ÂбďЗĿЋÃmĨĎ
عضو فضي
مشاركات : 1350
العمر : 33 الجنس : الدولة : ỀחĜĻĨśĥ المدينة : Ď∂ξŀ∫ā///mãŅĉҺэ∫‡Ệѓ Ĉ¡Ŧү تاريخ التسجيل : 01/04/2012
| موضوع: الانحراف وأسبابه الخميس أبريل 19 2012, 14:13 | |
| الانحراف وأسبابه
سلام الله عليكم
الانحراف وأسبابه
د. فيصل بن سعود الحليبي الحمد لله يعز من يشاء ويذل من يشاء ، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء ، بيده مقادير كل شيء ، وهو على كل شيء قدير ، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا . أما بعد : فيا عباد الله ، اتقوا الله حق التقوى الأيام تطوى ، والأعمار تقضى ، { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً } . أيها الأحبة في الله : السير على الجادة المستقيمة شأن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، واتباع كلام الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم هو طريق السلف الصالح رحمهم الله تعالى ، يتمثلون قول الباري سبحانه : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } . وليس ضد الاستقامة إلا الطغيان والانحراف ، الانحراف ذلك الطريق المظلم المليء بالخوف والاضطراب ، لن ترى على سالكه إلا آثار النكد والنصب ، والشقاء والتعب ، { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } . والمنحرف عن سبيل الحق يستوحش من جماعة المسلمين ، ويأنس بفراقهم ، ويخيم على فؤاده الحقد عليهم ، والشماتة بهم ، يفرح لحزنهم ويحزن لفرحهم ، يود لو حلت بهم النكبات ، وتحولت أيامهم سودًا وأكدارًا ، وأمنهم ذعرًا وخوفًا ؛ لأنه تعود على هذا كله ، أو أنه ابتلي بهذا كله . ولن يعدم المنحرف قائدًا يقوده إلى بؤر الفساد والإضلال ، وما أحرص الشيطان الرجيم على هذه القيادة البئيسة ، وما أسرع تخليه عن صاحبه في أشد الظروف حاجة ، وأقسى الأحوال ضرورة ، { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . ولن يكون المنحرف وحده أيضًا تحت لواء الشيطان ، بل سيكون له غالبًا أصحاب يقوون عزيمته على الضياع ، يبغضون له الحق ، ويزينون له الباطل ، ويرغبونه في الطغيان ، ويحذرونه من ورود منابع العلم ، ويعدونه بوعود كوعود السراب للظمآن ، وسرعان ما تنقلب هذه الوعود إلى حسرات مريرة تفت الأفئدة ، وتفري الأكباد ، { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا } .
يا لها من متاهات للانحراف متعرجة الطرق ، فاشلة النتائج ، لا توصل إلا إلى الخراب والدمار ، والفضيحة والإذلال . المخدرات .. الزنا .. السياحة للمعصية .. تتبع الفواحش بالنظر والسماع .. الأنس بشلل المعاصي .. الانحراف الفكري .. التعلق بالمفسدين في الأرض .. والخارجين عن جماعة المسلمين .. والمروعين للآمنين .. المترفون والمرابون الذين يسعون في الأرض فسادًا .. والعاملون على إغواء الأمة عبر الأعلام المنحل عن الفضيلة .. هذه أمثلة على الانحراف تصب في قالب واحد . فما أسباب انحراف الشباب عن الطريق الحق ، وما دواعي ميولهم عن جماعة المسلمين وحبلهم المتين ، لعلي في هذه العجالة أن أشير بشكل موجز إلى هذه الأسباب التي كل منا له يد عليها ، لا يخلو أحد من المسلمين من المسؤولية فيها : السبب الأول : عدم معرفة الله حق معرفته ، وقدره حق قدره ، وإنما يعص العاصي بجهله بعظمة الله وقدرته ، { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ، فهل من وقفة مع أبنائنا وأزواجنا وتلاميذنا نعلم من هو الله العظيم بأسمائه وصفاته الثابتة في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ السبب الثاني : الجهل المطبق بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فالمنحرف قد جعل له من هدي الشيطان واتباعه ما يعميه عن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم عن كل سبيل غير سبيل الله الحق ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ ( إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) رواه أحمد ،وصححه الألباني . السبب الثالث : البعد عن العلم الشرعي ، والزهد في الجلوس مع العلماء وطلبة العلم ، فترى المنحرف يصغي بكل شغف لكل من يفتيه بهواه ويحلل له ما يشاء من المعاصي والذنوب واستباحة الدماء والحرمات وقتل النفوس المحرمة ، فلا يبالي من أين يأخذ الفتوى ، ولا ينظر في مصدرها ، ولا في مصداقية من نقلها إليه ، حتى ظهر لنا من يفتي بغير علم ولا هدى ، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ،وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري . فلنسهل العلوم الشرعية وغيرها من العلوم النافعة ولنجدد في طرحها وفي كيفية طرحها ولنحبب أبناءنا لها ، فليس مثل العلم فيه نجاة للأمة بأسرها . السبب الرابع : الانفتاح الإعلامي الفضائي ، الذي لا يخلو في جملته من نفع كالتعرف على حقائق الأخبار بالصوت والصورة وبعض المعارف والعلوم ، لكنه في أغلبه فتح على الناس شرًا عظيمًا ما حسب الناس له حسابًا ، وخصوصًا على فئة الشباب ، حيث انبهر الشباب بما يعرضه هذا الإعلام من فساد مدروس ، يحمل بين رماده النار الملتهبة ، ويشيع في أجواء الأرض رائحة الخبث والمجون ، ويسهل له الوصول إلى الفواحش ، ويزين له صور السكر ومعاقرة الفجور ، ويدله على حفره ومواقعه ويتعلم منه الشاب ألوانًا من العنف والإرهاب ، ويعوده على مشاهدة مناظر الدماء وسفك الأرواح ، حتى أصيب جملة من شبابنا بألوان من التفلت على مبادئ دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم بل وحتى تقاليدهم ومروءتهم ، وأصبحوا غير مبالين بأمتهم ومجتمعهم ووطنهم -، وأصبحوا يشاهدون خلال شاشته الشبه التي تثير حماسهم ضد وطنهم وأمن بلادهم ، فراح صاحب الشهوة يفجر شهواته في بؤر الفساد هنا وهناك ، وراح الجاهل منهم يستقبل تلك الشبه المضلة بقلب خاوٍ ليترجمها إلى تفجير للمتلكات وإهدار لكرامة النفس والأرواح المستأمنة . السبب الخامس : تضييع الأمانة والتوكل في أدائها ، الأمانة التي ناءت بحملها السموات والأرض والجبال فتحملها الإنسان ، ولكن من الناس من ظلم نفسه وأمته ومجتمعه بتضييعها ، { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } . ووقع الشباب فريسة لهذا التضييع ، حينما اتكل كل مسؤول عن هؤلاء الشباب قرب أو بعد منهم على غيره في توجيههم ومتابعتهم عصفت رياح الانحراف بعقولهم فتاه جملة منهم في صحرائه بلا دليل أو معين . أين آباء هؤلاء الشباب الذين تراهم في مطلع كل إجازة يتركون ديارهم ديار التوحيد والأمان إلى ديار تنشر الرذيلة وتدعو إليها بإعلانات براقة وإن كانت زائفة .. وأين المعلمون المخلصون الذين ينبهون تلاميذهم إلى هذه الفرق المنحرفة عن جماعة المسلمين فيحذرونهم منهم ومن تصرفاتهم العشوائية ، ومن كل خلق دنيء لا يمت إلى دين الإسلام بصلة . وأين الأمهات اللواتي يبذلن بكل إخلاص في رعاية بناتهن من التبرج والسفور والاختلاط ،ويحببن لهن الستر والحشمة بدلاًمن أن يقدمنهن شبع عاريات في المناسبات وفي صالات الأعراس . وأين أئمة المساجد والدعاة إلى الله ليأخذوا بأيدي الناس بكل رفق ولين إلى سواحل الإيمان وفضائل الأعمال ، ويرهبونهم من مغبة الفساد والانحلال ، بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة . إنني لا أشك أن هؤلاء جميعًا قاموا بجزء من واجبهم فجزاهم الله كل خير ولكننا بحاجة إلى مضاعفة الجهد وخصوصًا في مثل هذه الأحوال التي تمر بها بلادنا حرسها وبلاد المسلمين عامة لا مكن الله منها عدوا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري . نسأل الله تعالى أن يردنا إليه ردًا جميلا ، وأن يحفظ على البلاد أمنها وشبابها ودينها ، أستغفر الله فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم . | |
|