الحب
ما أجملها من كلمة!، وما أعذبها من لفظة!، فكم تحتاج النفس إليه، و كم
تتعطش القلوب له، هو نبض القلب وسعادة الروح، هو أروع وأنبل إحساس، فمن هذا
الذي لا يحتاج إليه؟ ومن هذا الذي يستغني عنه؟ ويأتي يوم الرابع عشر من
فبراير، ويقام الاحتفال بعيد الحب، ويتبادل الشباب والفتيات، الهمسات
واللمسات، والورد والقبلات، فهل هذا هو الحب؟قلنا للفتاة لا تصدقيه فهو
مخادع محتال، فأجابت في الحال، إن هذا محال، إنه ليس ككل الرجال، سنحقق
الآمال، ونتزوج في الحلال، ومرت الأيام والشهور الطوال والفتاة تبني
الأحلام و الآمال، فجاء البطل المغوار، وقال: حان الفراق واستدار، فبكت
الفتاة وقالت : ألم تعدني بالزواج؟فقال لها: هل صدقت المزاح؟، فصرخت الفتاة
وقالت:هل هذا هو الحبيب؟ هل هذا زوج المستقبل القريب؟ أنا حمقاء إنه
العار، لو كان حقا يحبني لكان علي يغار، فلو فعلت ذلك أخته لقال عيب وشنار،
كم نصحني الناس، فقلت في إصرار: إنه ليس ككل الرجال.ألم نقل لك لو كان حقا
يحبك، لذهب إلي بيتك، وطلبك من أهلك، فإن الزواج هو حصنك الحصين، وركنك
المتين.وقلنا للفتى هلم إلى الزواج، فقال بانزعاج: وما الذي يدريني، لعلها
ترميني، فهل تريدوني، أعيش في خوف وحيرة، وشك وريبة؟إن هذا محال، فقلنا:
لما كذبت، فقال: هي من شاءت، وجاءت، وأرادت، فقلنا: يا شباب الإسلام عار
عليكم عار، أن تخدعوا بنات دينكم الأبرار، بل كان عليكم أن تحفظوا الأخيار
من أذى الفجار.فهل هذا هو الحب؟
الحب في الإسلام
يا شباب الإسلام......يا فتيات الإسلام
إن الحب ليس حراما، ولكن أي حب، إنه الحب الطاهر حب الأزواج، حب قال الله فيه {وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الروم:21].حب قال فيه الله{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنّ}[البقرة:187]،فهيا
بنا لنعرف الحب النظيف الطاهر، حب النبي محمد لبنت الأطهار، ابنة صاحبه في
الغار، عائشة أم المؤمنين الأبرار، فقد كان لعائشة رضي الله عنها منزلة
خاصة في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –لم تكن لسواها، حتى إنّه لم
يكن يخفي حبّها عن أحد، وبلغ من حبّه لها أنه كان يشرب من الموضع الذي تشرب
منه، ويأكل من المكان، الذي تأكل منه، وعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله
عنه أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟، قال له : عائشة، وكان النبي – صلى
الله عليه وسلم – يداعبها ويمازحها، وربّما سابقها في بعض الغزوات، وكانت
تشرب فتعطيه الإناء فيتلمس مكان فمها ويشرب منه، وكان يتكئ على حجرها وهي
حائض مراعاة لمشاعرها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان بالليل سار
مع عائشة يتحدث.
يا شباب الإسلام........يا فتيات الإسلام
ماذا تعرفون عن عيد الحب؟ عيد القديس فالنيتين؟
عيد إله الحب الروماني الوثني، الذي أخذه منهم النصارى، الذين بدلوا دينهم،
وعصوا ربهم، أي حب هذا الذي يعرفه الأوربيون والأمريكيون، أي حب هذا الذي
يعرفه من يقتلون أبنائنا، ويذبحون شيوخنا، وينتهكون أعراضنا، ويمزقوا
أوصالنا، أي عيد هذا الذي تشاركون فيه من سب رسولكم، وانتهك حرماتكم، ورفع
الصليب على أرضكم، وسخر من عقيدتكم و دينكم، لا لأمريكا، لا لأوربا، لا
لأعيادكم، لن نسير وراء أساطيركم، نحن لسنا نصارى، نحن أبناء الإسلام ولنا
ديننا، لا لن نحتفل بعيد إلهكم وقديسكم، فإن لنا ربا إلها واحدا أحدا، لن
نخون ديننا، ونخون القدس و فلسطين والعراق، لا لعيد الحب وألف لا.
دعوة إلى الحب
يا شباب الإسلام ...... يا فتيات الإسلام
أدعوكم إلى الحب، الحب الدائم، حب ليس له يوم، بل حب كل يوم، أدعوكم إلى حب
الله الواحد الأحد الرحمن الرحيم الفرد الصمد، فهو أسمى حب، لا تقابلوا
نعمه بالمعاصي وجميله بالنكران، وتحتفلوا بعيد إله باطل، أدعوكم لحب رسوله
وإتباع سنته، لا تشاركوا من سبوه أعيادهم، أدعوكم لحب المسلمين، ومشاركتهم
في أحزانهم وهم يصرخون ويتألمون ويقتلون على يد من تحتفلون بأعيادهم،
أدعوكم إلى حب الإسلام، وحمل هم الدين ونصرته والشريعة ورفعتها، أدعوكم إلى
حب الأهل، إنها دعوة مني للحب والسعادة، أدعوكم أن نكون جميعا قلبا واحدا،
يدا واحده، نتقاسم الأفراح، إذا اشتكى منا أحد يجد الجميع جواره، يشاطره
أحزانه، قولوا لأمريكا وأوربا: يا من دنستم معنى الحب، لا لعيد الحب.