:$ ما بين السُّطــور ()"
• • • • •
•• بعد ساعةٍ من ذهابِ زوجِها لعملِهِ ، أرسلت إليه رسالةً
على جَوَّالِهِ ، تطمئِنُّ فيها عليه . فرَدَّ عليها ردًّا عاديًّا .
•• جلَسَت معها أُمُّها ، وأخذَت تنصحُها بطريقةٍ لطيفةٍ ،
وتحكي لها بعضَ ما مَرَّ بها من مواقِفَ في صِغَرها .
والبِنتُ تسمعُ ولا تتفاعلُ مع أُمِّها سِوَى بابتسامةٍ خفيفةٍ .
•• قدَّمَت إليها صديقتُها هَدِيَّةً مُتواضِعةً ،
فأخذتها منها ، وشكرتها عليها .
•• اتَّصَل بأخيه ، وسلَّمَ عليه ، وسأل عن حالهِ وحالِ أولادِه .
فاستقبل اتِّصالَه استقبالًا عادِيًّا .
•• كَتَبَ كلماتٍ ، ونشرها بأحدِ المواقِع .
فمَرَّ بها الجميعُ دُونَ اهتمامٍ أو قِراءةٍ .
•---------------------•
أيُّها الإخوة ، بين السُّطور كلماتٌ ، فلتقرأوها .
مررتُم بها مُرورًا عابِرًا ، رغم أنَّها تحوي رسائِلَ خَفِيَّةً .
♦♦ أيُّها الزوجُ ، زوجتُكِ تُرسِلُ لَكِ رسالةً خفيَّةً ، تُخبِرُكَ فيها
أنَّها تُحِبُّكَ ، تسعَدُ بقُربِكَ ، تُريدُكَ بجانِبِها .
ألَا تراها تهتَمُّ بِكَ ، تخافُ عليكَ ، تُطيعُكَ ، تُلبِّي احتياجاتِكَ !
فهل فَهِمتَ رسالتَها الخَفِيَّةَ ؟!
هل قرأتَ ما بين السُّطور ؟!
♦♦ أيَّتُها الابنةُ ، أُمُّكِ تُرسِلُ إليكِ رسالةً تُوضِّحُ لَكِ فيها أنَّها
تهتَمُّ بمصلحتِكِ ، تخشى عليكِ الفِتَن ، تُريدُكِ أن تكوني أسعدَ
بِنتٍ في العالَم ، تُريدُكِ أن تُصاحبي الصَّالِحاتِ ، أن تعتبريها
صديقةً مُقرَّبةً ، تبُثِّينَ هُمُومَكِ ومشاكلَكِ وحِكاياتِكِ لها .
هِيَ تُحِبُّ لكِ الخيرَ .
فهل وصلتكِ رسالتُها ؟!
هل قرأتِ ما بين سُطورها ؟!
♦♦ أيَّتُها الصديقةُ ، أرادت صديقتُكِ أن تُعبِّرَ لكِ عن حُبِّها
لكِ في اللهِ ، عن رغبتِها في أن تكونا معًا على طريق الخير ،
أن تسعيا معًا للجِنان ، أن تكونا مِمَّن يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّهِ
يومَ القيامةِ .
أرادت أن تُوصِلَ لكِ رسالةً بهَدِيَّتِها المُتواضِعةِ ،
التي قبلتيها ولم تفهمي معناها .
فهل توقَّفتِ قليلًا ؛ لتقرأي ما بين سُطور هذه الهَدِيَّةِ ؟!
♦♦ أيُّها الأخُ ، اعلَم أنَّ أخاكَ يُحِبُّكَ ، يُريدُ أن يقتربَ منكَ ،
وأن يكونَ على تواصُلٍ دائمٍ معك . يُريدُ أن يستشعِرَ
أُخُوَّتَكَ ، أن يرى يدَكَ بيدِه في مُختلف المواقف .
فهل وصلتك رسالتُه ؟!
هل قرأتَ ما بين سُطور مُكالمتِهِ ؟!
♦♦ أيُّها القُرَّاءُ ، مَررتُم بكلماتِ أخيكم ، فلم تُعيروها اهتمامًا .
لو توقَّفتُم قليلًا وقرأتُم كلماتِهِ ، لرأيتُم بين السُّطور رسالةً
أرادَ أن يُوصِلَها إليكم .
•---------------------•
كم من المواقِفِ تَمُرُّ بنا في حياتِنا ، تحمِلُ لنا رسائِلَ خَفِيَّةً !
تحتاجُ مِنَّا أن نتوقَّفَ عندها دقائِقَ قليلةً ، ونُعطيها شيئًا
من الاهتمام ، ونقرأها بتَمَعُّنٍ ؛ لِتَصِلَ لقلوبنا ، ونفهَمَ
ما بين سُطورها مِن حُبٍّ وودٍّ .
فاقرأوا ما بين السُّطور ، في كلمةٍ ، أو رسالةٍ ، أو مقالٍ ،
أو مُكالمةٍ ، أو مُصافحةٍ ، أو ابتسامةٍ ، أو هَدِيَّةٍ ،
أو دُعاءٍ ، ستسعدوا بإذن الله .