حين تتحول العبادة لعادة تفقد العبادة تلك اللذة الكامنة فيها وتفقد روحها
وتنقلب من راحة ولذة وقرة عين لواجب ثقيل علينا وهم رازح حتى ان
الكثير اصبح يصلي الصلاة بين شوطي المبارة او عند مادة الأشهار خوف
ان تفوته لقطة اووو فعند غياب الروح وتعلقها بشئ آخر حينها تغب عنا
تلك اللذة التي قال عنها عليه الصلاة والسلام " وجعلت قرة عيني في الصلاة "
وقوله عليه الصلاة والسلام " ارحنا بها يا بلال " ونحن حالنا يقول ارحنا منها
يا إمام ؟؟
الدواء وصف والمرض شخص بأنه روحي وقلبي فإن اردنا العلاج فعلينا
ان نبحث عن روحنا لأنها ان غابت فمن نعالج ؟؟؟
فتحول العبادة لعادة هو من افقد الصلاة روحها واضاع المناجاة والأتصال بالقوة
التي لا تغلب وعرض النفس خمس مرات كل يوم على الخبير العليم ,
وتحول العبادة للعادة ايضا هو من افقد الصدقة معنى مشاركة الفقير والأحساس به
ومواساة الملهوف وتطهير النفس ...
وتحول العبادة عادة هو من افقد الصيام معنى ايضا مشاركة الفقير والأحساس به
والسمو بالروح على شهوات الجسد ...
قال ابن القيم " شوب العادة هو ان بمازج العبودية حكم من احكام عوائد النفس
تكون منفذة لها معينة عليها وصاحبها يعتقدها قربة وطاعة , كمن اعتاد الصوم مثلا
وتمرن عليه فألفته النفس وصار لها عادة تتاقاضها اشد اقتضاء فيظن ان هذا التقاضي
محض العبودية , وانما هو تقاضي العادة وعلامة هذا , انه اذا عرض عليه طاعة دون
ذالك وايسر منه واتم مصلحة لم تؤثرها ايثارا لما اعتادته وألفته "
ومن امثال كذالك تحول فريضة الحج لعادة تجد الواحد يتعهد الحج تقريب كل عام
لكن لا تجد تغير في حياته وقس على ذالك ....
وفي الختام نختم برجال استحقوا الظل تحت عرش الرحمان يوم لا ظل الا ظله
ومنهم " رجل متعلق قلبه بالمساجد اذا خرج منه حتى يعود اليه , ورجل ذكر
الله خاليا ففاضت عيناه ....." فانظرو لكلمة " قلبه "
و " وفاضت عيناه " وهذه امور لا تتحق
الا بالتلذذ بالعبادة والأحساس بها