كنت يوماً من الأيام سائراً في طريقي فقابلت شخصاً عزيزاً ومهماً فدار بيني وبينه هذا الحوار .
أنا : السلام عليكم ورحمة الله
هو : وعليكم السلام ورحمة الله
أنا : كيف حالك
هو : (يعني ما شي الحال) الحمد لله على كل حال
أنا : مالي أراك هزيلاً وحزيناً ؟ مالذي أصابك ؟
هو : كيف لا أحزن وقد هجرني أصحابي
أنا : كيف هجروك؟
هو : لم يعودوا يجالسونني وذهبوا لمن هم أقل مني مكانة وفائده
لقد كنت يوماً من الأيام من أهم الشخصيات لا يستطيع أحد أن يعيش من غيري كانوا يقضون أوقاتهم معي فكنت أقدم لهم وجبات دسمة وأخبار مفيده وعلوم شتى .
أنا : ماهو السبب في رأيك
هو : لقد تغير الناس فأصبحت غير مهم بالنسبة لهم وأصبحوا يقضون أوقاتهم في أشياء تافهة خلف القنوات وفي الأسواق وفي المتنزهات وصرت لا أجد وقتاً لكي أجلس معهم .
ولكن لي أخوان في دول غربية في أتم صحة وعافية تراهم يجالسون الناس في كل وقت وحين ولا زالت مكانتهم محفوظة فهم في سعادة دائمة كم أحسدهم عليها .
ثم بعد ذلك تركت صاحبي وهم يمشي الهوين وقد بدا سئيماً حزينناً على حاله وما وصل إليه من ذل وهوان .
أتدرون من هو ذلك الشخص
أنه (( الكتاب )) فكما قيل خير جليس في الزمان كتاب
إن المشكلة تكمن في ابتعاد الشباب و الطلبة في مجتمعاتنا عن قراءة الكتب و المطالعة بشكل كبير أثر على عدد الكتاب و عدد الكتب المطبوعة ( مع وجود عوامل أخرى لذلك )
فنادرا ما تصادف شابا حتى في الجامعة قرأ كتابا خارج كتبه المدرسية و الجامعية مما يعني تدني المستوى الثقافي العام للمجتمع و للشريحة الشابة بشكل خاص و النتيجة : المجتمع يسير إلى الوراء و إلى انقسام لطبقتين : الأولى قليلة العدد ذات كفاءات علمية و ثقافية كبيرة جدا و الثانية كثيرة العدد
فيها من هو ذو كفاءة علمية و من لا يملكها لكن يجمعهما قلة القراءة و الثقافة العامة ( لا يعرف خارج اختصاصه شيئا ) و هذا الامر كارثة حقيقية للمجتمع و الوطن
بقلمي ...