1- "تيلمسان" جمع " تلم" و معناها الحقيقي "المنبع، مخزن الماء". 2- حسب الأقوال الشعبية : "كان يوجد في تلمسان سبعة أسوار و كان لا ينام سكانها لا نهارا و لا ليلا". 3- و تميزت المدينة أيضا حسب أقوال أخرى ب: "تلمسان ماها و هواها أو تلحيفة نساها". تقع مدينة تلمسان في الشمال الغربي للجزائر، تقدر مساحتها ب 9100 كم² ، ممثلة عدة مناظر مختلفة، سفوح التلال، السهول، الهضاب، الجبال و حتى السهوب. بلغ عدد سكانها في سنة 2010 حوالي مليون و نصف مليون نسمة، أي ما يعادل كثافة 8,6 ن/كم ². 09 دائرات تدير 53 بلدية.
1- يحد ولاية تلمسان من : الدائرات الواقعة على الحدود المغربية و هي : مرسى بن مهيدي المطلة على البحر الابيض المتوسط، باب العسة، مغنية، سيدي مجاهد و سيدي الجيلالي. جنوبا : سيدي جيلالي، العريشة، القور المجاورة لولاية النعامة. شرقا : عين تالوت، سيدي العبدلي، بن سكران، بن يوسف، الرمشي و هنين التي تجاور ولاية سيدي بلعباس و ولاية عين تموشنت. شمالا : و المطلة على البحر الأبيض المتوسط مرسى بن مهيدي، باب العسة، سواحلية، غزوات و هنين. الديوان الوطني للإحصاءات رقم 22/1987.
2- تضاريس ولاية تلمسان: و يمكن تقسيمها إلى أربع وحدات فيزيائية : 1- من الشمال الكتلة الصخرية البركانية لترارة التي تتوازى مع البحر الأبيض المتوسط حوالي 80 كم و هي محددة من الغرب و الجنوب بوادي كيس و تافنة. 2- السهول الداخلية الممتدة من مغنية إلى سيدي عبدلي تحتل مكانة في هذه المنطقة الواسعة حيث تصب مياه أمطارها بوادي تافنة و كيس و التي في آن واحد منبع سقيها. 3- كان لهذه السهول دورا هاما في جعل الأراضي خصبة مشكلة أغنى المناطق الزراعية وقد تسجل في فترة شهر مارس و أكتوبر ما بين 400 و 800 مم من كمية الأمطار. 4- تبدأ المنطقة الشبه القاحلة من سبدو حيث لا يتجاوز فيها هطول الأمطار 300 مم في السنة.
3- تلمسان و ضواحيها : و هي تشمل : - غابات تلمسان المتكونة من تلمسان و ضواحيها - المدن الصغيرة المجاورة تمثل غابات تلمسان على بعد النظر جانبا مخضرا بنباتاتها المتعددة التي تتكون من بساتين الخضر و أشجار الفواكه المتنوعة : كأشجار الكرز، التين و الكروم. وقد استولت حاليا مادة الاسمنت المسلح على هذه البساتين الغنية حيث أصبحت الأراضي الزراعية الخصبة تتآكل نتيجة تشييد البنايات. و قد قضى العمران على قطع أرضية خصبة واسعة نتج عنه انخفاض في كمية الإنتاج الزراعي. القطع الأرضية رياض الكبير، عرصة بن مامشة، كدية العشاق، رياض ماخوخ، غارس الباي، المونية سلبت منهم جزء كبير من المساحة نتيجة لإنشاء منطقة صناعية و عمرانية شاسعة. تتوسع ضاحية تلمسان في الاتجاهات و خاصة في الغرب من خلال بناء أحياء جديدة للسكن. تم الانضمام إلى المدينة العديد من القرى كانت سابقا منفصلة عنها غير أنها أصبحت تقريبا جزء من المدينة نفسها : منصورة، شتوان، صاف صاف، إمامة، الكيفان، فيدان السبع، الكدية، عين الدفلة، أبو تشفين. نقاوة الهواء، عدم وجود التلوث، توفر مناخ صحي و منشط جعلوا من تلمسان منطقة مميزة مع مزايا علاجية لأمراض الرئة مثل مرض الربو. تختص مصحة لالة ستي في رعاية الأطفال المصابين بداء الربو. و هكذا فإن تطور تلمسان كان مند القدم و لا يزال يستمر في المكان و الزمان. إن موقع تلمسان الجغرافي جعلها في العصور السابقة على اتصال مع أرويا عن طريق موانئ وهران وهنين و كذا المناطق الصحراوية الكبرى المتوفرة على الذهب. العديد من السلالات قد تعاقبت و جعلت تلمسان خلال الفترة الممتدة من القرن 13 إلى 16 في عهد سلالة الزيانيون عاصمة للمغرب الأوسط.
