تعريف العلوم الشرعية
العلم : هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً ، وضده الجهل ، الشرع : يُقصد به الشريعة الإسلامية ، وهو ما تفرع عن القرآن الكريم والسنة النبوية ، فالعلوم الشرعية : هي العلوم التي تفرعت عن الكتاب والسنة وإجماع علماء الشرع ، كالعقيدة والفقه والقرآن وعلومه والحديث وعلومه واللغة العربية وفروعها وغيرها من العلوم الشرعية .
أقسام العلوم الشرعية
يمكننا أن نقسم العلوم الشرعية إلى قسمين : العلوم الأساسية ( الأصلية ) ، والعلوم الآلية ، فالعلوم الأساسية ( الأصلية ) : هي العلوم التي يتم استخراجها مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين وفقه العلماء ، والعلوم الآلية : هي علوم الآلات ، أو العلوم المساعدة التي تساعد وتخدم العلوم الأساسية .
العلوم الأساسية ( الأصلية )
سبق لنا تعريف العلوم الأساسية الأصلية قبل قليل .
والعلوم الأساسية أقسام :
1 - العقيدة : وهو ما يتعلق بأركان الإيمان الستة : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وبعض علماء المسلمين من الطوائف الإسلامية مثل ( المعتزلة ) و ( الأشاعرة ) وغيرهم يُدخلون علم الكلام في علم العقيدة ، ولا شك أن العقيدة تختلف بين الطوائف المنتسبة إلى الإسلام كالسلفية والجهمية والمعتزلة والأشعرية الكلابية والماتريدية والصوفية ، وقد يحصل بين الطوائف والعقائد ، فقد يجتمع في العالم أن يكون أشعرياً وصوفياً في نفس الوقت .
2 - الفقه : وهو يتعلق بالمسائل التفصيلية الواردة في الكتاب والسنة ، وهو ينقسم إلى قسمين : العبادات ، والمعاملات ، والمذاهب الفقهية خمسة : المذهب الحنفي ، والمذهب المالكي ، والمذهب الشافعي ، والمذهب الحنبلي ، والمذهب الظاهري .
3 - التفسير : وهو ما يتعلق بتفسير القرآن الكريم ، وينضم إليه علوم القرآن : التجويد والقراءات والناسخ والمنسوخ وغيرها ، والتفسير ينقسم إلى قسمين : التفسير بالمأثور ، والتفسير بالرأي .
4 - الحديث : وهو يتعلق بالعلم بالأحاديث النبوية ، وهو ينقسم إلى قسمين : علم الحديث رواية ، وعلم الحديث دراية ، ويندرج تحت علم الحديث : علم الرجال ( الجرح والتعديل ) ، وعلم الحديث من أغزر العلوم الشرعية من حيث المصنفات والتأليف .
العلوم الآلية أو العلوم المساعدة
وقد سبق لنا تعريفها قبل قليل .
والعلوم الآلية المساعدة تنقسم إلى أقسام :
1 - أصول الفقه : وهو يتعلق بأدلة الفقه الإجمالية كالأمر والنهي والعام والخاص والمطلق والمقيد والنسخ والمفتي والمستفتي .
2 - القواعد الفقهية : وهو يتعلق بالقواعد الشرعية الشاملة التي تستخرج من الكتاب والسنة ، ومن القواعد الفقهية : ( الأصل في الأشياء الإباحة ) و ( الأصل في الأمر الوجوب ) .
3 - اللغة العربية : وهو يتعلق بلغة العرب ويتفرع إلى علوم كثيرة ( 12 علماً ) : النحو والصرف والأدب والشعر والاشتقاق وغيرها .
[عدل]علوم لها علاقة بالشريعة الإسلامية أو لها علاقة بالمسلمين
هناك علوم لم تكن لتظهر وتزدهر لولا ظهور الإسلام والمسلمين ، ومن هذه العلوم :
1 - التاريخ : ويتعلق بالدول الإسلامية والأحداث التي حصلت عبر التاريخ الإسلامي .
2 - التراجم : وهو يتعلق بالكتب التي تكلمت عن الشخصيات الإسلامية سواءً كانوا خلفاء أو ولاة أو علماء أو قادة عسكريين أو غيرهم .
علماء الشرع
علماء الشرع هم العلماء الذين درسوا الشريعة الإسلامية : القرآن الكريم والسنة النبوية والمسائل الفقهية المجمع عليها والمختلف فيها وأقوال العلماء فيها ، وعبر التاريخ ظهر علماء كثيرون من شتى المذاهب العقدية والفقهية .
ومن أبرز العلماء عبر التاريخ الإسلامي :
- علماء الصحابة : كعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم .
- أئمة المذاهب الأربعة وهم أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل .
- علماء المذاهب الفقهية : كابن حزم إمام المذهب الظاهري .
تأثير الفلسفة اليونانية على العلوم الشرعية
لا شك أن الثورة العلمية الإسلامية التي ظهرت في الخلافة العباسية ساهمت بشكل كبير في تطور العلوم الشرعية ، بل إن ترجمة كتب الفلسفة اليونانية على يد الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور تسبب بتطورات كبيرة في العلوم الشرعية وتأثرت كثير من العلوم الشرعية كالعقيدة والفقه والتفسير والحديث وأصول الفقه ، فيكفيك أن تنظر في كتاب ( بداية المجتهد ) للفيلسوف ابن رشد المالكي لترى النفس الفلسفي عليه في علم الفقه الذي علاقة له من قريب ولا من بعيد بالفلسفة اليونانية .
العلوم الشرعية والتراث الإسلامي
نتيجة الثورة العلمية النشطة والمتجددة للعلوم الشرعية ولعلماء المسلمين ، قام علماء المسلمون بتصنيف الملايين من الكتب الشرعية ، وقد فقدنا الكثير منها بسبب الهجمة المغولية الشرسة على الشرق الإسلامي الذي يُعتبر هو المصدر الأكبر للتراث الإسلامي ، ولكن تبقى لنا منها في مكتبات المخطوطات المتناثرة في العالم حوالي 3 ملايين كتاب ، ويُذكر أن المكتبة الوطنية في فرنسا تحتوي على 6 ملايين مخطوط عربي ، ويوجد في المكتبة السليمانية في تركيا ما بين 70 ألف و80 ألف مخطوط عربي ، ويوجد في مصر ما لا يقل عن 300 ألف مخطوط عربي ، نصفها أو أغلبها موجود في دار الكتب العربية ، ومن أشهر مكتبات المخطوطات : المكتبة الظاهرية في دمشق التي أنشأها الظاهر بيبرس ، وتم نقلها بالكامل إلى مكتبة الأسد في دمشق.