تاريخ الطب البيطرى
إن
المتجول في التراث العربي الزاخر والمشرق تبهره علامات مضيئة وفنون وعلوم
أبدع فيها العرب إبداعات عظيمة فكانت هي التي تحمل مسمى الإنتاج العلمي
للحضارة العربية - فلقد أبدعت الحضارة العربية فى مجالات كثيرة وكان
انعكاسا لهذا مستوى المؤلفات والكتابات فلقد ترك المؤلفون فى هذه المجالات
كتابات قيمة وخاصة فى المجالات العلمية - فى الزراعة - فى الزراعة
والكيمياء والفلك والطب والصيدلة وبجانب هذه المجالات أبدع العرب إبداعا
عظيما فى مجال هام جدا وخاص بنا نحن معشر الأطباء البيطريين ألا وهو مجال
الطب البيطري - نعم مجال الطب البيطري .
فالطب البيطري فى التراث العربي ويا للأسف غفل عنه العرب المعاصرون أيما غفلة وهو يجب أن لايهمل .
فكيف
نهمل مجالا أعطى فيه تراثنا العربي عطاءا عظيما وبحق يفوق كثيرا من
المجالات الأخرى - هذا المجال - لم يلق حظه من إلقاء الضوء عليه وتعريف
الناس والمجتمع والعالم به . كيف نهمل الطب البيطري فى تراثنا العربي وقد
ترك فيه الأقدمون كتابات ذاخرة وثرية مليئة بالعلم والمعرفة والجهد والبحث
والدراسة والدقة والروعة والجمال . فلقد اعتادت الأمم أن تلقى الضوء على
أجمل وأقيم ما فى تراثها والطب البيطري من أجمل ولقيم ما خلف لنا العرب
والمسلمون من حضارة علمية فكيف نهمله أو ننساه أو نتناساه .
فلقد كان
الطب البيطري مهنة ودراسة النابهين من العلماء سواء أكانوا فقهاء أو محدثين
لغويين - أطباء - جراحين - أمراء - ملوك - ساسة . نعم كل هؤلاء تركوا لنا
تراثا بيطريا جميلا ورائعا فالطب البيطري أغرى كل رجالات المجتمع العلمي
بالكتابة فيه . والتراث البيطري ليس بمنفصل عن التراث العربي فهو يواجه نفس
المشكلات :
1. فقد جزء هام وكم كبير من هذا التراث يحتاج إلى مجهود للبحث عنه وتعقب نظامه .
2. جمع صور لهذا التراث من مختلف مكتبات بلدان العالم وهى ما بين مكتبات خاصة وعامة - وانجاز هذا فى أسرع وقت ممكن .
3. عمل صيانة دورية لما هو محفوظ فى مكتباتنا .
4. البحث عن الكتابات البيطرية فى بطون كتب أخرى غير الطب البيطري مثل كتب الأدب والتاريخ وغيرهما .
5. أن يكون فريق البحث من تخصصات مختلفة من لغة وآداب وتاريخ وآثار ولغات شرقية ولغات قديمة وأطباء بيطريين .
6. تحقيق هذه المحفوظات البيطرية وشرحها.
فالتراث
العربي رائع من حيث النوع وضخم من حيث الكم . فلقد أحصى الفيكونت دى طرازى
المتوفى سنة 1357 هـ عدد المكتبات العربية فى العالم فبلغت نحو آلف
وخمسمائة مكتبة يقدر ما فيها من كتب عربية بنحو 262 مليون ما بين مخطوط
ومطبوع إحصاء سنة 1948 م . فالحضارة العربية هي حلقة الوصل ما بين
اليونانية القديمة واللاتينية الحديثة . فالرومان وهم ورثة الحضارة
اليونانية لم يفعلوا شيئا يقول البارون كلارادوقو : أن الميراث الذي تركه
اليونان لم يحسن الرومان استغلاله أما العرب فقد عملوا على تحسينه وإنمائه
حتى سلموه للعصور الحديثة .
والحق يقال أن العرب أفادوا من حضارة
اليونان لكنهم لم يكونوا مجرد ناقلين بل كانوا يفحصون ويدققون ويحذفون
ويضيفون ولم يكن تعاملهم قاصرا على التعامل مع الحضارة اليونانية بحسب بل
تعاملوا مع الحضارات المختلفة الأخرى . وكان لهم ضارتهم التى أخذوها من
تعاليم الإسلام بحثه على طلب العلم وفضل العلماء فكانوا وبحق مبدعين وخاصة
فى مجال الطب البيطري .