4- الشخصيات العلمية و الثقافية : هذه الوظيفة السياسية و الأنشطة الاقتصادية أثارت جذب العديد من رجال الفن، العلم والأدب. و هكذا تطورت في هذه المدينة عادات ثقاقية متينة. بقيت المنازل القديمة للمدينة متاحفا مفتوحة عن الهواء و في حالة يرثى لها مع العلم أنها كانت مأوى للعلماء الأجلاء الذين كانوا مصدر ازدهارها العلمي و الثقافي.
5- الحرف : تحتوي كل منطقة من مناطق تلمسان على اختصاص حرفي : فمثلا كان يصنع في منطقة بني سنوس الحصيرة التقليدية المصنوعة أساسا من الحلفة و مواد أولية مستخلصة من الجبال و السهول. و لقلة وفرة الحلفاء استبدلت باسترداد المواد البلاستيكية : أكياس. فوجدت الروح الابتكارية السنوسية طريقة لإعادة استعمال بعض المواد بطريقة اقل تكلفة مقارنة من المواد الطبيعية. تعود للظهور أطباق الحلفاء المتعددة الألوان، الأواني الفخارية للمطبخ كالقدور ، المقلاة، القلال و المترد الظهور بعد اختفاء طويل نتيجة انقراض الحرفة اليدوية التي يبدو أنها ولدت من جديد. في أقصى الجنوب و بالأدق في منطقة سبدو و العريشة فضلا لإنتاج الأغنام تحول كمية هائلة من الصوف إلى زرابي ضخمة، ثقيلة ذات لون أحمر تزين بها الصالونات و الخيم و تنسج البرانيس و الجلالب من الصوف و كذا من الوبر. لم تكن مدينة تلمسان خالية من الإنتاج الحرفي التقليدي و بالإضافة عن وضعها التجاري أنتجت عددا هائلا من السلع المصنوعة محليا. و تعود تدريجيا بعض المهن مثل : - ناسجي البطانيات ذو الجودة الرفيعة، البورابح أو المحربل بدون زخرفات أو أيضا الحشايشي ذو اللونين و الحنابل المتعددة الألوان. - الحرفيين المتخصصين في المجبود المزينة لسروج الأحصنة، الخفص، القفطان، السترة... - الزرابي الفارسية الأكثر تنوعا، الزرابي العصرية، الزرابي ذات اللون الواحد و بدون زخرفة، المنسوجة في المنزل من قبل الجنس الأنثوي أو في مصانع كانت تجمع في آن واحد عدة عمال. - السرج العربي المصنوع من الخشب و مغلف بجلد مطروز بخيط ذهبي. - البابوش أو البلغة بكل أنواعها و أشكالها. - صناعة الجواهر كانت ذو شهرة واسعة فضلا لتجار المجوهرات الحرفيين الذين كانوا يصنعون "الكرافاش، المسكية، الخامسة، الزروف" المطلوب عبر كل أنحاء الوطن. - صنع و ترميم مختلف الآلات الموسيقية، الحرفة التي كانت تنقل عبر الأجيال مثل : الرباب، العود، الغيتارة و المندولين، الطبل و البندير. - الصناعات الجلدية المختلفة، الأواني النحاسية و كذا النحت على الخشب.
6- ثقافة : هناك علاقة وثيقة مع الموسيقى الأندلسية في حياة التلمسانيين مند أسطورة زرياب و ربابه من الفضة. في عام 1236، استقبلت المدينة 50000 مسلم طردوا من قرطبة و هكذا استحق بني عبد الواد ميراث أبو الحسن علي بن الحنفي المدعو زرياب و سحره. عميد الموسيقى الأندلسية الشيخ العربي بن صاري 1870 – 1964 الذي رفع هدا الفن إلى القمة. كما عرفت تلمسان أيضا في ميدان الشعر الأدبي و الصوفي شعراء كبار و مداحين كبار و في المناطق المجاورة فاللحن البدوي ساد مع آلات موسيقية كالقصبة، الغايطة، البندير و القلال. رقصة العلاوي يعود أصلها من عهد الأوثان وتستمر إلى يومنا هذا و يقال أن الرومان تعلموها و نقلوها إلى بلدهم. ألعاب الفروسية الجميلة المتمثلة في سباقات الخيالة من مختلف المناطق المجاورة على شكل علفة أو مجموعة من الفرسان تمثل كل واحدة قبيلتها. ثراء الثقافة في تلمسان تأتي من تنوعها : أندلس، عرب ، بربر. لعبت المدارس القرآنية و الزوايا دورا أساسيا في ازدهار التعليم الديني و لا يكمن تحديد هذا الدور في بضعة أسطر بل يتطلب ذلك دراسة أدق مخصصة لكل منهما. لا تزال تلمسان تلعب دورا هاما في نشر العلم و الثقافة بفضل الأقطاب الجامعية المنتشرة عبر المدينة و الولاية إلى غاية تصدير الأمخاخ إلى الخارج.