ThE sIleNt
عضو فضي
مشاركات : 2951
العمر : 124 الجنس : الدولة : sireio المدينة : بلد الفقر و السعادة تاريخ التسجيل : 28/03/2012
| موضوع: تحضير درس التشبيه التمثيلي و التشبيه الضمني شرح سلس و رائع الأربعاء يناير 09 2013, 04:26 | |
|
السلام عليكم أحببت اليوم أن أقدم لزملائي الأساتذة وأبنائي التلاميذ تحضير لدرس البلاغة : التشبيه الضمني و التمثيلي , الدرس مشروح بطريقة مفصلة وسهلة الفهم أرجو أن تكون عونا للجميع على السواء التشبيه التمثيلي أمثلة: (أ) 1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصحابي كالنُّجوم بأيِّهم اقتديتم اهتديتم» 2- قال أحد الشعراء: كأنما الماء في صَفاءٍ وقَد جَرى ذائبُ اللُّجَينِ (ب) 1- وقال آخر : كأن سوادَ الليلِ و الفجرُ ضاحكٌ يلوحُ ويخفَى أَسْوَدٌ يَتَبسَّمُ 2- وقال أبو الطيب المتنبي في سيف الدولة: يهزُ الجيشُ حولَك جانبيه كما هزَّتْ جَنَاحَيْهَا العُقابُ المناقشة: تأمل أساليب المجموعة الأولى (أ) ولاحظ كلا من المشبه و المشبه به, و وجه الشبه في الأسلوب الأول: بم شبه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه؟ لعلك تبينت أنه شبههم بالنجوم. فما وجه الشبه؟ نقول إن وجه الشبه أو الصفة المشتركة, بين المشبه و المشبه به هي الاهتداء بكل من النجوم وأصحاب الرسول. وبم شبه الشاعر الماء في الأسلوب الثاني؟ وما الصفة المشتركة بين المشبه و المشبه به؟ إنك تجد أن الشاعر أراد أن يشبه الماء في صفائه فشبهه بالفضة الذائبة, والصفة المشتركة بينهما هي الصفاء. ولنعد مرة ثانية إلى الحديث الشريف, ونتأمل طرفي التشبيه. فهل شبه لنا صورة بصورة, أم مفردا بمفرد؟ نقول لقد شبه لنا مفردا بمفرد, وهو الأصحاب بمفرد آخر وهو النجوم. وهل ورد التشبيه مفردا كذلك في المثال الثاني؟ نقول نعم, لقد شبه الشاعر مفردا وهو الماء بمفرد وهي الفضة. إذن كيف يسمى هذا التشبيه الذي يكون وجه الشبه فيه مأخوذا من مفرد؟ يسمى «تشبيها غير تمثيل» * ننتقل الآن إلى أساليب المجموعة (ب) و نتأمل التشبيه في الأسلوب الأول: ما طرفا التشبيه وما الصورة المشتركة بينهما؟ لعلك أدركت أن الشاعر قد شبه الليل حين يطلع عليه نور الفجر, فيصير (أبيض أسود) برجل أسود يبتسم, وهذان هما طرفا التشبيه. أما الصورة المشتركة بينهما فهي صورة السواد الذي يخالطه بياض. فهل تجد أن وجه الشبه قد أخذ من شيئين فقط, هما الليل , والرجل الأسود؟ لا, فالشاعر - هنا - قد شبه صورة رآها, هي سواد الليل حين يطلع عليه الفجر فيختلط السواد بالبياض- وهذه صورة مكونة من عدة عناصر هي: الليل, و السواد و الفجر و البياض, لقد شبه ذلك كله بصورة تخيَّلها, هي صورة رجل أسود افتَرَّ ثَغْرُهُ عن ابتسامة ظهرت من خلالها أسنانه الناصعة البياض, وهذه صورة أيضا منتزعة من أشياء عدة هي الرجل الأسود و الابتسامة التي كشفت عن بياض الأسنان. ننتقل إلى الأسلوب الثاني, فما المشبه وما المشبه به في قول المتنبي؟ إنك تجد المتنبي قد رأى جانبي الجيش, ميمنته و ميسرته, وسيف الدولة بينهما, وما في جانبي الجيش من حركة واضطراب, في صورة عقاب تنفض جناحيها و تحركهما. فما وجه الشبه هنا؟ نقول إن وجه الشبه - هنا - منتزع من متعدد , وهو وجود جابين لشيء في حالة حركة و تموّج. إذن هذا التشبيه مماثل للتشبيه السابق. كيف يسمى هذا النوع من التشبيه الذي يكون وجه الشبه فيه صورة مأخوذة من عدة أشياء؟ يسمى تشبيها تمثيليا أو تشبيه تمثيل . الخلاصة: التشبيه من حيث وجه الشبه ينقسم إلى قسمين: 1- تشبيه غير تمثيل وهو ما يكون فيه وجه الشبه صفة مفردة. 2- تشبيه تمثيل, وهو ما يكون وجه الشبه فيه صورة متنوعة من متعدد.