لأن الحيوان كان يمثل الركيزة الأساسية لحياة
العربي الأول فبلادهم صحراء مهنة الرعي ومنهم والتجارة وبيع الحيوان
اقتصادهم وهو عماد حياتهم فمنه الطعام من لبن ولحم ومنهم السكن من الخيام
ومنه الملبس وعليه يقومون بالحرب لحماية القبيلة وفيه رياضتهم بالخيل
والإبل سفينة الصحراء وما إلى ذلك فكان الحيوان المستأنس هكذا شأنه والوحشي
. درسوا طباعه لحماية أنفسهم وحيواناتهم الأليفة منه فكتبوا فيه أجمل
الشعر وسطروا أروع الكتابات الأدبية . وأدلوا فى علوم الطب البيطري كما لم
يدل غيرهم .. فكانت الكتابات البيطرية فى التراث العربي ذاخرة وقوية من
أقصى بلاد الأمة الإسلامية إلى أقصاها.. ولقد كتبوا فى مختلف فنون البيطرة.
فلقد كتبوا كتبا عامة فى الحيوان نذكر منها على سبيل المثال :
· كتب الحيوان للجاحظ - أبو عبيده معمر المثى والدميرى وابوجعفر والقنزويلى .
· كتب فى الطير للحجاج بن حثيثة - أبو عبيد بن القاسم الهروى.
·
كتب فى الإبل مثل أبو زيد سعيد الانصارى وهناك كتب فى الحيات والعقارب
والذباب والجراثيم وكتب الأصمعي فى الوحوش . وهناك كتابات كثيرة فى الوحوش
مثل النمر والثعلب والذئاب كتب فيها سهل بن هارون وأبو عبيد القاسم .
وكتبوا أيضا فى الصيد :
· كتاب البزاة والصيد لابى دلف 226 هـ .
· كتاب الصيد والجوارح للفتح بن خاقان 247 هـ .
· كتاب الطرد لإبن أبى طاهر طينور 280 هـ .
· كتاب الجوارح والصيد بها لاحمد بن الطيب السلاخى 286 هـ .
· كتاب الجوارح والصيد لابن المعتمد 296 هـ .
وكثيرا فى الفروسية مثل كتابات :
· محمد بن يعقوب بن أخي خزام .
· زين الدين عبد القادر بن احمد بن على الفاكهى وكتابه " مباهج السرور والرشاد فى الرمى والسباق والصيد والجهاد " .
وهناك علم لم يسبق العرب فيه أحد ولم ينافسهم أحد وهو علم "أنساب الخيل" مثل كتاب :
· انساب الخيل فى الجاهلية والإسلام - هشام بن محمد بن السائب الكلبى 206 هـ .
· أسماء الخيل - أبو عبيد معمر بن المثى التيمى 209 هـ .
· أسماء خيل العرب وفرسانها - ابو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي 230 هـ
· " " " وأنسابها وذكر فرسانها : محمد بن العربي الملقب بالأسود الفندجاى 431 هـ .
· الحلبة فى أسماء الخيل المشهورة فى الجاهلية والإسلام - محمد بن كامل الصاجى التاجى 697 هـ .
أما ما كتب فى الخيل فهو كثير :
· الخيل - النفر بن شميل 204 هـ .
· الخيل - قطرب 206 هـ .
· الخيل - أبو عمرو الستيانى 206 هـ .
· الخيل - محمد بن المثنى البصري 209 هـ .
· كتاب الفرس - ابو عبيدة معمر بن الححسنى 209 هـ .
· كتاب صفة الخيل - ابوعبيدة معمر بن الحسنى 209 هـ .
· كتاب الخيل - ابوعبيدة معمر بن الحسنى 209 هـ .
· كتاب خلق الفرس - الأصمعي 215 هـ .
· كتاب الخيل - عبدالملك الأصمعي 216 هـ .
· كتاب الخيل - ابو عبد الرحمن محمد بن معاوية 228 هـ .
· كتاب الخيل - ابن الأعراب 231 هـ .
· كتاب الخيل - أبو نصر احمد بن هاشم 231 هـ .
· عمرو أمين أبى عمرو الشيعانى 231 هـ .
· كتب فى الخيل - التوزى 233 هـ .
وغيرهم وغيرهم كثير .......
وكتبوا فى البيطرة :
· مختصر البيطرة - ابن الاحنف 605 هـ
· البيطرة الروحية - يعقوب بن اسحق المحلى 605 هـ
· المغنى فى البيطرة - الملط الأشرف 691هـ
· فصل الخيل - للدمياطى 705 هـ
· كامل الصناعتين ابن البيطار 741 هـ
· التذكرة فى معرفة البيطرة - للسلطان على المؤهة العشان 764 هـ
وكتبوا فى البيترة : وهو علم يتعلق بطب الطيور الجارحة
· البترة لإبراهيم البصري
· البترة اسحق الكندى
· البترة محمد بن عبدالله بن عمر البازيان
· البترة مهدى بن احرم
· البترة القطريف بن تداقه الفساى
· البترة ادهم بن مريز الباهلى
· البترة عيسى بن حسان الاسدى
· البترة كشاجم
بل وكتبوا أيضا فى بعض من أجزاء جسم الحيوان وكذا منتجاته :
· كتاب الخف وكتاب السرج لابى عبيدة معمر بن المثنى .
· كتاب اللبن واللبن لابى تريد الانصارة .
منقول