مرض الفصام
د. محمود جمال أبو العزائم
مستشار الطب النفسى
الفصام من اكثر الأمراض إعاقة للشباب
الفصام
مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك،
ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي
والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم
الحقيقي.
ويعتبر مرض الفصام من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب
الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة
والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة , وليس
فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلا بطريقة ما ،
ومعاناتهم لا تقاس حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل
واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون
الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد
طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى
الواسع… ويكوّن مرض الفصام 10% من نسبة المعاقين في المجتمع وثلث عدد
المشردين بدون مأوى.
حقائق:
الفصام هو مرض من أكثر الأمراض إعاقة للشباب
الفصام عادة يصيب الصغار أو الشباب ما بين سن 16 - 25 سنة
من الممكن ظهور المرض في سن النضوج ولكن البداية تكون أقل بعد سن الثلاثين ونادرا بعد سن الأربعين.
وهناك نوع في الطفولة ولكنه نادر ومن الممكن أن يوجد في الأطفال الصغار من سن الخامسة
الفصام من الأمراض الشائعة :
المرض موجود في كل العالم ويصيب كل الأجناس وكل الطبقات الاجتماعية.
المرض يصيب واحد من كل مائه فرد على مستوى العالم
الكل معرض للإصابة بالمرض
الفصام يصيب الرجال والنساء بنسب متساوية:
-بالنسبة للرجال فأن سن الاصابه يكون بين 11 إلى 20 عاما
-بالنسبة للنساء فأن سن الاصابه يكون متأخرا بين سن 20 إلى 30 عاما
كلنا يتأثر بالمرض !!!!
حوالي 8% من الأسرة بالمستشفيات تشغل بالمرضى وهذه النسبة اكثر من نسبة أى مرض آخر
- هناك خسائر أخرى بسبب المرض ولا يمكن حسابها مثل المشاكل والصعوبات الفردية والأسرية التي تعاني منها أسرة المريض الفصامي.
ما هو مرض الفصام :
هناك
أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه
" مجموعة من التفاعلات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور
في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة
والسلوك" . وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام ،
ولذلك فأن الفصام يبدوا مرضا مركبا.
ولكن الشيء الواضح أن الفصام
مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشىء الحقيقي والغير حقيقي أو
الواقعي وغير الواقعي ، وكذلك فان الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان
الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.
وبإعطاء الدعم المناسب فأن
الكثير من المرضى الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض
ويؤدى ذلك إلى حياة معقولة ومريحة ومنتجة0
الفصام هو :
مرض يصيب المخ
يتميز بأعراض مرضية خاصة
يتصف باضطرابات فكرية شديدة
يعالج دائما بالأدوية
إذا لم يعالج يؤدي إلى تدهور بالشخصية
ما هي أسباب الفصام ؟؟؟
حتى
الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة
في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون على أن أجزاء كثيرة من المتاهة
المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :
العوامل الكيمائية
المرضى
المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك
اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا
العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في
إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من
حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة ، وقد
ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو
الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة " الدوبامين " وقد
وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض
الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات
الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد
كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف
الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين
والسيروتونين والنورادرينالين .
الفصام والمناعة الذاتية :
نظرا
للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة
الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة
ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين
حالات اشتداد المرض وحالات التراجع ، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة
بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض
الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض
ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى
الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من
العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس -خاصة من النوع بطئ التأثير
-وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن
البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في
الظهور.
سريان الدم بالمخ :
باستخدام التقنيات الحديثة مثل
الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي
تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم
صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء
التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية
بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى
الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون
لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى .كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن
خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد
استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ
مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من
هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي …حيث تم التوصل إلى أن المنطقة
المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي
الاستعداد الوراثي :
لاحظ
علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة ،ولكن يوجد
أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل
العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام
في حوالي 1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام
فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى 3% أما إذا كان أحد الوالدين
يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10% ، أما إذا كان الوالدين
يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلى حوالي 40 % .
التوتر والضغوط النفسية :
الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.
إساءة استخدام العقاقير :
الأدوية
" وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض
الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في
المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد
الأصحاء.
النظريات الغذائية " النظريات المرتبطة بالتغذية "
بينما
التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضى فأنه لا يوجد دليل على أن نقص
بعض الفيتامينات يؤدى لمرض الفصام . والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من
الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها ، وتحسن بعض المرضى أثناء تناول
الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس
الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن
هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفى بصورة تلقائية أيا كان العلاج
المستخدم .