ردود
فعل خاصة تتسم بها المراهقة أحيانًا تحكمها الانفعالات السريعة واللحظية،
وفي أحيان أخرى تحركها مشاعر متخبطة ترجع إلى قلة الخبرة، وعدم النضج في
ردود تلك الأفعال، فعندما يخطئ في حقها الآخرون تصر وتعمل جاهدة لرد الصاع
صاعين مستخدمة كل إمكانياتها في تحقيق ذلك، وتدبر المكائد والمصائد
للآخرين؟ سؤال توجهنا به للمراهقات: هل الكيد للآخرين إحدى خصال المراهقة؟
فبماذا أجبن؟
بداية تقول رحمة (18 سنة):´وهل المراهِقة مخلوق
فضائي؟ أم أنها قادمة من عالم آخر؟ إنها كغيرها من الآدميين لها طبيعتها،
وصفاتها التي تتصرف وفقًا لها، وبالتالي توجد مراهِقة تدبر المكائد، وتتصيد
للآخرين، وأخريات لا، ولكن ليست صفة يمكن تعميمها بشكل عام.
وكان
رأي زينب (20 سنة) على النحو التالي:´إنّ المراهِقة فعلاً تتصرف بانفعال
غير مدروس، وقد تقْدم أحيانًا على تصرفات، وتندم عليها فيما بعد، ولكن هذه
ليست القاعدة الأساسية، ورغم أنها فعلاً تحاول أحيانًا الثأر لنفسها،
وغرورها، وكبريائها من موقف ما بتدبير مكيدة، أو مقلب معين، ولكن سرعان ما
تعود وتندم، ومع مرور الوقت تصبح أقل انفعالاً مما كانت عليه من قبل.
أما سارة (17 سنة ونصف السنة) فقالت:´الأمر يعتمد على الفتاة نفسها، ويعود
بالدرجة الأولى لتربيتها، وما تعوَّدت عليه في المنزل، حيث تتأثر ردود
فعلها بما تراه بالمنزل، والطريقة التي يتصرف بها الأبوان اللذان تتعلم
منهما، وتتشكل بناء عليهما شخصيتها وتعاملها مع الآخرين.
بينما
اختلفت معهنّ شوق (18 سنة) بقولها:´الحقيقة أنّ بعض الفتيات بالفعل يتصرفن
وفق مبدأ الانتقام فيسخِّرن كل تفكيرهنّ في أذى شخص ما، وكيفية الانتقام
منه محاطات بصديقات يساندونهنّ في ذلك، ويبحثن معهنّ عن طرق مبتكرة في
الكيد وأذى الآخرين، وهنَّ في الغالب يرفضن أخذ مشورة الكبار، وطلب النصيحة
منهم.
وقد عبرت حنان (20 سنة) عن رأيها بقولها:´عندما كنت أصغر
من ذلك فعلاً كنت وصديقاتي نتفنن في تدبير المكائد والمقالب، خاصة لمن لا
نحب من الفتيات في سننا، ولكن بالفعل كلما مر الوقت، وكلما تعاملت أكثر مع
المجتمع والناس أحسست أنّ هذه الأمور مجرد مضْيَعة للوقت، ولا فائدة منها
بل على العكس فقد نؤذي بها البعض دون أن نقدر عواقب هذه التصرفات وتبعاتها.
وأخيرًا قالت خلود (19 سنة ونصف السنة):´المشكلة إنْ حدث ذلك يكون مبنيًا
على الأهل والصديقات، فإن لم تجد الفتاة القدوة الحسنة والمثل الأعلى في
التسامح، ومحبة الآخرين، ونشأت في منزل لا يؤمن بعدم أذى الآخرين، ومن ثم
جاءت صديقات بدون خبرة، وقد يكون الأمر لمجرد التسلية يدبرن مكائد لمن
حولهنّ، فالطبيعي أن تتبع الفتاة هذه اللحظات من السعادة بالنصر والسخرية
ممن كادت لهم، ولكن كما تقول والدتي عادة مع تقدم العمر ومرور السنوات سوف
نتعجب كيف أقدمنا على كثير من الأمور في شبابنا.