لماذا أتواصل مع الآخر؟
في الحقيقة الإنسان دون علاقات اجتماعية ميت يمشي على الأرض... التواصل
يعني الحياة، فإن كان ناجحاً كانت حياة سعيدة... ونحن نريده نجاحاً ونريد
حياة سعيدة..
· نبدأ مع الدوافع الإنسانية الإيجابية للتواصل:
· التشارك بالمعرفة.
· اكتشاف الذات.
· التعرف إلى الآخر.
· المساهمة في بناء مجتمع سليم.
· تحقيق الأهداف.
· تداول الأفكار.
· اكتساب الخبرات.
· أولاً التشارك بالمعرفة:
مهما بلغ الإنسان من رتبة علمية ومعرفية، فإن معرفته هذه إلى نضوب ما لم
يتشارك بها مع الآخرين، بل إنها تصبح جوفاء لا معنى لها إذا ما بقيت حبيسة
صدر صاحبها لها كالكنز الصدئ، والعكس صحيح.
فكما أن الفرد يحتاج إلى تصدير معرفته، يحتاج إلى رفدها بمعارف الآخرين
وعلومهم... حكمة الكبار، علم العلماء، مشاركة الزملاء، نصائح القادة.... بل
وربما تصلك معلومة من طفل صغير تُذهل لغيابها عنك!
لا تستهن بأي نوع من أنواع المعرفة من أي مصدر جاءتك. طبعاً نحن لا نقول أن
"تتقبل" أي نوع من أنواع المعرفة، ولكن أن تحصل عليها، ثم تحاكمها على محك
مبادئك، وهذا طبعاً موضوع آخر له بحثه الخاص.
إثراء المعرفة إذاً يعتبر واحداً من أهم نتائج التواصل الإنساني.
أنت تبدأ بتكوين إرثك الثقافي والمعرفي والمهني من خلال الكتب والمراجع
العلمية والمحاضرات والندوات، ولكنك في الحقيقة لا تُراكمه إلا من خلال
التواصل الحي والممارسة العملية لهذا الإرث.
جميع العلوم النظرية تبقى رهن النسيان ما لم يتم تفعيلها؛ وهذا ما سيؤول
إليه إرثك المعرفي ما لم تُفعّل ما تعلمته وتنخرط في تطبيقه فماذا يفيد أن
تتعلم الإدارة وأنت جالس في غرفتك بين الكتب والمراجع؟
جميع العلوم النظرية تبقى رهن النسيان ما لم يتم تفعيلها؛ وهذا ما سيؤول
إليه إرثك المعرفي ما لم تُفعّل ما تعلمته وتنخرط في تطبيقه سواء ضمن
مجتمعك الداخلي -مع أفراد عائلتك أو أصدقائك – أو مجتمعك الخارجي: زملائك
في العمل أو عمالك أو موظفيك (إن كنت رجل أعمال)، حتى مع نفسك، نفسك التي
من حقها عليك أن تكون أول المستفيدة من علومك ومعرفتك. من الذكاء بمكان أن
تحاول تطويع ما حولك واستثماره في تطبيق وممارسة علومك التي تتعلمها.
والمحاولات المتكررة، وإن كانت نتائجها تأتي متواضعة في كل مرة، ستشحذ
قدراتك فلا تلبث أن تجد نفسك وقد أصبحت إنساناً متمكناً...
كيف أكون ذكياً في تواصلي المعرفي؟
التراكم المعرفي لا يكون إلا من خلال التطبيق العملي للعلوم النظرية والتي
تتطلب بالضرورة التواصل الحي المباشر مع الآخر عندما تكون في طريقك نحو
تحقيق التراكم المعرفي عن طريق التواصل العملي المباشر، ستعترضك العديد من
المتاعب التي تغنيك عنها جلستك مع الكتاب أو المرجع.
فأنت في حوار إما مع مجموعة أو مع فرد وفي كلتا الحالتين أنت طرف والآخر
طرف، والعملية تفاعلية، لا يمكن أن تتكلم ويبقى الآخر صامتاً والعكس
بالعكس، كما لا يمكن أن تصدر منك إيماءة لا يتأثر منها الآخر، بمعنى أنك
يجب أن تكون مهيئاً لأفعال وردود أفعال.