تعرف على نفسك
الطريق
إلى معرفة العالم بأسره هو معرفة الإنسان لنفسه بما وهبه الله من قدرات
ومهارات عقلية و جسمية ، فإذا أراد الإنسان أن يكون ناجحا , فعليه أن يدرك
الطرق والوسائل للتعرف على النفس، وقدراتها قدر الإمكان ، وما يمتلكه من
نعم قدوهبها له الخالق عز وجل ،وهناك كثير من الحواس متعلقةبالنفس يوظفها
الانسان في حياته وعليه أن يعلم يقينا فيم يستعملها .
فهل شكوت مرة من
سمعك؟ هل تحافظ عليه كما تحافظ على الجوهرة الماسية اذا كنت تملكها؟، كيف
يستقبل الموجات الاهتزازية للأصوات الصادرة عن احتكاك الأجسام عبر الهواء
إلى الأذن بسرعة340م/ثا وتتحول بعد عبورها المطرقة والطبلة والسندان ، من
موجات ميكانيكية إلى موجات كهربائية.فما الذي تريده من سمعك ليخدمك به؟
فإذا التفت إلى المزعجات كنت الصخرة التي تتحطم بها وإذا عودت ولدك على حسن
الإنصات والاستماع والتهذيب في القول والعمل، بالإضافة إلى التقاط المعارف
والآداب والعلوم ، وحسن التواصل مع النفس والناس والحياة
هل تشكو من بصرك لاسمح الله؟هل تعرفت على درجات الرؤيا لكلتا عينيك؟ هل تعرفت إلى الطريقة التي يعمل بها البصر؟
تنعكس
على العينين موجات الضوء( الكهرومغناطيسية) بسرعة 300ألف كم/ثا بألوان
الطيف السبعة، مخترقة البؤبؤة والعدسة والسائل العيني، على الشبكة المكونة
من ملايين المخاريط والقضبان.
فما الذي تريده من عينيك؟ تلصصا لاقتناص
كل ما يؤذيهما، وتتبع كل ما يضرك ولاينفعك؟ أم تجعلهما مجهراعظيما يكشف لك
آفاق العالم والحياة من الذرة إلى المجرة.
هل يمكن أن نتصور أحوالنابدون
حاسة الذوق، فنتذوق الحلو والحامض والمالح والمر عبر عشرة الآف خلية
ذوقية؟ما الذي يمكننا اختياره من ثمار العالم ونباته بدونه؟أليس هناك أناس
ذواقة في الغرب مهنتهم الذوقّ؟ ويأخذون على ذلك أعلى الرتبات
وتتكون
حاسة اللمس من احتكاك الأشياء الناعمة بالأشياء الخشنة، والحارة ،
والبارد،واللطيفةاو المؤلمة، ولولاها لاحترقنا او تجمدناونحن لانشعر بذلك،
وبها يصافح الحبيب حبيبه والصديق صديقه، وتتقاطر الذنوب والآثام من
أصابعهما.
وتشعرنا حاسة الحركة والتوازن بتحر ك أعضاء جسمنا وعضلاته
ويحدث التوازن في الجسم أثناء السير والوقوف والصعود والنزول، وهذه الحاسة
موجودة في الأذن الداخلية.
والحدس حاسة يكتنفها الغموض ، ويشعر بها كثير
من الناس في بعض المواقف والأحداث، ويظهر الحدس لدى الإنسان فجاة بعد
نسيانه إسما أو شيئا طلبه بشدة ولم يتذكره، ويكشف به العلماء بعض القوانين
والحقائق، والعناية بمجمل الحواس وطاقات الإنسان قد تنعكس بالقوة الروحية
على هذه الحاسة.فهل يستطيع الانسان ان يدرك قيمة الحياة بدون هذه النعم .