أيتها
الفكرة، أستحلفك بالله أن تأتى، أن تأتى قبل أن يجف المداد، قبل أن تصيب
بنانى الأوهان، فبل أن تضيعى فى محيط الأفكار، أن تذوبى فتغوصى فى بحر
الظلمات، أو تسقطى من بين أصابعى عند الإعتصار، أو تغيضى فى الرمال بين
الذرات.
أيتها المجنونة أرهقتنى من كثرة الركض وراءك، بالله عليك أن تتوقفى، و أن
تكونى كما تكونى، فقد .. أريدك لى، أن تصيرى معنى باقيا، ثم تكونى كما
تريدين، كونى نصا على الأوراق، أو لحنا ينسكب فى الآذان أو لوحة تسكن
العيون، أو أى شئ يملأ الوجدان.
فأنا فى إنتظار الشوق أحرقه، فتعالى لتطفئى شيئا من النيران، يبخل علىّ
القمر بأخواتك، فربما تظهرى إذا ماكان محاق، و أصاب الفكر من قبلك عقم، و
قد عزّّ عليك أن تكونى من الأفلاذ، و إذا إتخذتى معى الدلال وسيلة، فأنا فى
إشتياق حتى يمل منك الدلال