منهجية موجزة للتحضير لمسابقات الماجستير
على
كل طالب وبالخصوص طلبة العلوم القانونية والإدارية إذا ما أراد أن يوفق في
نيل شهادة الماجستير أن يرسم أهدافه وأن يتبع خطة عمل في التحضير المسبق
وبذل كل ما في وسعه وفق الكيفيات والطرق الناجعة حتى تتحقق أحسن النتائج في
أقل الأوقات وبأحسن الأداءات وهذا ما يسمى بالترشيد المعلوماتي ، وفي ذلك
كان لزاما اتباع الخطوات التالية :
تحديد مجالات التخصص :يجب
على الطالب أن يحدد بصفة مسبقة التخصصات التي يرغب في أن يحضرها وأن ينجح
فيها إما القانون العام أو القانون الخاص ولميولات الطالب ورغباته الخاصة
دور في ذلك ، فإن كان له ميول إلى القانون العام مثلا كان من الواجب أن
يكون على اطلاع مسبق بالقانون الدستوري ، القانون الإداري ، القانون الدولي
العام...
تحديد أهم التخصصات الجزئية :بعدما
يوقن الطالب بميله إلى فرع القانون العام مثلا يجب أن يدرك بأن المسابقة
قد تحوي كل فروع القانون العام وإما أنها ستتعلق بفرع واحد وهو القانون
الدولي ، القانون الإداري ، القانون الدستوري أو أن تتضمن فرعين أو أكثر
معا كفرع الإدارة والمالية أو الدولة والمؤسسات الذي يشتمل على القانون
الإداري والقانون الدستوري والحريات العامة.
تحديد قائمة المراجع والمصادر التي سيعتمد عليها :بعدما
يتأكد الطالب من أنه على رغبة تامة من أنه اختار فرعا معينا من الفروع
التي عهدت الجامعات بأن تجرى المسابقات وفقها يجب على الطالب أن يبدأ مسبقا
بجمع أهم المصادر والمراجع والوثائق التي سيعتمدها في التحضير للمسابقة
وأهم هذه المصادر والمراجع.
-أبرز النصوص القانونية.
-أبرز وأهم التعديلات الجديدة.
-أهم الاتفاقات الدولية والمعاهدات وأبرز أطرافها (القانون الدولي أو الدبلوماسي).
-أهم الكتب والمؤلفات العامة (أمهات الكتب).
-وضع قائمة لأهم الفقهاء والكتاب الذي كتبوا في هذا الموضوع وأهم أفكارهم -إعداد جدول لذلك-.
-أهم المستجدات الواقعية ضمن الدراسات الدستورية المؤسساتية مثلا أو ضمن التطورات الدولية...
-وعلى
الطالب أن لا يبالغ في استخدام المراجع وتعددها حتى لا يضيع الوقت والجهد
وإنما أن يعتمد على مرجعين هامين بإتقان خير من الإطلاع السطحي على عشرات
المراجع.
تحديد خطة العمل :
يجب على
الطالب أن يجعل فترة من الراحة بعد مضي السنة الدراسية لينطلق مباشرة خلال
فترة العطلة وله أن يطلع اطلاعا شاملا ومسحا كاملا لكل برامج الفرع -مثل
القانون الدولي- ليبدأ في الدراسة التفصيلية لكل محور على حدى ، بعد رسم
عدد المحاور الرئيسية لهذا الفرع ووضع ملف خاص لكل محور على حدى يجد الطالب
بأنه وضع "شبه فهرس لكل المحاور الجزئية والفرعية لهذا الفرع أو التخصص" وقد يتضمن هذا الفهرس عشرة مسائل أو عشرين أو أكثر من ذلك...
ويعتمد
الطالب على القراءة المباشرة والتلخيص والنقاش بعد ذلك إن كان ممكنا وأن
يضع مخططا أو ملخصا في ورقة واحدة لكل محور من المحاور الرئيسية.
ويستوجب
على الطالب أن يدرك بان الجانب المعلوماتي يجب أن يكون أمرا بديهيا وأن يتم
إنهاؤه في أقرب الأوقات حتى يترك المجال لتخمر المعلومات في الذهن وهضمها
واستيعابها ولن تبقى بعد ذلك إلا مراجعات لتلك المحاور والملخصات التي تم
إعدادها.
قيد المعلومات وضبطها :
على
الطالب أن يضع جدولا من ورقة أو ورقتين يضع في خانة منه اسم الفقيه أو
الكاتب وفي خانة ثانية أهم فكرة نادى بها أو أيدها أو اعتمدها وفي خانة
ثالثة ما نتيجة فكرته ومدى تأييدها أو رفضها من طرف كتاب أو فقهاء آخرين إن
كان هناك مجال للتأييد أو الرفض ، وهذا كله حتى لا يكون تحليل الطالب
أثناء الإجابة فضفاضا وإنما يكون تحليلا علميا دقيقا مبنيا على الأمانة
العلمية ولا شك في أن كل فرع من الفروع له رواده وفقهاؤه المتعددون.
