خطوة .. خطوة نحو الهاوية !!!
كلماتها الطيبة كانت تستحوذ على مشاعر تلميذاتهاالصغيرات ، فينصتن لها وهن غارقات في التفكير بتلك العبارات الجميلة التي تأخذبالألباب والعقول . كانت تزداد يوما ً فيوم .. وكانت التلميذات يزددن بها إعجاباًوحبا ً .. وظلت على هذا الحال إلى حين .
خرجت يوما ً للسوق لشراء حاجة ملحة .. لم يكن معها أحد ، وذلك على غير عادتها .. ظنت أن الأمر هين لن يؤثر عليها بشيء .. قالت في نفسها : إنها حاجة هينة لا بد أن أقضيها ولا حاجة لاصطحاب ولي الأمر .. ومضت تسير بين الناس الذين انتشروا في السوق هنا وهناك .. فوجئت بشاب يقبل نحوهاويلقي عند قدميها ورقة .. توقفت عن المسير والتفتت يمينا ً ويساراً فلم تر أحداًقريباً منها .. فكرت بالأمر .
ترى ما الأمر ؟ هل آخذ الورقة أم أتركها وأمضي ؟ . لابد من أخذها ليعرف والدي بالأمر .
انحنت والتقطت الورقة وولت راجعة أدراجهالمنزلها .. كن عليها أن تؤدي بعض الأعمال في البيت .. وانشغلت بأمور جعلتها تنسىأمر الورقة .. ولم يعلم والدها الذي كان يثق بها تماما ً بأمر الورقة .
مرتالأيام دون أن تفطن للورقة .. وفي يوم من الأيام أرادت أن تخرج شيئاً من ثوبهافعثرت على الورقة .. تذكرت أمر الشاب في السوق .. أرادت أن تخبر والدها ولكنهاترددت .. أخذت تفكر وتحدث نفسها بأمر هذا الشاب .
وماذا علي لو كلمته ونصحتهووعظته عن طريق الهاتف .. من يدري لعل الله يكتب له الهداية على يدي .. إنها أمنيةأتمنى أن تتحقق .. هذا عمل طيب يرضي الله .. لا بد أن أنصحه فالدين النصحية . ورفعتالسماعة واتصلت بالرقم الذي وجدته مكتوبا ً في الورقة . فوجئت بكلمات الترحيبوالوله من قبل الشاب المراهق الذي انتظر هذه المكالمة بفارغ الصبر .. حدثته بطريقةلم يتوقعها ..وعظته ونصحته .. استمع لنصحها وأخبرها بأنه نادم على ما فعل وأنهمتأثر جدا ً بكلامها .. طلب منها هاتفها ليسألها عن أشياء قد يحتاج معرفتها منهاحول التوبة والإيمان .. وقعت الفتاة في الشرك وأعطته رقم هاتفها .. وظنت أنه عرفخطأه بهذه السرعة .. وأنه ينوي التوبة بصدق .
أخذ يتصل بها بعد ذلك ويناقشها فيبعض الأمور ، وتبادل وإياها الحديث الذي كان يتخلله في بعض الأحيان نكت وطرائفوضحكات .. واستمر الحال وتحول الحديث إلى أسئلة عن الأحوال والرغبات والأمنيات .. وشيئاً فشيئاً انقلبت الأمور ، ولانت الفتاة ، وخضعت لوساوس الشيطان ، وبدأت تضعفحتى غدت فريسة للكلام المعسول وعبارات الحب والود والصداقة .
وتطور الأمر حتىوافقت الفتاة على الخروج من المنزل للقاء الشقي في أماكن عدة .. وأصبحت رهينة لهبعد تصويرها وتسجيل كلامها والإيقاع بها وممارستها الفاحشة والموبقات ... وانتهىأمرها بالفضيحة .
وهكذا تبدأ المسيرة خطوة .. خطوة نحو الهلكة في درب الشيطان .. إنه الاستدراج الذي لا ينتبه له كثير من الناس .. وإنه التهاون في أمر المعصيةوالفهم الخاطئ لمبدأ النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
..........
سعيد القحطاني
كتاب فتياتوالذئاب – محمد بن صالح –