هل صحيح أن الله لا يؤاخذ العبد بكلام النفس؟

السؤال:

أنا - غلطت غلطة كبيرة - في حق ربنا أشعر أن الشيء الذي قلته يجعلني أكفر به سبحانه. ولا أعرف ماذا يفعل بي ربي أخاف الموت وربي يعذبني بسبب هذا القول.أنا كنت ف
ي حالة نفسية سيئة جدا وبعد قولي استوعبت ماذا قلت وكأني كنت خارج وعيي. بالله هل صحيح أن الله ما يؤاخذ العبد بكلام النفس؟


الجواب:
ما دام أن الذي قلتيه حديث نفسي فلا حرج عليك، ولا بد من التوبة والاستغفار والاستعاذة بالله من وساوس الشيطان، واقرئي قوله تعالى: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم" واستغلي وقتك بما ينفعك من قراءة للقرآن أو الكتاب النافعة.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أما بعد والله المستعان ،فأشكرك جزيل الشكر على شجاعتك في طرح هذه المعضلة وأهنئك وأقول لك إن الإعتراف بالذنب أول الطريق للتوبة إلى الله عز وجل،وعليك الإحتراس جيدا من أفكارك وما تحدثين به نفسك لأن الله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولا تخفى عنه خافية ويجب على الإنسان أن يملأ وقته بذكر الله عز وجل ذكرا كثيرا حتى يقال مجنون، بهذه الطريقة فوالله حتى في اللحظة التي يكون الإنسان فيها غضبانا جدا جدا فلن ينطق أبدا بما يغضب الله أو حتى تحدثه نفسه بمعصية لأن في هذه اللحضة يصبح الإنسان خاضع لما هو متعود عليه وكل إناء ينضح بما فيه فإن كان خير نطقنا به وإن كان شر نطقناه، فهناك من يمشي ويردد أغنية لمغني يحبه وهناك من يمشي ويذكر ربه فشتان بين الإثنين حتى في لحظة الغضب فنسأل الله السلامة ونعوذ به من الغضب، وأحب أن أذكر نفسي وإياك بأن كثرة التفكير في شيء قد تقود إلى العمل ، أو هي على أقل الأحوال تشغل الإنسان عن التفكير فيما ينفع ويفيد ، وقد كان علماء الإسلام ينادون بإصلاح الخواطر ومجاهدة الأفكار الرديئة لما تؤدّي إليه من التدرّج الخطير والمُرْدي ، كما قال طبيب القلوب ابن القيّم رحمه الله : دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة ، فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة فإن لم تدافعها صارت فعلا ، فإن لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها . الفوائد لابن القيم ص: 33