يامن تريد سعادة الدارين "الدنيا والآخرة" وترجو النجاة من الأخطار، اعرف كيف تحفظ ربك بتقواه وطاعته، اعلم كيف تحفظ جوارحك التي هي من نعمه سبحانه وتقوم بالعديد من الوظائف لتسهيل الحياة
لنا.
إن أقوى أسلحة البدن هو اللسان، فهذا العضو أمره عجيب قد ينير طريقك بشتى السُبل أو قد يهوي بك في واد سحيق من المنكرات والسيئات فلا إله إلا الله كم أوقع في معصية وكم زاد صاحبه تعاسة وشقاء في دنياه.من هذا المنطلق هذه دعوة للجميع لحفظ اللسان، الوسيلة التي تُعد من أكبر الفتن التي قد تزل بصاحبها إلى الهلاك.(والذين هم عن اللغو معرضون) – "المؤمنون".
نعرف أن لغو الحديث هو كل ما يضرّ العبد في آخرته من توابع الكلام وما يجره من آثام، والعجيب في الأمر أن البشر قد لا تعي جُرم هذا اللسان وعظم خطورته بالنسبة للآثار المترتبة عليه دينياً واجتماعياً فكم سجل الملكان – عن اليمين وعن الشمال – من الكلام القبيح، في كتاب سوف يراه صاحبه لا محالة يوم النشور، وسيقرأه أمام الخلق جميعاً، وفي ذلك الموقف المحرج المرعب، سيندم يوم لا ينفع الندم.
من واجب المرء أن يحفظ لسانه وأن يوجهه إلى ما فيه خير هذا الدين الحنيف.. يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.ومن واجب المسلم أيضاً أن يتحرى الحلال من الطيبات والرزق وسُبل العيش والمعايشة مع الغير، وأن يصرف بصره عن المحرمات، ولا يشغل نفسه بمنازل الحزن والندامة. إن توجيه النيّة خالصة لرب العزّة لهو الصواب بعينه، لأنه حفظ المسلم لدينه، يورثه حفظ ربه له من كل المخاطر والآثام فتسمو نفسه للعلياء وتبقى منزلته عند ربه مستقيمة ما دام باقياً في رعاية وطمأنينة نفس. من ناحية أخرى على المسلم أن يحفظ نفسه من جميع الفتن، ظاهرها وباطنها، وأن يتجنّب ما قد يوقعه في مسالك الشر.. أو يؤدي إلى غضب الرب ومعصيته.
(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) (النور/ 24
).ويبقى العمل بعد ذلك: احفظ الله – بما علمت – يحفظك الله من كل سوء.