أطلق قوة التسامح لديك.. لعلك تتسأل لماذا هذا العنوان تحديداً ولماذا هذا الموضوع بالذات ..
في البداية لابد ان نعترف ان درجة
الحقد والكراهية بين كثير من الناس في ارتفاع..قد يبدو هذا الشي مستغرباً ،لاكن لو رجعنا لجذورها لوجدنا ان
ضعف الوازع الديني هو السبب، فالعلاقه مع الله كلما كانت اقوى كلما كان الانسان
انقى في تعامله مع من حوله ..
سبحان الله.
ظهرت في عصرنا امراض لم تكن معروفة عند اسلافنا ..
ارتفاع ضغط الدم ..الكليسترول..التهاب الاعصاب ..وغيرها الكثير من الامراض، ومن اهم اسبابها
” الحقد”عندما يحقد انسان على شخص لأي سبب كان ، فـ
أن الجسم تتغير تركيبته من الداخل بسرعة هائلة ويحدث اضطراب رهيب في الوظائف..لهذا
يشعر من يحقد ويغضب بشدة انه في حالة غير طبيعية تصل عند البعض لما هو
اشبه بالجنون وتخرج نفسه عن السيطرة وتحدث المصائب بعدها والعياذ با
لله ..
ياترى من سمح لهذا كله ان يحدث ؟نعم ..
انه ساكن هذه النفس ..فلو ان الانسان ..استخدم القوة المضادة للحقد لما وصل لهذه الحالة ..
سمعت بقصة من فترة لشخص لم يتمالك نفسه من شدة الحقد واصيب بمرض جعله
مشلولاً والعياذ بالله ، والسبب أن غيره نال
ترقية لايستحقها في نظره !!
حزنت بشدة على هذا الشخص ، ياترى لو استخدم
قوة التسامح وتمنى له الخير ، هل سوف يكون هذا حاله ؟
كل شيء بيد
الله لاكن
الانسان قوي ان اراد بعد اذن
الله استخدام قوته ..
وفي قصة معاكسه ، رأيت شخص اعجبني هدوءه وادبه ، من جنسية اسيوية ويتحدث
العربية بشكل جميل، تحاورت معه ، وكان بائع في محل ، فأخذت استغرب صبره
على الزبائن ، فقال لي انا هنا يومياً اسمع كلمات مختلفه واقذر مايمكن ان
تسمعه اذنك من كلمات ، ماذا افعل اجلب لنفسي السكر والضغط ؟
ببساطة انا لا افكر في كلامهم واسامحهم لأكسب نفسي ..
عجبت لهذا الانسان ، لأن لو شخصاً غيره لكان امتلاء قلبه حقداً على كل
زبون يدخل اليه حتى لو كان مسالماً ، واخذ ينفس حقده بكل الطرق، والنماذج
كثيرة.
ياترى ماذا كان الفرق بين ذلك الشخص الذي اقعده الحقد ، وبين ذلك العامل البسيط الذي ظل واقفاً مبتسماً رغم سيل الاستفزازات؟هي قوة التسامح الذي يستطيع كل شخص استخدامها
والذي وضعها الله سبحانه وتعالى داخلنا ، بل واثنى على من يستخدمها وهي من
صفات من يحبهم الله سبحانه في علاه..
قال تعالى في وصف المتقين :
{الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } 134.ال عمران
صدق الله العظيم