المدرسة الكلاسيكيةالكلاسيكية:مذهب أدبي، ويطلق عليه أيضاً "المذهب الاتباعي" أو المدرسي..
وقد كان يقصد به في القرن الثاني الميلادي الكتابة الأرستقراطية
الرفيعة الموجهة للصفوة المثقفة الموسرة من المجتمع الأوروبي.
أما في عصر النهضة الأوروبية، وكذلك في العصر الحديث:
فيقصد به كل أدب يبلور المثل الإنسانية المتمثلة في الخير والحق والجمال"وهي
المثل التي لا تتغير باختلاف المكان والزمان والطبقة الاجتماعية"وهذا
المذهب له من الخصائص الجيدة ما يمكنه من البقاء وإثارة
اهتمام الأجيال المتعاقبة.
ومن خصائصه :
عنايته الكبرى بالأسلوب والحرص على
فصاحةاللغةوأناقة العبارة ومخاطبة جمهورمثقف غالباً والتعبير
عن العواطف الإنسانية العامة وربط الأدب بالمبادئ الأخلاقية
وتوظيفه لخدمةالغايات التعليمية واحترام التقاليد الاجتماعية السائدة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
يعد الكاتب اللاتيني أولوس جيليوس هو أول من استعمل
لفظ الكلاسيكية على أنه اصطلاح مضاد للكتابة الشعبية، في القرن الثاني الميلادي.
وتعد مدرسة الإسكندرية القديمة أصدق مثال على الكلاسيكية
التقليدية، التي تنحصر في تقليد وبلورة ما أنجزه القدماء
خاصة الإغريق دون محاولة الابتكار والإبداع.
وأول من طور الكلاسيكية الكاتب الإيطالي بوكاتشيو 1313-1375م فألغى
الهوة بين الكتابة الأرستقراطية والكتابة الشعبية، وتعود له أصول
اللغة الإيطالية المعاصرة.
كما أن رائد المدرسة الإنكليزية شكسبير 1564-1616م طور
الكلاسيكية في عصره، ووجه الأذهان إلى الأدب الإيطالي في
العصور الوسطى ومطالع عصر النهضة.
أما المذهب الكلاسيكي الحديث في الغرب، فإن المدرسة الفرنسية
هي التي أسسته على يد الناقد الفرنسي نيكولا بوالو 1636-1711م في كتابه
الشهير فن الأدب الذي ألفه عام 1674م.
حيث قنن قواعد الكلاسيكية وأبرزها للوجود من جديد، ولذا يعد مُنظر
المذهب الكلاسيكي الفرنسي الذي يحظى باعتراف الجميع.
ومن أبرز شخصيات المذهب الكلاسيكي في أوروبا بعد بوالو:
الشاعر الإنكليزي جون أولدهام 1653-1773م وهو ناقد أدبي ومن المؤيدين للكلاسيكية.
الناقد الألماني جوتشهيد 1700-1766م الذي ألف كتاب فن الشعر ونقده.
الأديب الفرنسي راسين 1639-1699م وأشهر مسرحياته فيدرا والإسكندر.
والأديب كورني 1606-1784م وأشهر مسرحياته السيد-أوديب.
الأديب موليير 1622-1673م وأشهر مسرحياته البخيل- طرطوف.
والأديب لافونتين 1621-1695م الذي اشتهر بالقصص الشعرية وقد تأثر به أحمد شوقي في مسرحياته.
اتجهت المدرسة الكلاسيكية إلى الاخذ بالقوانين اليونانية الصارمة ، التى يجب ان يلتزم بها كل الفنانين ، وهى القيم الذهبية التى نادى بها افلاطون. كانت هذه القيم تشمل التناسق والتوازن والجمال والإعتدال والبعد عن التعبير عن العواطف العنيفة الجامحة. تفترض المدرسة الكلاسيكية أن هناك "مثل أعلى" للجمال والفن يجب أن يتبعه الفنان. إزدهرت هذه المدرسة في أوروبا من منتصف القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر وهى تقريبا نفس الفترة التى إزدهرت فيها المدرسة الكلاسيكية في الآداب .