يقين فتاة ككل الفتيات تعيش مع والديها وإخوتها تبلغ من العمر 17 سنة ، يقين فتاة ذكية و عفوية طيبة القلب، قلبها واسع يضم الصغير والكبير،فهي لا تسيء للكبير و لا تظلم الصغير، فكانت محبوبة من طرف الجميع،لكن الشخص الذي وقعت في حبه كان يحب فتاة أخرى،لم تخبره بأنها تحبه خوفا أن تخسره لأنه الهواء الذي تتنفسه و الحلم الذي تعيش من أجله،كانت لا تمر دقيقة عليها دون نطق اسمه،تتحدث معه وتتمنى لو كانت لها الجرأة اللازمة لإخباره،فقد خشيت أن يسخط عليها ربها فقررت أن تحبه في قلبها فقط، عاشت يقين حياة صعبة لكنها صابرة تنتظر أن يأتي الأفضل، فكانت تذهب كل صباح إلى المكان المفضل لديها طبعا الثانوية التي تدرس فيها لكي تلتقي صديقاتها و أساتذتها،مرت سنة على هذا الحال و جاءت سنة صعبة عليها هذه السنة مصيرية بالنسبة لها لأنه عامها الأخير و عامها المصيري يجب عليها أن تأخذ معدل كافي و جيد لتحقق حلم والديها و تدرس الطب أو لتحقيق حلمها بفتح عيادة، لأن هذا هو حلمها الكبير ، مرت السنة و جاء اليوم المنتظر لحظة إعلان النتائج فنجحت يقين وصديقاتها جميعا وحتى وسيم نجح معها و صعدا إلى كلية الطب مع بعضهما،وكانت كلما ابتعدت عنه اقترب هو، كان دائما يسألها عن الكبيرة و الصغيرة لأنه يعتبرها صديقته و أخته المقربة،في يوم من الأيام قرر وسيم أن يتزوج فأخبر يقين أن تخبر هاجر صديقة وسيم بأنه آت لخطبتها فحزنت يقين و فرحت في نفس الوقت لأنه سينسحب من حياتها كما دخل ، أخبرت يقين هاجر التي طار عقلها من شدة الفرح لسماعها الخبر و حتى أنها لم تشكر يقين بل رحلت، مباشرة لكن يقين تعودت على ذلك لأن كل الناس أصبحت لا تشكر خالقها فكيف لها أن تشكر عبادا مثلها، ذهبت يقين إلى المنزل و الحزن و الفرح يملآن قلبها فلم تكن تعرف هل هي حزينة أم تعيسة،عند وصولها للمنزل رن هاتفها إنه يوسف أخو وسيم، أخبرها بأن يوسف في حالة مزرية فذهبت مسرعة إلى الجامعة فوجدته يتألم من خيانة هاجر له فحزنت لحزنه و لترفع من معنوياته أخبرته أن ابن خالة هاجر هو الذي كان واقفا معه،ما لبثت بضع لحظات حتى أتى ذلك الشخص فدفع يقين لأنها تدافع على وسيم و ضرب وسيم ضربا مبرحا،جاءت الشرطة و أنهت المشاجرة فالتقت وسيم وراءه فوجد يقين متألمة لأن رجلها قد كسرت فأحس وسيم بحب يقين له، لأنها ليست المرة الأولى التي تتألم فيها لأجله بعدة مدة شفيت يقين ذهبت إلى المتجر وعندما اشترت الأشياء التي أرادتها تأهبت للخروج فجأة اصطدمت بشخص غريب و سقطت منها كل الأشياء التي اشترتها فنزلت لرفعها فوجدت أن هذا الشخص هو وسيم ، امتلأت عينيها بالدموع لكنها مسحتها طبعا كعادتها لكي لا يعرف وسيم بحبها،سلمت و خرجت مسرعة إلى البيت و هي فرحة مطمئنة على نبض قلبها، مرت سنة على يقين و مرت ثلاث سنوات على حبها لوسيم ، ولحد الآن ولا التفاته من وسيم ، قررت يقين أن تكمل حياتها بدون وسيم وقررت أن تلغيه من حياتها فأصبحت لا ترى إلى أمامها وإلى دراستها و عيادتها التي تحلم بحلها و إرضاء والديها و تنتظر الرزق من الله، مرت سنوات و فتحت يقين عيادتها و سمتها عيادة الأحلام بعد فتحها للعيادة أصبح يزورها كل من يحبها،في يوم من الأيام جاءها والدها و أخبرها بأن هناك خطاب عليها ،و أنه يريد أن يزوجها ليرتاح ،فوافقت على ذلك و قالت له اختر ما يرضيك أبتي، فجاء الخاطب و جاءت يقين لرؤيته و هنا كانت المفاجأة إنه هو وسيم من طلب يدها، شكرت يقين ربها و عاشت في سعادة و هناء مع الإنسان الذي أحبته و صبرت على فقدانه