالي ولكن التغير الملحوظ في الموسم الحالي أنه نجح في لفت الأنظار بشكل أكبر هذا الموسم.
ونجح روني في تسجيل الأهداف بغزارة وبشكل شبه منتظم في الموسم الحالي ليلفت إليه أنظار المشجعين بشكل أكبر في الموسم الحالي الذين لم يلتفتوا إلى قلة استحواذه على الكرة عما كان عليه في الموسم الماضي. وتتناسب قلة الاستحواذ على الكرة مع سمات المهاجم القناص والذي يهتم في المقام الأول بتسجيل الأهداف. وظهر بريق اللاعب وتألقه في أشكال مختلفة وهو ما ظهر في مبارياته بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
وأكد روني نفسه أنه قضى وقتا طويلا في التدريب على لعب الكرة برأسه وبالفعل يتألق روني في هذه المهارة بشكل لا يقاوم.
ويبدو من الصعب عقد أي مقارنات بين روني وزميله المخضرم مايكل أوين رغم تميز أوين في خاصيتين أخريين هما توقيته في الاتجاه نحو الكرة وقدرته على التفوق على مدافعي الفرق المنافسة في الكرات التي تصل إليه بجوار القائم القريب.
ويبدو الاعتماد على مهارات معينة محدودة من السمات التي تسيطر على لاعبي إنجلترا وهو ما يعلق عليه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لتشيلسي الإنجليزي والحالي لبورتو البرتغالي قائلا "لا يمكنني أن أصدق أنهم في إنجلترا لا يعلمون اللاعبين الشبان ضرورة التميز بأكثر من مهارة.. بالنسبة لهؤلاء اللاعبين ، يكون التركيز على اللعب في مركز وحيد.. وبالنسبة لهم يجب أن يكون المهاجم مهاجما وحسب".
وأضاف "بالنسبة لي ، المهاجم ليس مهاجما فحسب. إنه شخص يجب أن يتحرك ويجب أن يمرر الكرة ويجب أن يفعل ذلك في طريقة اللعب 4/4/2 أو 4/3/3 أو 3/5/2 ".
ولكن روني نجح في تنمية مجموعة من مهاراته وبرهن على ذلك من خلال الأداء الذي قدمه مع مانشستر يونايتد في الموسمين الماضيين كما يمكنه اللعب في اليمين وفي اليسار وكلها مهارات يؤكدها مديره الفني فيرجسون.
وأكدت العروض التي قدمها روني في بداية مسيرته الاحترافية مع فريق إيفرتون وكذلك مع المنتخب الإنجليزي في يورو 2004 ثم مع مانشستر يونايتد إلى جوار المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز أنه كان مؤثرا وفعالا في قلب الهجوم ولكنه برهن في الموسم الحالي على قدراته الفائقة أيضا في اللعب من الجانبين.
وفضل فاليري لوبانوفسكي المهاجم أندري شيفتشنكو على جميع اللاعبين حيث يعتبره اللاعب الأكثر "عالمية" ولكن روني يمثل أفضل خليفة لشيفتشنكو بصفته أكثر المهاجمين المتكاملين في العالم.