الاكتئاب اعتلال عقلي خطير، يعاني الشخص فيه فترات طويلة من الحزن، والمشاعر السلبية الأُخرى.كما تعني كلمة اكتئاب، وضعًا نفسيًا عاديًا ينطوي على الحزن أو الأسى، أَو خيبة الأَمل، أَو الوحدة التي يمر بها المرء أَحيانًا. وتبحث هذه المقالة في الاكتئاب، على أَنه اعتلالٌ عقلي.
قد يشعر المكتئبون بالخوف، أو الإثم، أو العجز، وكثيرًا مايبكون، ويفقد العديد منهم، اهتمامه بالعمل والحياة الاجتماعية. وتنطوي حالات متعددة من الاكتئاب أيضًا على آلام أَو إعياء، أَو فقدان للشهية، أَو أعراض جسدية أخرى. ويحاول بعض المرضى المكتئبين، إلحاق الأذى بأَنفسهم، أو حتى الانتحار. وقد تحدث فترات الاكتئاب، بمعزل عن غيرها، أَو تتعاقب مع فترات من المس، أو الهوس وحالات من الفرح المفرط، والنَّشاط الزَّائد في اعتلال يسمى الذهان الاكتئابي المَسِّي.
ولايفهم الأَطباء النفسانيون أسباب الاكتئاب تمام الفهم، ولكنهم يطرحون نظريات متعددة، إِذ يعتقد بعضهم، أَن الاكتئاب يتبع فقدان قريب، أو صديق، أو وظيفة، أو هدف غالٍ.كما يرى الكثير، أَن التجارب التي تحدث أَثناء الطفولة الأولى، قد تجعل بعض الناس معرضين، بصفة خاصة، للاكتئاب في المراحل التالية من حياتهم.
وطبقاً لنظرية أُخرى، فإن اضطرابات في كيمياء الدِّماغ، تحدث أثناء الاكتئاب. لأن خلايا الدماغ متصلة مع بعضها بعضًا، فتطلق مواد كيميائية، تسمى المرسلات العصبية. ويرى بعض الخبراء أَن مرسلات عصبية معينة، تعاني من قصور في نشاطها أَثناء الاكتئاب، وتصبح مفرطة النشاط، أَثناء نوبات المس. وقد تعزى هذه التغيرات في كيمياء الدماغ إلى اضطرابات في التوازنات الداخلية للجسم.
وتشمل معالجات الاكتئاب، التنويم في المستشفيات، والعلاج النفسي، والعلاج بالمواد الكيميائية (الأدوية) وبالصدمات الكهربائية. والتنويم علاج مهم لمرضى الاكتئاب الذين يشكلون خطرًا على أنفسهم. أَما في العلاج النفسي، فيحاول الطبيب النفسي أن يفهم: 1- أَحداث الطفولة التي تجعل المريض عرضة للاكتئاب، 2- الأَحداث التي سبقت الاكتئاب الحالي للمريض. وتساعد العقاقير المُسماة مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات أَكثر من ثلثي مجموع مرضى الاكتئاب الشديد. وأما كربونات الليثيوم فهي دواء يستخدم في معالجة المس الاكتئابي، بينما لا يستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية إلا في حالات المرضى الذين لايستجيبون للمعالجات الأُخرى.