فــي الـبــحــر الـتــائــه عــنــوانــي ....
و الـضــيــاع صار أمــراً عــاديـــا ....
حــــيــــاتـــي فــقــدت ألـــوانــــهـــا ....
و أمـــــســت بــاهــتــةً رمـــاديـــة ....
آمـــالــي أنــــا و طـــمـــوحـــاتـــي ....
بــــــاتــــــت أحــــــــلامـــاً ورديـــة ....
حـــبــيــسٌ فـي ســجـــن يــــأســـي ....
و أشـــدو بــأغـــانـــي الــحــريــة ....
الــمـــرار الــقـاتـــل فـي كـــأســـي ....
و ألــمـــي أضــحــى مـــنـــســيــا ....
و قــلــت تـكــفـيــنــي مـوهــبـــتــي ....
و حــبــي لـنـزعـاتــي الشــعـريـة ....
فــكـتـــبــت قــصـــائـــد بــائــــســةً ....
تـــعــج بالأخـــطــاء الــنــحــويــة ....
شـهــدت حـــوارات الـمـثـقــفــيــن ....
و حضرت النقـاشات السيـاسيــة ....
فــشـعــرت كــم أنـي جــــــــاهـل ....
و فـــاقـــد الاتـــجـاه و الــهــويـــة ....
الــذل يــتــربـص بــي جـاحـظــاً ....
و كــيــف تُــذل نــفـســي الأبـــيـــة ....
قـــلــبـــي تـــــعـــــذب بـــــالآلام ....
و عــصـــرتــه أحـزانـه الشـجـيــة ....
أتــلــقـى الــصـفـعـات مــتــتـاليةً ....
تـنــهـال ، كـمن يـتــلــقـى تـحــيـة ....
لـــو خــيــرت فـــي الـــحـــيـــاة ....
مــكانــاً ، لاخــتــرت مـنها المنيـة ....
و يـــقـــولـــون لـــي أنــت فــي ....
فـجـر الــصــبــا ، ما الـقــضــيــة ؟ ....
انــظـــر لـلحـياة بأمــل و كُــف ....
عــن نــظـرات اليـأس الـسوداوية ....
و وصـفـوا لـي جــمــال الــدنـيا ....
فــبـات الطِرس المفحَّم مـــاسـيّـا ....
إنــهــم لــكــاذبــون ، مـا الـحياة ....
إلا الــعـــذاب و الشـقاء سـويـا ....
بـيــن هـمــوم الـغــنـى و الـفـقر ....
نــــوائــــب الــــدهــر مـطـويــــة ....
بـيـن ظـلـمــات الـحيـاة و الـقبر ....
يُـــســاق الأنـام لأقـدارٍ مقضـيـة ....
أمــهــلـنـي أيــهــا العالـم لحـظة ....
لأتـــنــفـس بــــرهــة بــــرويـــة ....
كــفــانــي مــن الــهـم و الحزن ....
و الـظـلـم و الـقـهـر و الأنانـيـة ....
ارحـمني من الغـضب والـثورة ....
و الـعـنـف و الأعـمال الهمجـيـة ....
اعـتــقـنـي مــن سمـاع أنــات ....
الضــعــيــف و قــهــقهـة الـقــويَ ....