وعلى
الطالب أن يستحضر الفهرس الذي أعده سابقا والذي اشتمل على كل المحاور
الجزئية والرئيسية حتى إذا ما اطلع على معلومة معينة أسقطها في قالبها
الخاص بها ضمن محور من المحاور وبالتالي كلما أطلع على محور تراءى له ما
يندرج تحته من أفكار وآراء وهذا ما يسمى لاحقا بالقراءة الضوئية ، فاطلاعه
على ورقة واحدة سيتذكر به كتابا كاملا.
وعند
الخوض في فرع من الفروع يجب أن يضع قائمة أو جدولا يتعلق بأهم النصوص
القانونية -رقمها وتاريخ صدورها- حتى يكون هناك تميز في المعلومة ودقة في
طرحها فنحن أمام مسابقة وليس امتحان فالتميز في الطرح أهم من الطرح في حد
ذاته.
فإذا
اعتمدنا القانون المدني يجب أن نقول القانون المدني الصادر بموجب الأمر
75/58 المؤرخ في 26 سبتمبر 1975 المعدل والمتمم وإن قلنا القانون التجاري
يجب القول بأنه صادر بموجب الأمر 75/59 المؤرخ في 26 سبتمبر 1975 المعدل
والمتمم.
وما يجدر
التنويه إليه إلى أن المقدمات العامة لكل فرع من الفروع لها أهميتها
القصوى فهي بوابة كل تخصص وقد تكون الكثير من أسئلة المسابقات من هذه
المقدمات والتمهيدات والتطورات التاريخية.
بالإضافة
إلى وضع ملف خاص بما هو طارئ من جوانب عملية مثلا إن كان التحضير للقانون
الدستوري فعند الاطلاع على مبدأ الفصل بين السلطات يجب الاطلاع ولو بصورة
جزئية لما هو حاصل ضمن الأوضاع الراهنة مثلا وإن كان التحضير للقانون
الدولي يجب الاطلاع على أهم المستجدات الدولية خاصة في الأيام التي تجري
فيها المسابقة كموضوع من موضوعات الساعة.
وهناك
العديد من الوثائق التي يجب أن تكون متوافرة فإن كان التحضير يتعلق
بالقانون الدستوري أو الإدارة والمالية أو الدولة والمؤسسات يجب أن يكون
لدى الطالب على الأقل التعديل الدستوري لسنة 1996 وأن يلخصه في ورقة واحدة
والإلمام بأهم الأبواب التي تضمنها فإن كان التخصيص متعلقا بالقانون الدولي
يجب أن تكون لديه بعض أهم المعاهدات الدولية وأن يكون لديه قانون
المعاهدات الصادرة بموجب اتفاقية فينا لقانون المعاهدات لسنة 1969 مثلا...
مرحلة الإجابة على السؤال :
يجب أن
يكون الطالب على يقين بأن السؤال لا يعدوا أن يكون من ضمن المحاور التي
راجعها -هذا إن كانت مراجعته شاملة وكاملة- وهو الشيء المفترض- بيد أن
السؤال قد يكون مباشرا أو غير مباشر ففي كل الأحوال إجابته لا شك أنها
ستكون موجودة بمجرد أن يطرح التساؤل ، يجب أن نقوم بوضع إستراتيجية للإجابة
حتى لا يضيع الوقت والجهد الأذاء ويتأتى لنا في الوقت المخصص أن نجيب
إجابة شافية وافية.
وهذا ما
يتطلب التسطير على كل مصطلح وحرف وارد في السؤال لأن له دور في الإجابة،
بعد ذلك نعود لرسم المخطط أو الفهرس الأولي الذي أعددناه والذي تندرج ضمنه
المعلومات التي تم الاطلاع عليها.
نضع
التساؤل في جزء من الورقة المسودة ومحاور الفهرس في الجزء الثاني من ذات
الورقة بعد ذلك نضع علامة مميزة أمام كل عنصر من عناصر الفهرس والتي لها
صلة وتتضمن إجابة جزئية عن التساؤل وبالتالي سنتوصل إلى أن التسائل ساقنا
إلى أن علامة (x) أمام مثلا
08 محاور أو 08 عناصر من ذلك الفهرس مما يعني أن السؤال المطروح ضمن التخصص
كله تتمحور إجابته ضمن تلك العناصر مما يضمن لي أنني لن أنسى ولن أتخلى عن
أي جزئية ولو بسيطة.
