جميل بثينة ( ؟ - 82هـ ، ؟ - 701م). جميل بن عبدالله بن معمر بن الحارث،
من حَرام من بني عُذْرة. من شعراء القرن الأول في العصر الأموي، وزعيم مدرسة الغزل
العذري في الشعر العربي. وُلِدَ في مرابع قومه من بني عُذْرة في وادي القُرى. نشأ
كما نشأ أترابه من أبناء البادية، يشتغل بالرعي والانتقال. نظم الشعر في بعض أغراضه
كالمدح والهجاء حتى لقي هُدْبة بن خشْرَم، فصار راوية له وأخذ عنه الشعر. أما شهرته
العريضة، فكانت مع بداية علاقته ببثينة واشتهاره بها.
كان وسيمًا بارع الجمال، يعتني بمظهره وملبسه ويبالغ في ذلك أشد المبالغة، وكان
شجاعًا فارسًا. أوقعه حب بثينة في مواقف التحدي لأهلها، فنجح أكثر من مرة في الوصول
إليها والحديث معها. تعلق بحبها وخطبها فحُرِم منها، وزُوِّجت رجلاً من قومها اسمه
نُبَيْه فلم يزده ذلك إلا حبًا وهُيامًا بها، وبادلته شعورًا مثله. وكانت تلقاه
وتسمع شعره، حتى شكاه أهلها إلى السلطان، فتوعده بإهدار دمه إن هو عاد إلى ذلك،
فعبر عن حرمانه بفيض نفسي ملأه بالمعنى المباشر لوصف علاقته وحبه لبثينة. واتخذ
بساطة المعنى سبيلاً إلى قلوب سامعيه، فابتعد عن التكلف والتفنن في العبارات والجمل
والأوصاف. ويعكس شعره الصورة الكاملة للخصائص الفنية والسمات الفكرية لمدرسة الغزل
العذري. انظر:
الغزل.
وضعه ابن سلام في الطبقة الخامسة من شعراء الإسلام. ومن أشهر قصائده العذرية،
تلك التي مطلعها:
|
ألا ليت ريعان الشباب جديدُ |
|
ودهرًا تولّى يابثين يعودُ
|
|
وفيها يقول :
|
وأفنيتُ عمري في انتظار نوالها |
|
وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديدُ |
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً |
|
بوادي القُرى إني إذًا لسعيدُ |
وهل أهبطنْ أرضًا تظل رياحها |
|
لها بالثنايا القاويات وَئِيدُ |
وهل ألقين سُعْدى من الدهر مرةً |
|
ومارثَّ من حبل الصفاء جديدُ |
وقد تلتقي الأشتات بعد تفرقٍ |
|
وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعيدُ |
|
|