كشفت دراسة حديثة النقاب عن أسباب تعثر الطالب في دراسته الأكاديمية،
وعن الأسباب الحقيقية وهي النفسية والاجتماعية والعقلية
والمادية وأهمها الضعف والتطويل في فترة الدراسة والاضطرابات
السلوكية كالغياب والغش والإدمان والإنذار بالطرد والانسحاب من الدراسة .
أكدت الدراسة التي أعدتها د. جوزيت عبد الله بالجامعة
الأمريكية أن من أهم أسباب التعثر في الدراسة الأكاديمية
هي الأسباب الأكاديمية، ومنها صعوبة التحصيل التي تتمثل أحياناً في صعوبة
الحصول علي درجات مرتفعة بالرغم من شعورهم بأنهم قد بذلوا مجهوداً لتحقيق
ذلك،
وينتج هذا عن سوء المذاكرة أو عدم فهم أهداف الامتحانات، وفي بعض الأحيان
نجد أن الطالب لديه صورة مشوشة عن قدراته الحقيقية،
إلى جانب الأسباب العائلية فالعائلة تعتبر دائماً من أهم
العوامل
التي تؤثر علي المسار الصحيح للشخصية، وعلي سلامتها النفسية وعلي
تطور الفرد وخاصة وجود خلافات بين الأبوين أو غياب أحد الآباء ووجود أخوة
وأخوات غير أشقاء ومرض أحد الأباء كل هذه عوامل تؤثر في نفسية الأبناء،
وعامل رئيسي في بطء تحصيلهم أو عدم تحفيزهم علي النجاح ويبعد الطالب
في الجامعة عن دافعه الدراسي وبالتالي يؤثر علي مستواه الأكاديمي.
وتوضح الدراسة أن الآباء الذين يعيشون في بلاد
عربية
ويرسلون أبناءهم للجامعة وينفقون علي أبنائهم بكثرة، ولكن غياب المراقبة
والاشراف التي يحتاجها الأبناء في مثل هذه المرحلة السنية قد يجد الأبناء
أنفسهم في عالم جديد عليهم وربما يهملون في دراستهم لتورطهم
في أمور أخري .
أيضاً هناك الأسباب الاجتماعية مثل تأثير
أصدقاء السوء في هذه المرحلة من المراهقة المتأخرة أو بداية
البلوغ فان الفرد يتقرب من أشخاص في نفس سنه، ولذلك يكون سلوكه
سواء كان إيجابياً أو سلبياً حسب تأثير هؤلاء
الأصدقاء
عليه، بالاضافة إلي مسببات بيئة مختلفة فان الحياة الجامعية مختلفة عن
الحياة
المدرسية وبالنسبة للقلة من الطلاب القادمين من مدارس تتبع النظام الأمريكي
في التعليم مثل الكلية الأمريكية بالقاهرة، ومثل المدرسة الأمريكية
الدولية
فنجد أيضاً فيهما بعض الاختلاف عن الجامعة وكلما جاء الطلاب من الثانوية
العامة
التقليدية أو من مدارس غير مشتركة كلما زادت صعوبة
التأقلم مع النظام الجديد.
وتكشف الدراسة عن ملامح ظاهرة الفشل وأولها
تحصيل دراسي ضعيف لأن معظم الطرق الموضوعية لتقييم مستوي الطالب
في التحصيل الدراسي هي عن طريق تقديره العام، فمراجعة درجات الطالب
تعطينا صورة واضحة نسبياً عن وضعه الأكاديمي والنفسي فمثلاً
الطالب الذي يحصل علي تقدير عام مقبول، إنما يعكس أن هذا الطالب
تحصيله أقل من المتوسط والعكس ويرجع الضعف في عدم توافقه مع توعية
المواد الدراسية. كما تضيف أن مدة الدراسة وطولها تؤثر بالسلب أيضاً
فالاضطرابات السلوكية والانذار بالطرد لسبب أكاديمي واجتماعي، وعدم
الأهلية للتعليم والانسحاب من الدراسة عوامل لها تأثير كبير في عدم
توفيق الطالب في الدراسة .
***