التشبيه الضمني الأساليب: أ) قال أبو فراس الحمداني يفتخر: سيذْكرني قومي إذا جَدَّ جِدُّهم وفي الليلة الظلماءِ يُفْتَقدُ البدرُ ب) قال المتنبي: منْ يهن يسهُلِ الهوانُ عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ ج) وقال ابن الرومي: قد يشيب الفتى وليسَ عجيباً أن يُرى النُّور في القَضيب الرطيبِ المناقشة: ماذا فهمت من قول أبي فراس؟ لعلك فهمت أنه يفخر بمقامه في قومه, و أنهم يلجؤون إليه إذا ما استبد بهم الأمر, و حلَّ بهم الكرب, ويقول إنَّ هذا ليس بعجيب لأن الناس يبحثون عن البدر, و يطلبونه عند غيابه في الليلة الظلماء. ألم تحسَّ في هذا التعبير بتشبيه أراده الشاعر, إلا أنه لم يصرح به؟ لعلك أدركت أنّ التشبيه مفهوم من مضمون الكلام, ما الدليل على ذلك؟ الدليل على ذلك هو أن أبا فراس يشبه حاله بين قومه, و قيمته فيهم, بحال البدر, وقيمته في الليلة الظلماء. تحول - بعد هذا - إلى بيت المتنبي, هل أدركت معناه؟ إنه يرى أنَّ الذي يَقبل المذلَّة والصَّغار, يتعود بعد ذلك تَحمُّلَ أنواع الذُّل, ولا يُحسُّ بغضاضة, بل إنه يستسهل ذلك ولا يتألم منه. كيف برهن على صدق ذلك؟ لقد برهن على صدق ذلك بكون الميت إذا جُرِحَ, فإنه لا يُحسُ ولا يتألم, ألستَ تجٍدُ في هذا التعبير تشبيها لم يصرّح به المتنبي؟ نقول: بلى, إنَّ الكلام قد تضَّمن تشبيها لم يصرح به الشاعر, ولكنه قصده. وماذا أفاد بيت ابن الرومي؟ إنه أفاد أنّ الشّاب قد يشيب, ولم تتقدم به السِّن, ثم حاول إقناعنا بصدق هذه الفكرة, فضرب مثلا بالغصن الغضِّ الرطيب الذي قد يظهر فيه الزهرُ الأبيض, فلا عجب - إذن - أن يشيب الشاب. فماذا تلمح في هذا التعبير؟ لاشك أنك لمحت تشبيها, ما دليل ذلك؟ دليل ذلك أنّ ابن الرومي لم يأت بتشبيه صريح, لأنه لم يقل: إنَّ الفتى وقد خالطه الشيب كالغصن الرطيب حين يُزهر, ولكننا أدركنا من خلال سياق الكلام أنه يريد أن يشبه الفتى وقد شاب, بالغصن الرطيب وقد اعتلاه الزهر الأبيض. أمعن النظر مرة أخرى في الأبيات السابقة, ماذا تلاحظ؟ لا ريب أنك لاحظت تشبيها في كل منها, ولكنك لم تجده في صورة من الصور التي عرفتها. فكيف يُسمى هذا التشبيه الذي يُلْمَحُ ضمن الكلام, وفي ثنايا التعبير؟ لعلك أدركت أنه يسمى : ( التشبيه الضمني ). هل عرفت لما يسمى ضمنيا؟ سمي ضمنيا لأنه يُلْمَحُ ضمن الكلام, وداخله. ويدرك بالذكاء و الفهم. الخلاصة: 1- التشبيه الضمني : تشبيه لا تذكر فيه أركانه بصورة من صور التشبيه المعروفة, وإنما تلمح من مضمون الكلام. 2- الغرض من التشبيه الضمني هو توضيح الفكرة, و التدليل على صدقها, وكون التشبيه فيه خفيا غير صريح, فيه دعوة إلى إعمال الفكر و حُبِّ الإطلاع.
رجائي فقط دعوة صدق من الله بالنجاة يوم يجمع الناس ليوم لا ريب فيه | |
|