اضطر مدير الأمن الولائي في وهران التدخل شخصيا أول أمس وفي ساعة متأخرة من الليل، لإنهاء حالة الانفلات الأمني الخطير التي وقعت أمام مسرح الهواء الطلق حسني شقرون، وسبقت حفل الشاب خالد، حيث قطع عشرات من الشباب والعائلات جميع الطرق المؤدية للمسرح، وتسببوا في اكتظاظ أدى لوقوع اشتباكات متفرقة بين الشرطة وبعض المواطنين، كما وقعت اعتداءات طالت حتى الصحفيين ولم يسلم منها المكلف بالاتصال على مستوى مهرجان عيد الاستقلال، ناهيك عن توقيف البعض لأسباب مختلفة، بينهم صحفي تم إطلاق سراحه بعد تدخل أحد المسؤولين
تحوّلت جميع حفلات الشاب خالد في السنتين الماضيتين إلى خطر حقيقي على الأمن العمومي لعاصمة غرب البلاد، ففي كل مرة
يبرمج فيها الديوان البلدي للثقافة والفنون حفلا لملك الراي إلا وتندلع احتجاجات خارج المسرح، نتيجة غياب أسلوب أمني ناجع للتعامل مع الجمهور، وليس بسبب قلة الإمكانات البشرية، طالما أن الجهات الأمنية وفّرت أزيد من 1000 شرطي، للسهر على الحدث، لكن ما وقع ليلة الخميس إلى الجمعة، سيبقى وصمة عار تُذكّر الجميع بما وقع في حفل خالد العام الماضي أيضا. ورغم أن العديد من الجهات نصحت بلدية وهران، بتنظيم الحفل في ملعب أحمد زبانة، لتفادي تكرار سيناريو العام الماضي، إلا أن التمسك بمسرح الهواء الطلق، جعل من الفوضى أمرا متوقعا، بل وحدث في ليلتين متتابعتين، حين سرت إشاعة مساء الأربعاء أن حفل خالد سيكون عشية عيد الاستقلال، مما جعل الكثير من العائلات والشباب يتجمهرون ويحاصرون موقع المسرح، الأمر الذي خلف عدة جرحى، بينهم امرأة قيل أن حالتها خطيرة في ظل صمت الجهات الرسمية عن تقديم أي معلومات.
وحضر مدير الأمن الولائي للإشراف على حل الأزمة، فيما وجد والي وهران عبد المالك بوضياف نفسه مضطرا للانسحاب في ظل المهزلة التي وقعت ونسفت نجاح المهرجان بالكامل، فلم يستمع لخالد الذي وصل لوهران متأخرا على الساعة الرابعة والنصف، أي قبل خمس ساعات فقط من بداية الحفل، كما أنه لم يقم بالتدريبات اللازمة وقال للشروق: "إن حف
الشاب خالد
ل عيد الاستقلال لا يحتاج تحضيرا" وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول استخفاف ملك الراي بالمهرجان ويدفع للتساؤل: هل يصل خالد أيضا حين يكون مدعوا لحدث فني أو مهرجان في دولة أخرى بنفس توقيت مجيئه لوهران؟!
ما وقع في مسرح الهواء الطلق بوهران كان ينبئ بخطر حقيقي، كما أن جميع من غادروا هذه الليلة السوداء في تاريخ النشاطات الفنية بعاصمة غرب البلاد لم يتحدثوا عن خالد وأغانيه بقدر ما تكلموا عن فوضى الأمن وغياب الصرامة في التنظيم وكذا التفريق بين مواطن وآخر، أو بين عائلة وأخرى، فشاهدت الشروق كيف يدخل العشرات بدعوة واحدة وأحيانا بدون دعوة ويجلسون في المقاعد الأمامية، فقط لأنهم من عائلة المسؤول فلان أو النائب علان، فيما تم منع وأحيانا الاعتداء على آخرين، حتى وهم يحملون دعوات رسمية أصدرتها جهات منظمة وتبين أنها غير كافية لحفظ كرامة الجمهور.