(القراءة بحر لاساحل له)، هذا ماكان عليه شعار ملتقى الإبداع الفكري في دار الحافظات (46) التابع لمسجد الصحابة بجدة، ملتقى يدعو للعودة بنا للقراءة نحن أمة الإسلام والعروبة وأمة اقرأ وأهل لغة الضاد، وأول من فتح الجامعة الإسلامية بالأندلس والتي كان الغرب آنذاك يتهافتون على دخولها رغبة منهم في تعلم اللغة العربية وعلوم أهل الإسلام، ملتقى يدعو للابتعاد عن البكاء على أطلال هذا الماضي ومجرد ذكرها والافتخار بها ولكنها حافز لنا للعودة، يدعو للنهوض من جديد بعد سبات عميق دام آلاف السنين سبقتها قرون من المجد والازدهار العربي الإسلامي
وبطريقة مرحة ومسلية ومتنوعة تنتقل من ركن لآخر لا تجلب الملل وقد تصاحبك الدهشة في كل معلومة تحصل عليها من إحصائيات مخزية عن معدلات القراءة ومشتريات الكتب وارتداد المكتبات مقارنة بالغرب!! وعن المعلومات المنسية التي أزال هذا الملتقى الرائع الغبار عنها وصقلها من جديد، وطريقة الدعوة إلى القراءة وأهمية الكتاب وكيفية انتقائه واختيار الوقت والمكان المناسبين للقراءة للحصول على أكبر قدر من المعلومات المفيدة من كتاب موثقة فيه المعلومة ومنسوبة لكاتب معروف ودار نشر وبه مصداقية مكتسبة من كاتب صادق سواء كان سياسيا أو ثقافيا أو أدبيا.. وهذا مايتميز به الكتاب عن معلومات النت، والتي اتضح حاليا ثبوت كثير من المعلومات الخاطئة فيها والتي يتلقاها القارئ بجهل!!.
تميز هذا الملتقلى أيضا بوجود عضوات فعالات مثل الأستاذات: إيمان الغامدي وبدرية الحارثي وعفاف حداد فهن أجدن التنسيق والحوار والاستقبال.
لم يخل الملتقى من وجود بعض المسابقات وعروض البروجكتور الهادفة، وركن الحكواتي وهو الأروع.
أذكر أنه قد انتابتني( غيرة ) عندما ذهبت لأوروبا لأجد الناس في كل مكان أثناء الانتظار في محطات المترو وفي الملاهي والحدائق والمطاعم والمقاهي والمستشفيات يملؤون أوقات فراغهم بقراءة كتاب لا يفارق حقائبهم!!.
نحن أمة اقرأ ما أحوجنا للقراءة بدلا من قضاء الوقت في الأسواق والمكالمات العقيمة ومقابلة شاشات النت والتلفاز والجلوس في المقاهي في كل حين وساعة.. تحية من الأعماق لدار الحافظات وماقدمنه على مدى ثلاث أيام متواصلة للسمو بأهداف القراءة والحث على العودة للكتاب.