أصيب ليلة أول أمس الاثنين إلى الثلاثاء 7 مواطنين بجروح من بينهم دركي وهذا إثر عراك ومواجهات ساخنة بالأسلحة البيضاء والعصي والحجارة بين العشرات من شباب حي 468 مسكن ـ المرحّلون مؤخرا من حي ديار الشمس ـ والواقع بنواحي المكان المسمى "جنان سفاري" على المخرج الغربي لمدينة بئر خادم نحو بلدية السحاولة، ومجموعة من شباب أحياء عديدة من بلدية بئر خادم جنوب غرب العاصمة.
*
وحسب ما علمته الشروق اليومي من مصادر متطابقة من عين المكان فإن هذه المواجهات التي اندلعت بحدود الرابعة والنصف وتواصلت إلى غاية ما بعد منتصف الليل، سببتها حالة اعتداء تعرّضت لها احدى بنات الحي السالف الذكر على مقربة من إكمالية "العقيد سي الحواس" المتواجدة بحي البساتين، وهذا من طرف مجموعة منحرفين مكونة من أربعة شباب قاموا بمتابعة الفتاة ومحاصرتها في أحد أركان الحي السالف الذكر، قبل أن يستولوا على أقراطها الذهبية عنوة وبعد اقتلاعها من أذنيها تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، هذا الاعتداء أثار حفيظة سكان حي 468 ودفع بالعشرات منهم إلى التنقل برفقة الضحية إلى مدينة بئر خادم من أجل تحديد هوية المنحرفين الذين اعتدوا على الفتاة، وبعد أن تمكنوا من تحديد هوية المعتدين عادوا إلى الحي الذي لا يبعد سوى أقل من كيلومتر واحد عن بئر خادم، وبحدود السادسة والنصف مساء تنقل العشرات من شباب حي ديار الشمس إلى الأحياء المتواجدة بمدخل المدينة مدججين بالسيوف والأسلحة البيضاء والعصي والأحجار، ولدى وصولهم لعين المكان هموا باقتحام حي البساتين أو "شومان رومان"، كما يسمى سابقا، ودخلوا في مواجهات جسدية حادة مع بعض الشباب الذين كانوا متواجدين به أنذاك مما تسبب في إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة، هذا وقد تعرّض خلال هذه المواجهات محل لبيع المواد الغذائية وكشك لبيع التبغ والعطور بالحي السالف الذكر لعملية تحطيم وسرقة لجميع المحتويات المتواجدة بداخلهما، هذا وقد حاولت كل من مصالح الدرك الوطني والشرطة التدخل لفك المواجهة، لكنها لم تتمكن واضطرت هي الأخرى إلى التراجع لا سيما بعد إصابة عدد من عناصرها بجروح، وتواصلت المواجهة بين الطرفين بالرشق بالحجارة إلى حدود التاسعة ليلا، موثقة بذلك حركة المرور على الطريق السريع الرابط بين منطقة بابا علي وبئر خادم وكذا الطريق الرابط بين سحاولة ومدينة بئر خادم لساعات طويلة، هذا وقد عاودت مصالح الدرك الوطني التدخل بقوات قمع الشغب بحدود التاسعة والربع ليلا من أجل تفريق الشباب المتعارك، هذا وبعد أن هدأت الأوضاع نسبيا تقدمت مجموعة من عقال حي ديار الشمس إلى عين المكان وعقدت لجنة صلح مع سكان أحياء بئر خادم، حيث تم التطرق إلى الشعلة التي أثارت الفتيل بين الشباب وتم تحديد هوية الأشخاص الذين ارتكبوا الاعتداء على الفتاة الضحية، وقد توعد الطرفان بإطفاء نيران الفتنة التي اشتعلت بين الشباب وإرجاع جميع مسروقات المحلات السالفة الذكر وتهدئة الأوضاع، مع تقديم توصيات حادة لمسؤولي الأمن بمدينة بئر خادم وكذا المسؤولين على الإكمالية السالفة الذكر، بضرورة التدخل من أجل توفير الحماية والأمن للتلاميذ والذين أصبحوا يوميا عرضة لمختلف الأنواع من الاعتداءات التي يرتكبها مجموعة منحرفين قدموا من خارج منطقة بئر خادم.
منقول من جريدة الشروق