ومن ضمن مثلا العناصر الثمانية التي أشرت عليها سأتولى نسج الخطة :
إعداد خطة العمل :
ألجأ إلى
المسودة الثانية أو ظهر المسودة الأولى وأقوم بجمع العناصر التي لها صلة
ببعضها والتي أشرت عليها سابقا فأجمع مثلا العنصر الأول والرابع والخامس
والسابع ضمن عنوان واحد والعنصر الثاني والثالث والسادس والثامن ضمن عنوان
واحد فأكون أمام عنوانين إثنين وبكل بساطة أكون قد نسجت الخطة الأولية وهي :
المبحث الأول (الذي هو العنوان الأول)
المبحث الثاني (وهو العنوان الثاني)
ثم أقوم بتفكيك كل مبحث (أي كل عنوان إلى العناصر التي جمعتها سابقا) أي :
المبحث الأول : العنوان الأول
مطلب 1 : هو العنصر الأول.
مطلب 2 : هو العنصر الرابع.
مطلب 3 : هو العنصر الخامس.
مطلب 4 : هو العنصر السابع.
المبحث الثاني : العنوان الثاني
مطلب 1 : هو العنصر الثاني.
مطلب 2 : هو العنصر الثالث.
مطلب 3 : هو العنصر السادس.
مطلب 4 : هو العنصر الثامن.
وبالتالي
أكون قد توصلت إلى خطة كاملة دون أن أهمل أي عنصر من العناصر التي راجعتها
سابقا وفي نفس الوقت وفق ما يتطلبه السؤال ودون الخروج عنه ، وأقوم
باستحضار؛ جدول أبرز الفقهاء والكتاب وأهم مؤلفاتهم وآرائهم لأجل أن أستدل
بهم أمام بعض العناصر ضمن الخطة التي توصلت إليها ، ومن خلال السؤال والخطة
التي قمت بنسجها والاصطلاحات التي تضمنها السؤال يمكن أن أبني الإشكالية
وفق الدرجات الأولى للخطة (المباحث وبالتالي أكون أمام سؤال تمت إعادة
تفكيكه في خطة ومنه تم التوصل إلى إشكالية وهذا النسق حتى نتفادى ما يلي :
-بهذه الكيفية نتفادى وجود عناصر ضمن ما تم تحضيره ونسيانهامن الطالب.
-ووفق ذلك نتفادى الإشكالية التي لا تتضمن الخطة إجابة عنها.
-ونتفادى أيضا الإشكالية التي تكون عكس التساؤل المطروح.
وبعد ذلك
يتولى الطالب إعداد المقدمة التي ينوه فيها ببعض من التطور التاريخي أو
الزمني للموضوع إن أمكن أو أهميته والتعريف به وفق ما يلي :
-تطور مرحلي للموضوع محل التساؤل.
-التعريف بالموضوع دون التفصيل.
-الاستدلال ببعض من المبادئ وأقوال بعض الفقهاء دون التفصيل.
-التدرج
الفكري إلى غاية طرح الإشكالية / أو المشكل القانوني إذا تعلق الأمر بنص
قانوني أو فقهي أو قضائي، على شرط أن لا تكون الإشكالية قد تم الإجابة عنها
في المقدمة.
ثم بعد
ذلك يشير الطالب أنه للإجابة على ما طرحه من إشكالية يقترح الخطة التالية
:... ويكتبها كاملة ، وحبذا أن يشير إلى المباحث والمطالب وحتى الفروع ، أي
الدرجة الأولى والثانية والثالثة إن أمكن ، وإلا اكتفى ببيان الخطة في
مباحث ومطالب فقط.
وتعد
المقدمة وهذا العرض هاما جدا فهو الذي يشد ذهن المصحح ويجعل الطالب متميزا
في طرحه فأهم المعلومات والتي لها صدى جيد يجب أن تكون بادية وظاهرة في
المقدمة والخاتمة.
ليبدأ
الطالب في التحرير مباشرة ويمكنه الاستيفاء عن المسودة التي يكتب فيها
الطالب كل صغيرة وكبيرة مما يضيع الوقت والجهد فيمكن أن يدون في المسودة كل
العناصر التي يستخدمها أي التفصيل الجزئي للخطة إلى أبعد الدرجات مباحث ،
مطالب ، فروع ، أولا (كتابة) ثم الترقيم ثم الأحرف مثلا.
المبحث الأول :
المطلب الأول.
الفرع الأول.
أولا :
1
- أ
- ب
2
- أ
- ب
ثانيا
:... وهكذا دواليك وبالتالي أن أعتمد على هذا التفصيل في البدئ سيكون بمعزل
على استخدام المسودة مرة ثانية. ليترك الطالب في الأخير الخاتمة ويدون
فيها ما يلي:
-ملخص موجز عن الموضوع.
-أهم وأبرز الأفكار التي يتضمنها الموضوع والمعني العام لها.
-أهم ما قد توصل إليه من استنتاجات ليست بالضرورة خاصة وإنما قد تكون لبعض الكتاب أو الفقهاء.
وأهم ما يركز عليه الطالب يقينه وثباته وقوة عزيمته وتوكلهعلى اللهفمن تمن غاية فلن يعدم الوسيلة...
منقوووووووووووووووووول