قصة_ رنة تلفون تقتل أربعة..وتشعل نار الثأر بين أسرتين
حامد
شاب في العقد الثاني من العمر..ينتمي لأسرة متوسطة الحال..عرف عنه طيبته
وأخلاقه العالية..وأيضا أستقامته والتزامه بأداء الصلوات الخمس في جامع
القرية بأوقاتها المحددة.
في أحد الأيام..ذهب حامد إلى أداء صلاة الظهر في مسجد القرية الذي بناه قبل
فترة من الزمن أحد أبناء القرية المغترب في خارج الوطن..وإلى جانب هذا
الشاب كان المسجد يحوي الكثير من المصلين..وبينما هم في أنتظار أمام الجامع
كي يقيم الصلاة..صدرت من تلفون
أحد الشباب المتواجدين داخل المسجد رنة مكالمة أثارت أستياء المصلين..ومن
بينهم الشاب حامد..الذي لم يستطيع السكوت على ذلك الأزعاج..فأعترض على رنة
التلفون وانتقد صاحبها بشدة..
لم يكن صاحب التلفون الذي صدرت منه تلك الرنة أحد الأشخاص العاديين أو
البسطاء..من يتقبل النصيحة ويتفهم الانتقاد بصدر واسع..وأنما كان أبن
المغترب الذي بنى هذا المسجد..وعرف عن هذا الشاب..الكبر والاستعلاء على
المواطنين البسطاء..نظرا" لثراء والده..فلم ويقبل هذا الشخص الانتقاد شديد
اللهجة الذي وجهه له حامد على رنة التلفون ورد عليه قائلا" بأن المسجد
مسجده مهددا" إياه بالقتل إذا دخل المسجد مرة ثانية.لم يأخذ حامد أو أي المصلين تهديد هذا الشخص لحامد على محمل الجد..فليس من
المعقول أن يقدم أحد على قتل شخص لأنه ذهب ليصلي في مسجد أنشئ لهذا
الغرض..وظن الجميع أن التهديد كان فقط لمجرد رد الاعتبار في ذلك الوقت وأن
الأمر أنتهى بمجرد الخروج من المسجد..ولم يعرف أحد من أسرة الشاب حامد بما
دار في الجامع وقت صلاة الظهر.
سويعات قليلة مرت حتى أعلن المؤذن وقت صلاة العصر..فذهب حامد كعادته إلى
نفس المسجد لأداء صلاة العصر جماعة وبعد انتهاء الصلاة وأثناء خروجه من
المسجد فوجئ بصاحب.."الرنه" ومعه أخرون ينقضون عليه بالضرب والطعن حتى فارق
الحياة..
وتم ضبط الجناة في ذلك الوقت واحالتهم إلى النيابة..وسلم أهالي المجني عليه
القضية للجهات الأمنية والقانون لاتخاذ الإجراءات الصحيحة والقانونية في
التحقيق مع الجناة ومحاكمتهم..غير أن الطرف الآخر في هذه القضية وهم أهالي
الجناة لم يرتضوا بذلك..ولم يقبلوا بأن يسجن أبناؤهم ويحاكموا بسبب أنهم
قتلوا أحد أبناء القرية البسطاء..وقرروا الانتقام من أسرة الشاب المجني
عليه..
وبعد مرور عدة أشهر على مقتل حامد وضبط الجناة..قام أحد أهالي الجناة ومعه
عدة أشخاص بعمل كمين مسلح على الطريق..وانتظروا مرور عم المجني عليه وأبنه
وأبن أخيه وأطلقوا عليهم وابلا" من الرصاص..فاردوهم قتلى على الفور..
وبسبب رنة تلفون اشتعل الثأر بين الأسرتين كلن يحاول النيل وقتل الآخر..وبدورها الدولة لم تقف متفرجة بل حركت قواتها لإلقاء القبض على الجناة لينالوا جزاءهم.