إلى زملائي المعلمين
خصوصا حديثي العهد بمهنة التعليم ، أقدم درسا نموذجيا لتعليم الحروف لأطفال
السنة الأولى من التعليم الابتدائي.
نظرا لكون القراءة مفتاح العلوم ، و امتلاك مفاتيحها هو الوسيلة الوحيدة في
نجاح المتعلم في مساره الدراسي ، وجب على المعلم أن يولي أهمية بالغة
لنشاط القراءة ، و أن يعتمد الطرق الطرق النشيطة الكفيلة بجعل المتعلمين
يقبلون على القراءة بكل شغف .
قد يقع المعلم في حيرة من أمره لما يفتح كتاب اللغة العربية على الصفحة
الخاصة بالقراءة " تعليم الحروف " لاسيما بعد الوحدة الرابعة من بداية
تعليم الحروف ، أين يجب على التلميذ أن يتعلم حرفين أسبوعيا بالحركات و
المدود و السكون ، فتختلط عليه الأمور في الطريقة المثلى التي ينتهجها حتى
يصل بتلاميذه إلى الهدف المنشود الذي هو تعلم الحرفين و قراءتهما منفردين
بكل الأصوات و ضمن كلمات و جمل .
لذا ارتأيت أن أقترح خطة يتم فيها توزيع أنشطة القراءة على كامل حصص
الأسبوع .
بداية ليعلم أخي المعلم أن كتاب اللغة العربية و دليل المعلم يقترحان أربعة
أنشطة للقراءة خلال الوحدة التعلمية و هي : أكتشف ، أميز ، أقرا جيدا ،
أرتب . على أن يقدم المعلم الحرفين في النشاط أكتشف خلال حصة واحدة .
و بما أنه من الصعوبة بمكان على التلميذ أن يتعلم حرفين خلال حصة واحدة ،
بات من الضروري تقسيم النشاط " أكتشف " إلى حصتين يتعلم التلميذ في كل
واحدة حرفا واحدا ، لذا بات من الضروري إجراء تعديل بسيط على كيفية توزيع
الأنشطة المقترحة في دليل المعلم ، ليصبح كالتالي :
اليوم الأول :
الحصة الصباحية :النشاط " أكتشف " تقديم الحرف الأول .
الحصة المسائية : تدريب التلاميذ على ممارسة القراءة على الكتاب ( قراءة
النص المدروس في الحصة الصباحية + قراءة كل أصوات الحرف المدروس في الحصة
الصباحية + قراءة كلمات و جمل تشمل الحرف المدروس. )
اليوم الثاني :
الحصة الصباحية : النشاط " أكتشف " تقديم الحرف الثاني .
الحصة المسائية : تدريب التلاميذ على ممارسة القراءة على الكتاب ( قراءة
النص المدروس في الحصة الصباحية + قراءة كل أصوات الحرف المدروس في الحصة
الصباحية + قراءة كلمات و جمل تشمل الحرف المدروس .)
اليوم الثالث : تقديم النشاط " أميز ".
اليوم الرابع : تقديم النشاطين " أقرا جيدا ، أرتب "
درس نموذجي لتعليم الحرف
مرحلة الانطلاق :
ــ يطالب المعلم التلاميذ بملاحظة الصورة الواردة في كتاب اللغة العربية في
النشاط أكتشف ، و التعبير عنها بحرية للوصول إلى استنتاج الجملة المتضمنة
الحرف المقصود دراسته .
مرحلة بناء التعلمات :
ــ ينقل المعلم الجملة على السبورة بخط واضح مع تلوين الحرف المراد دراسته ،
و مطالبة التلاميذ بقراءة الجملة قراءة إجمالية .
ــ يعيد المعلم كتابة الجملة مرة ثانية ، مع وضع كل كلمة في إطار خاص ، و
مطالبة التلاميذ بقراءتها منفردة حتى يتعود على الوعي بحدود كل كلمة في
الجملة .
ــ كتابة الكلمة أو الكلمات المشتملة على الحرف المراد دراسته أسفل
الجملتين ، مع وضع كل كلمة في إطار خاص و تجزيئها إلى أصواتها الأصلية ، و
مطالبة التلاميذ بقراءة أصوات كل كلمة منفردة .
ــ إجراء المحو التدريجي مرحليا لأصوات الكلمة إلى أن يبقى الحرف المقصود (
يمسح المعلم أحد الأصوات و يطالب التلاميذ بقراءة الأصوات الباقية ثم
الحرف الثاني ... و هكذا إلى يبقى الحرف المقصود ) .
ــ تلوين الحرف و قراءته و كتابة الأصوات الأخرى بمشاركة التلاميذ و
قراءتها
مرحلة الاستثمار :
ــ يكتب المعلم على السبورة مجموعة من الكلمات يشمل بعضها على أحد أصوات
الحرف المدروس ، و يطالب التلاميذ بالتعرف على الصوت و قراءته .
ــ يملي المعلم كلمات بعضها يحتوي على الحرف المدروس ، و يطالب التلاميذ
برفع الأيدي مثلا عند سماع صوت الحرف و التلفظ به .
ــ يطالب المعلم المتعلمين بالإتيان بكلمات تشمل صوتا من أصوات الحرف
المدروس .
في الأخير أدعو زملائي المعلمين أن يدخلوا على هذه المراحل التعديلات التي
يرونها مناسبة لتتماشى مع مستوى تلاميذهم ، و ألا يلتزموا بها حرفيا خلال
كل فترة دراسة الحروف ، بل يستحسن أن يُضْفوا عليها لمسات بصفة مستمرة حتى
لا تبقى حصة القراءة عبارة عن عملية شكلية لدى التلاميذ .
هذا و أرجو من زملائي أعضاء المنتدى التفاعل مع هذا الموضوع و إثراءه
بالنقد و الأفكار ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منقول.