عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رجلًا يقرأ }قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ{ يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك
له، وكأن الرجل يتقالُّها (أي يراها شيئًا قليلاً)، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرءان".
ـ وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: "حُبُّك إياها ـ أي سورة الإخلاص ـ أدخلك الجنة" رواه البخاري.
وكان سبب نزولها أن اليهود قالت للرسول صلى الله عليه وسلم: "يا محمد صف
لنا ربك الذي تعبده" وكان سؤالهم تعنتًا لا حبًا للعلم واسترشادًا به.
فنزلت: }قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ{ أي الذي لا شريك له في الذات أو الصفات أو
الأفعال، وليس لأحد صفة كصفاته. }اللهُ الصَّمَدُ{ أي الذي تفتقر إليه
جميع المخلوقات مع استغنائه عن كل موجود.
}لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{ نفيٌ للمادية والانحلال، فالله عز وجل لا
يحل في شىء ولا ينحل منه شىء، }وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ{ أي لا
نظير له بوجه من الوجوه.
فلما انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم من قراءتها. قال: "هذه صفة ربي"، رواه البيهقي في الأسماء والصفات.